مثل كل المصريين أعيش حالة كبيرة من القلق والخوف من الأيام المقبلة, وخاصة يومي25 و26 يناير, وسبب الخوف هو ما يضمره الحاقدون علي هذا البلد الطيب, الذي بدلا من أن يعمل المنتمون إليه علي رد الجميل, وتعويض مصر والمصريين عن سنوات المعاناة, وتعطيل الحال, راحوا يتآمرون, ويخططون لحرق الوطن وتدميره علي رءوس الفقراء والبسطاء. لقد استكثروا علي هذا الشعب أن يستمتع ويقطف ثمار ثورته, التي توحدت خلالها طوائفه المختلفة, استكثر عواجيز الفرح أن يكتمل عرس مصر, فراحوا يتاجرون بالثورة وبآلام المصريين وآمالهم في تحقيق أهدافهم ومصالحهم هم, وطموحاتهم السياسية في أن يكونوا زعماء وسياسيين, وكانوا وراء إطالة أمد الفترة الانتقالية من خلال صراعهم علي السلطة وتحالفاتهم الفاسدة مع فلول النظام البائد والقوي الخارجية العاملة علي ألا تستعيد مصر مكانتها وريادتها, وراحوا يهدمون كل خطوة تدفعنا إلي الأمام من خلال محاربتهم لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وكراهيتهم الدفينة لتيار الإسلام السياسي, وتجمعت إرادتهم السيئة واتفقت أهدافهم الخبيثة ضد البلد الذي كان خيره علي الجميع وأنار دروب ظلامهم يوم كانوا حفاة عراة, ويهيمون في الصحراء, وراح منافقو الداخل الطامعون في خيرات مصر, وحاقدو الخارج من العربان الجاحدين لفضلها, وفلول الهاربين المارقين المستقوين بهم في الكيد لهذا البلد, مستغلين جيوش البلطجية وعشاق الفوضي الذين أصبح الاعتصام والتظاهر والاحتجاج هو مهنتهم, وراحوا جميعا يشعلون فتيل الاعتراض والتعطيل, حتي يحرجوا الحكومة, ويؤكدوا فشلها يوما بعد يوم في فرض الأمن, ومحاربة الفوضي, ويظهروها بصورة العاجز عن تحقيق أهداف المصريين, ويلقون علي عاتق الرئيس وحكومته كل كوارث مصر من حوادث السكك الحديدية وانهيار العمارات وغيرها, حتي يدفعوا الناس للثورة وإسقاط ما تم بناؤه وتجميعه من أشلاء الدولة الممزقة, التي مزقها نظام مبارك وأكمل تمزيقها من تولوا الفترة الانتقالية, التي تركت اللصوص يهربون ما سرقوه من أموال, وساعدوا القوي السياسية الديكورية علي أن يكون لها صوت ودور في تهييج الناس, وليس توعيتهم سياسيا وديمقراطيا. نعم نحن في أزمة, ولم نحقق شيئا حتي الآن من الأهداف التي انطلقنا من أجلها في25 يناير, ولكن هذا يجب ألا ينسينا أننا قمنا بثورة, وأننا لابد أن نعمل جاهدين متكاتفين لتحقيق تلك الأهداف بالعمل وبالبناء, وليس بالتظاهر والاحتجاج وقطع الطرق والمواصلات, والتعدي علي أقسام الشرطة وتعطيل المرافق, ووقف الإنتاج, لأن كل ذلك هو دمار لمصر واقتصادها, وهذا ما يريده أعداء الثورة والقوي المضادة, التي نظمت صفوفها, وراحت تعمل بقوة وشراسة, وحاولت احتواء الثوار, وتحويل بصلتهم وتضليلها, ودفع قوي الثورة إلي العمل الهدام, ومن خلال الإعلام المأجور راحوا يصورون الإخوان المسلمين علي أنهم اختطفوا الثورة وسرقوها, بل وصل بهم الأمر إلي جعلهم هم أعداء الوطن, والذين يعملون من أجل مصالحهم وليس مصلحة الوطن, ولابد من العمل علي استعادة الثورة منهم, حتي ولو بالمعارك والقتال.!! أنا لست ضد الاحتفال بالذكري الثانية لثورة25 يناير, وأن نستعيد ذكري أيامها المجيدة, وذكري توحد الشعب والتفاف تياراته المختلفة حول أهدافها, ولكن شتان ما بين الاحتفال, ومظاهر التدمير والإحراق والتجريف, والتخريب, وهذا ما تهدف إليه تلك القوي السياسية المضلة المضللة, التي لا تعمل أبدا لصالح مصر. ومن يتابع تصريحات من يعتبرون أنفسهم زعماء للشعب, وهم أبعد ما يكونون عنه, والذين راحوا يبحثون عن الكراسي, ويتصارعون علي السلطة, دون أن يمدوا أيديهم لأصحاب الأغلبية حتي يحققوا ما يتمناه الناس, بدلا من أن يعملوا علي سد حاجات الناس, ويساعدون الحكومة في حل المشكلات الضرورية والملحة, وفي بدايتها توفير عمل ومسكن ورعاية اجتماعية وصحية للغلابة والمحرومين من كل صنوف الرعاية, وراحوا يشنون المعارك ضد حلفاء الأمس متناسين آلام الناس. وفي معاركهم من أجل السلطة راحوا يدهسون كل قيمة, وحولوا طاقات الشباب من قوي بناء وتعمير إلي معاول هدم, غيبوا عقولهم وحولوهم إلي طلقات رصاص في جسد الوطن. أنا لا أصادر حق الشعب في الاحتفال بالثورة والتظاهر السلمي للمطالبة بالحقوق, والتذكير بأهداف الثورة عيش, حرية, عدالة اجتماعية حقهم في العمل بأجور مجزية, وحق الكبار في معاشات آدمية, وحق الجميع في علاج ومسكن, وأمن وأمان, ولكنني ضد أن نخرج للتخريب والتدميرو ضد أن نكون أداة في يد زعماء وهميين لإسقاط شرعية الرئيس وضد النيل من المؤسسات الدستورية التي نحاول إعادتها للعمل. تظاهروا واحتفلوا ولكن لا تحرقوا مصر, ولا تهدموا بلادكم فوق رءوسكم إن كنتم حقا تحبونها. رابط دائم :