تعيش مدينة بني سويفالجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والقري المجاورة لها مأساة حقيقية فمياه الشرب نادرة الوصول اليها رغم أن قاطني تلك المدينة يتعدي النصف مليون نسمة وتوجد بها عشرات الكليات والعديد من المدن الجامعية كما أن مياه الصرف الصحي وصرف المصانع تسرب أسفل معظم أبنية المدينة البكر بل وأغرق العديد من القري كقرية الامل التابعة لبياض العرب والتي يسبح أهلها بالمراكب للوصول الي بيوتهم المهشمة بسبب عدم وجود غابة شجرية لتستوعب تلك المياه بعد معالجتها. يقول حكيم فكري محمد مدرس من قاطني مدينة بني سويفالجديدة يقطع عنا الماء يوميا من الساعة الثانية عشرة حتي الثامنة صباحا ولا نستطيع تجهيز الأبناء للذهاب للمدارس فوجود الماء الساخن مهم للأطفال وخاصة في فترة الشتاء لذا أقوم بملء الجراكن طوال النهار لنقوم باستخدامها فترة انقطاعها بالليل أما أنا فأذهب قبل صلاة الفجر للاستحمام والوضوء بدورة مياه المسجد المجاور لي وكأننا نعيش في العصر الحجري. ويستطرد الدكتور عبد التواب سيد وكيل كلية الدراسات الاسلامية الموجودة بالمدينة أيضا قائلا: نعيش داخل الكلية جميعا بدون مياه ولا نستطيع الوضوء ولا الصلاة وتحيط بنا الروائح الكريهة بسبب عدم وجود المياه داخل الحمامات وعدم قدرة أحد علي التنظيف وازالة القاذورات وتضطر إدارة الجامعة لتحمل نفقات باهظة لشراء المياه المعدنية لكي نستطيع الطهو للطالبات داخل المدينة الجامعية ونخشي علي الطلاب والادارة وهيئة التدريس من انتشار العدوي والامراض كما يتسبب انقطاع المياه في أمور مؤسفة بسبب تردد الطالبات علي حمامات المقاهي والمساجد والبيوت المجاورة وقامت الادارة بمخاطبة شركة مياه الشرب والصرف الصحي ولم يتحسن الامر بعد. ويصف منصور سليمان مزارع مقيم بقرية الأمل والمجاورة أيضا لمدينة بني سويفالجديدة حالتهم قائلا: لا نستطيع دخول القرية بسبب غمر مياه صرف المصانع والصرف الصحي لمدينة بني سويفالجديدة لكل الطرقات والبيوت ولا يستطيع أحد أن يقوم ببناء سقف لبيته بسبب عدم ثبات التربة وتشقق الحوائط فالماء يجعل البيوت تهبط ويخشي الاهالي من سقوط الاسقف فوق رؤسهم وهرب قاطنو القرية ولم يبق منها سوي خمس أسر وتوجهنا بعدة شكاوي للمسئولين ولم يسأل أحد عنا. ومن جانبه, أكد العميد محمود طه رئيس قطاع التشغيل والصيانة بشركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف بأن مشكلة انقطاع المياه قائمة بالفعل وعلي الاخص من التاسعة صباحا حتي الظهيرة ومن الثانية عشرة مساء الي الصباح من اليوم التالي وعلل ذلك قائلا: بأن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عندما قامت بالتخطيط لمدن الصعيد والتي تقبع شرق النيل لم تقم بالتخطيط للتخلص الآمن من مياه الصرف الصحي بالتوازي مع كمية المياه المستهلكة من قبل قاطني تلك المدن الجديدة ولم تقم أيضا بإنشاء الغابة الشجرية التي كان من المقرر لها إستيعاب المياه المعالجة من المحطة الوحيدة التي قاموا بإنشائها لذا نضطر لقطع المياة فترات عديدة لعدم استيعاب الجبل لكميات مياة الصرف من مدينة بني سويفالجديدة والمنطقة الصناعية بها حيث أدي تسرب المياه الي طفوحات عديدة وتسربات أرضية.