وصول الصراع بين الثوار السوريين ونظام الرئيس بشار الأسد إلي مرحلة المعركة الفاصلة في دمشق , إلي جانب وجود علامات تدل علي تحول الموقف الروسي بشأن الأزمة السورية, تؤكد أن هناك إشارة واضحة لموعد سقوط الأسد. كما أن هناك بوادر لمعركة ضخمة, قد تكون الفاصلة, أوشكت علي الاندلاع في العاصمة السورية, فالثوار السوريون يتجهون إلي دمشق محملين بأسلحة استولوا عليها من قواعد عسكرية استراتيجية تابعة للأسد, ومبالغ مالية ضخمة, وصواريخ أرض-جو, في الوقت نفسه فإن الأممالمتحدة قررت سحب موظفيها غير الضروريين من دمشق. وعلي الرغم من أن الثوار قد لا يكونون بالقوة الكافية لخوض هذه المعركة, لكنهم في الوقت نفسه لديهم من الإصرار ما ينفي وجود نية للتراجع أو الانسحاب, فبعد حرب مريرة طويلة الأمد لم يعد لدي هؤلاء غير خيار واحد هو التحرك قدما تجاه دمشق. وأوضحت أن الرئيس السوري, الذي نقل عنه محاوروه الروس مؤخرا أنه فقد الأمل في النصر أو الهروب, أحاط دمشق بقوات يبلغ عددها80 ألف جندي, وهو يعتمد في هذه المعركة علي حلفائه من الطائفة العلوية التي فشل الثوار في إقناعها بأن حقوقها وممتلكاتها وأرواحها ستظل في مأمن بعد سقوطه, لذا فإن الطبيعة الطائفية لمعركة دمشق تعكس مدي الشراسة التي سيتسم بها القتال في حال نشوبها. أما عن رجل الشارع فخلال النهار تزدحم شوارع العاصمة بالسيارات والمتسوقين ويبدو الوضع طبيعيا لكنه ليس كذلك.. فبحلول الظهيرة يبدأ الناس التفكير في كيفية العودة للمنزل قبل الليل. وتسبب الطرق التي يسدها الجيش بشكل مفاجيء اختناقات مرورية. يهرع العاملون لترك المكاتب والتسوق من المتاجر ثم الوصول لمنازلهم قبل حلول الليل. الظلام هو الوقت الذي يخرج فيه الخاطفون بحثا عن ضحايا جدد كما تستعر الاشتباكات علي مشارف العاصمة والتي باتت تقترب من قلب دمشق. ولشهور ظل سكان دمشق يرقبون بتوتر بالغ انغماس مدينتهم أكثر في الصراع الدموي الذي تشهده سوريا. وتظهر مؤشرات مثل تكرار انفجار السيارات الملغومة والقذائف الطائشة التي تصل إلي العاصمة أن تحول دمشق إلي ساحة معركة أصبح مسألة وقت. ويسعي مقاتلو المعارضة إلي الزحف من معاقلهم عند مشارف المدينة إلي العاصمة ذاتها ورد الجيش بالهجمات الجوية والقصف المدفعي علي الضواحي. أغلب الناس لا يتركون منازلهم أو أحياءهم إلا للضرورة القصوي. في الوقت نفسه, ألمحت الولاياتالمتحدة استعدادها للتدخل عسكريا في سوريا خلال أيام, إذا استخدام الأسلحة الكيمياوية, وذلك بحسب صحيفة التايمز. وأضاف المسئول الأمريكي أن اتخاذ أي اجراء لن يتطلب الكثير, لأن القوات الأمريكية موجودة أصلا في المنطقة. وكان مسئولون أمريكيون آخرون ذكروا أن الخيارات التي تدرسها واشنطن للتعامل مع هذه المشكلة تتراوح بين غارات جوية وهجمات محددة تشنها قوي إقليمية لتأمين الأسلحة الكيمياوية. وقد وصفت الصين أمس قرار حلف شمال الأطلنطي( ناتو) بنشر بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا بأنه أمر لا يفضي إلي تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.