رغم حالة الاكتئاب والاحباط التي اصابت جموع المصريين جراء ما يشهده الوطن من تطورات مؤسفة ومشاهد دموية كان البعض يعتقد أنها ذهبت إلي غير رجعة بعد البدء في عملية ديمقراطية حازت تقدير العالم إلا أن الشعب المصري بتاريخه العريق وإرادته القوية قادر علي أن يحمي ثورته ويستكمل مشواره نحو حرية حقيقية دون وصاية من فصيل أو تيار أو حزب فإلي غير رجعة انكسر هاجس الخوف وحائط الرهبة اندثر وواهم من يعتقد أن الدستور هو معركة أخيرة لهزيمة شعب ثار ضد الظلم والاستبداد ويتمادي في وهمه من يراهن علي سيناريو الاحباط أو استخدام السياط، فالماضي لن يتكرر وعقارب الساعة لن تعود إلي الوراء. المصريون أحرار. حقيقة ينكرها أعداء الحرية وواقع تؤكده الأحداث وتبرهن عليه وقائع المشهد السياسي ليس فقط في معركة الاعلان الدستوري الاستبدادي أو مشروع الدستور المبتور بل منذ قيام ثورة يناير ووقوف الشعب ضد تمديد حكم العسكري ولم تفلح آلة القمع وماكينة سفك الدماء والأيادي الغادرة في وقف إرادة الشعب الجارفة نحو ديمقراطية حقيقية. نعم المصريون صاروا أحرارا مهما اشتد عصي القهر ومهما امتدت يد البطش لن يركعوا ولم يتراجعوا عن طلب الحرية شهداء أحرارا حتي آخر المشوار وسوف يذكر التاريخ أن الأيادي التي تلطخت بالدماء الطاهرة في الشوارع والميادين لن تثني الشعب عن الوصول إلي هدفه الذي ثار من أجله في ثورة الخامس والعشرين من يناير وفي نضال الشعوب الحرة يكون المجد للشهداء والعار للقتلة الجبناء. ولعل الأحداث الدامية التي وقعت في محيط الاتحادية وراح ضحيتها المئات من شباب مصر ما بين شهداء ومصابين تؤكد أن الثورة المصرية التي كنا نعتقد أنها ودعت مشاهد الدماء بانتخاب أول رئيس مدني لن تكتمل فصولها بعد وها هي تشهد مخاض مرحلة جديدة علي طريق تحقيق أهدافها التي أبي البعض أن تستكمل وأن ينعم الشعب كله بما طلب تحت شعار الحرية والعدالة والكرامة والانسانية وها هم المصريون أكدوا أنهم أحرار.