عاش الصديقان منذ سنوات أجواء ساعدتهما علي الانحراف واتجها لطريق الحرام للبحث عن المال دون عناء, ووجدا في الاتجار بالمواد المخدرة الملاذ الآمن لتحقيق حلمهما بالثراء ونجحا مرات كثيرة في تحقيق هدفهما وذاع صيتهما بين شباب المدمنين من الجنسين الذين يفضلون تعاطي الحبوب المخدرة التي تشعرهم بالقوة بين زملائهم ونظرا لكثرة الطلب علي بضاعتهما اتفقا علي التمركز في المناطق الحيوية للبيع داخلها مع الاستعانة بناضورجية لتأمينهم وظلا علي حالهما يروجان الترامادول والتامول والإبتريل والبيناتانول الذي يجلبونه من مصادرهم السرية التي ترتبط بعلاقة مع عصابات المافيا الدولية القريبة من الحدود الشرقية ويحصلون عليها بعد تهريبها عن طريق المجري الملاحي لقناة السويس ويبدأون في طرحها بالقطاعي والجملة ولم يصدق بائعا الحبوب المخدرة أنهما سوف يسقطان في قبضة رجال مباحث الإسماعيلية عندما تم ضبطهما متلبسين بالترويج لبضاعتهما المسمومة, تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. كان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد تلقي اخطارا من اللواء هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي يفيد بوجود بؤر نشطة في موقف ميدان الفردوس تقوم بطرح حبوب الترامادول والتامول ومشتقاتهما بكميات وفيرة للمدمنين, الأمر الذي يشكل ظاهرة خطيرة علي الأمن العام تستوجب ملاحقتها والقضاء عليها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد خالد فوزي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والرائد أحمد الصغير رئيس مباحث قسم ثان, دلت تحرياتهم علي أن المتهم هاني البدوي(29 سنة) عاطل يسكن في منطقة السماكين بالمنايف له أربع قضايا مخدرات والمتهم وليد محمد(36 سنة) عاطل وشهرته وليد الزاهر مقيم في الكيلو2 عزبة أبو زلط مسجل شقي خطر فئة ب تحت رقم104 سرقات بالإكراه. اتفق الاثنان علي التمركز في موقف ميدان الفردوس الذي يقع وسط مدينة الإسماعيلية العاصمة ويعد محورا مهما للسيارات القادمة والمتحركة منه للضواحي ويشهد زحاما في أوقات الذروة صباحا ومساء وذلك لترويج الحبوب المخدرة حيث يقف كل منهما في مكان بعيد عن الآخر لانتظار عملائه للحصول علي احتياجاتهم من الأصناف المختلفة للحبوب المخدرة بالقطاعي أو الجملة حسب قدراتهم المادية. وأصبح المتهمان من الأسماء اللامعة في عالم الكيف اللذان تضخمت ثروتهما بعد أحداث الثورة عقب رواج بضاعتهم بشكل لافت للنظر. وأضافت التحريات أن الصديقين هاني ووليد لا يهمهما سوي التربح من وراء نشاطهما بأي وسيلة ممكنة حيث اعتادا إخفاء بضاعتهما بين طيات ملابسهما أو في أكياس بلاستيكية سوداء يمسكونها في أيديهم ويعتمدان علي قوة ملاحظة الناضورجية الذين يستعينوان بهم حتي يكونا في مأمن من الملاحقات الأمنية لهما. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطهما وأعد النقباء جمال عمارة ومحمد وائل وشريف بلبولة وأنور القاضي معاونو مباحث قسم ثان خطة أمنية للقبض عليهما عن طريق نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط موقف الفردوس وتنكروا في ملابس ريفية وأخري تدل علي أنهم عمال مهنيون وعندما حانت ساعة الصفر تمت مداهمة المتهمين وضبطهما متلبسين ببيع الحبوب المخدرة. وباقتيادهما لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا بحيازتهما للمضبوطات وهي عبارة عن حبوب الترامادول والتامول والإبتريل والبيناتانول بقصد ترويجها للتربح من ورائها وبإحالتهما إلي أكرم أبواليزيد مدير نيابة ثان أمر بحبسهما4 أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد ومصادرة الحبوب المخدرة.