ما بين الشيطان والجاهل تكمن العلاقات الأمريكية الفنزويلية في ظل حكم الزعيم هوجو شافيز وكانت هذه الالفاظ هي التي نعت بها شافيز رئيسي امريكا السابق جورج بوش الابن وخلفه الحالي باراك أوباما, وفي الآونة الاخيرة تلعب الدبلوماسية الامريكية دورا لإمكانية استعادة العلاقات المتجمدة بين الدولتين. ففيما يكافح هوجو شافيز من أجل الحياة مع نوع غير معروف من السرطان في مستشفي بكوبا, بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية في اتخاذ خطوات مبدئية لتحسين علاقاتها مع بلاده, ويقول مسئولون أمريكيون ان الانفراجة بدأت في نوفمبر الماضي عندما قام مسئول الدبلوماسية العليا للولايات المتحدة لأمريكا اللاتينية بالاتصال بنائب شافيز نيكولا مادورو, وناقش الجانبان مجالات الاهتمام المشترك, وعلقت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية اننا علي استعداد لتحسين علاقاتنا مع فنزويلا. ويري محللون حسب صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية ان عودة العلاقات مع دولة مثل فنزويلا التي تمتلك اكبر احتياطي نفطي في العالم وكانت هناك الكثير من المشكلات بينهما قد تكون طويلة, خاصة في ظل حكم شافيز الذي استثمر العلاقات مع اعداء الولاياتالمتحدة مثل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. واطلق شافيز علي الرئيس الامريكي بوش الابن قبل اجتماع الأممالمتحدة عام2006 الشيطان, وبعدها قام بطرد السفير الأمريكي باتريك دادي الي خارج البلاد, وظلت السفارة بدون مبعوث أمريكي منذ آخر رفض لقبول المبعوث الامريكي المقترح عام2009, مما دفع الولاياتالمتحدة لإلغاء تأشيرة السفير الفنزويلي في واشنطن آنذاك برناردو الفاريز, ومن ذلك الحين والعلاقات متجمدة, ولم يقف شافيز عند نقد بوش بل امتد الامر ليصطدم بالرئيس الحالي باراك اوباما ووصفه بالجاهل بعد انتقاده شافيز بسبب علاقات مزعومة مع مقاتلي كولومبيا. لكن الطرفين تعاملا بحذر خلال اللقاء الاخير في نوفمبر الماضي, حيث ركزا علي امكانية تبادل السفراء مرة أخري لتكون بداية لعودة العلاقات والامر الذي يثير الشك قول مادورو ان هذه الاتصالات تمت بإذن من السيد شافيز, وعلي الرغم من كل ذلك رأت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند انه يجب التحرك بحذر قبل استعادة السفراء وان الامر قد يستغرق عامين. في غضون ذلك يري محللون امريكيون انه يوجد العديد من العقبات التي تقف حائلا امام عودة العلاقات الامريكية الفنزويلية, ومن بينها اتهام الولاياتالمتحدة لها بالاتجار في المخدرات, وقال السيد شيفتر رئيس الحوار بين البلدان الامريكية ان هذه الاتهامات من الاتجار بالمخدرات والإرهاب لا تزال حساسة للغاية, وهناك الكثير من عدم الثقة الذي لن يكون من السهل التغلب عليه لاستعادة العلاقات.