كانت كل الظروف تمهد لانفجار فقر وغياب عدالة اهدار كرامة في استخفاف بالمصريين وتزوير ارادتهم واصواتهم في انتخابات برلمان2010 في الذكري الثانية لثورة25 يناير أتأمل أول بوستر ضم صور الشهداء أكاد أسمع اصواتهم تنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. في مثل هذه الايام منذ عامين وصل المصريون الي حالة من الإحباط واليأس غير مسبوقة زادت الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات ورأي فيها كتاب السلطة انها مؤشر علي الديمقراطية التي زادت وفاضت علي حاجة شعب غير مؤهل. حوادث انتحار متتالية اختاراصحابها اماكن حيوية لتصل رسالتهم ولكنها لم تصل لان هناك من قرأها وترجمها- لنظام لايجيد لغة شعبه- علي انها ابتزاز لتحقيق مطالب خاصة. حوادث تعذيب داخل أقسام الشرطة لاتكتفي بالقتل وانما ايضا تشويه سمعة الضحية واسرته خالد سعيد وسيد بلال حادثتي قتل بعد تعذيب الاول لفقوا له تهمة تعاطي بانجو والثاني اتهموه في حادث كنيسة القديسين. حالة استفزاز اجتماعي اثرياء تزوجوا السلطة وتراكمت ملياراتهم وفقراء لايجدون قوت يومهم. ووسط كل هذا المناخ كانت احاديث السياسة تدور حول توريث السلطة للابن علي انه حتمي والخلاف في التوقيت هل يتم التوريث في حياة الاب ام بعد وفاته؟. كل الظروف تمهد لانفجار فقر وغياب عدالة اهدار كرامة استخفاف بالمصريين وتزوير ارادتهم واصواتهم في اخر انتخابات برلمان.2010 خرجت الدعوة من علي مواقع التواصل الاجتماعي تجاوب معها الشباب وخرجوا الثلاثاء25 يناير شعارهم عيش حرية عدالة اجتماعية تصاعدت واستمرت المظاهرات سقط شهداء الدماء الزكيه زادت من اصرار الثوار ورفعت سقف مطالبهم ووسط ضغط الجماهير التي احتلت ميادين مصر تنحي مبارك عن الحكم يوم11 فبراير قضي المصريون ليلتهم يحتفلون بسقوط الطاغية, روح جديدة دبت في النفوس تقول المصري قادر علي التغيير روح استشعر فيها كل مواطن ان مصر رجعت وان البلد المختطفة من العصابة الحاكمة اصبحت ملكهم, في كل شوارع مصر لافرق بين حي راق وحي شعبي حمل الجميع المقشات كنسوا الشوارع ودهنوا الارصفة وزرعوا الاشجار. ومع كثرة الحديث عن مليارات مصر المنهوبة راح المصريون يحسبون نصيبهم في هذه المليارات ويحلمون بعودتها. حلم المصريون بفرص عمل لأولادهم وملأت استمارات التشغيل الشوارع وظن كل من كتب استمارة ان الفرصة قادمة فتحت وزارة الاسكان باب الحجز لوحدات اسكان اقتصادية وصل عدد الطلبات إلي5 ملايين طلب. مضي عامان علي الثورة ولا يزال المصريون ينتظرون السكن والوظيفة ونصيبهم في الاموال المنهوبة. خلال العامين مرت ايام حزينة شهدت سقوط شهداء ومصابين ولا يزال المصريون يترقبون بقلق ايامهم المقبلة. خلال العامين اتفق اعداء الثورة علي هدف واحد وهو ان يجعلوا المصريين يلعنون اليوم الذي اندلعت فيه الثورة ويترحمون علي ايام مبارك اتفقوا علي ان يحولوا ليالي المصريين وايامهم الي سواد حتي تأتي لحظات الاختيار فيرتدوا ليعيدوا انتاج نظام مبارك, لكن وعي المصريين كان اقوي من تخطيطهم قرروا واختاروا من يعيد بناء مصر جديدة. اتفق أعداء الثورة ولا يزالون يخططون لاعادة انتاج نظام مبارك, واختلف الثوار ولا يزالون مختلفين. معارضة تري ان النظام الذي لم يكمل عاما في الحكم مسئول عن كل المصائب, استثمار للحوادث لاظهار النظام فاشل وعاجز. معارضة لاتقدم برامج وحلولا وانما تجيد الندب. معارضة تردد دائما ان مصر كبيرة عليهم في اشارة إلي الإخوانومصر فعلا كبيرة سواء كان الحكم للاخوان او لغيرهم مصر تتسع للجميع وتحتاج جهد المعارضين والمؤيدين ومن مصلحة من هم خارج الحكم الآن ان يتسلموا مصر افضل عندما يصلون هم الي الحكم. لكنها للأسف معارضة ترفض دائما حكم الصندوق وبدلا من ان تحشد الاصوات تحشد المتظاهرين. أخطاء المعارضة يقابلها اخطاء نظام يبدو مرتبكا ومترددا في اتخاذ القرارات نظام لم يقرأ خريطة مصر البشرية جيدا لذا تبدو اختياراته محدودة, وللآن لا نعرف لماذا يأتي المسئول ولماذا يذهب وماهي معايير الاختيار؟وكيف يتم التقييم؟ نظام.. بفتقد للجرأةوالقوة فالنظام السابق الفاسد كان رجاله اقوياء في الباطل وللاسف يبدو النظام الحالي في بعض المواقف ضعيفا في الحق بعد ان نجح اعداء الثورة في وضعه دائما في موضع الدفاع عن نفسه. بعد عامين علي25 ينايرعلي رفاق الميدان سواء من جلس منهم في مواقع الحكم ومن هم خارجه استرجاع ايام الثورة وان يقدم الجميع افضل ماعنده المعارض يعارض بجد هدفه الاصلاح وليس تكريس الفشل ومن يحكم يحكم بجد وقوة دون تردد أو خوف, علينا أن نستعيد الروح التي دبت فينا بعد11 فبراير روح البلد بلدنا, اجلالا واكراما لمن قدموا ارواحهم وعيونهم لنري نحن مصر بهية