آه ياوطني.. ما أدماك.. ما أشقاك.. ما أبكاك, نعم آه ياوطني أراك تتمزق, تنقسم, تتفتت, تدوس عليك أقدام المتصارعين المتناحرين, المزايدين, تغتالك سهام الغدر, وتقتلك سموم الفرقة. أري نذر فتنة ستحرق الأخضر واليابس, أرصد مشاهد مخيفة, وشواهد مرعبة تلوح في الأفق, أسمع صوت وطن اسمه مصر يستحث ضمير كل مواطن نبت من هذه الارض الطيبة, لا تحرقوا الوطن, لاتقتلوا المستقبل, ولا تغتالوا ثورة الشعب. الشواهد كثيرة, والأدلة عديدة عكستها تحركات كل الأطراف, وجميع الأطياف, الكل يشحن.. يستعد.. يرتب.. يجهز, من الرأس إلي القاع الكل غاب عن لغة الحوار وأدار ظهره للآخر. ها هو بركان الإعلان الدستوري لليوم الثاني يلقي بحممه في أركان البلاد ليشعلها نارا ووبالا, ولم تكن قرارات نادي القضاة بتعطيل العمل بالمحاكم إلا فصلا من تصعيد جديد كشفت عنه دعوات أخري لتنظيم مليونيات في التحرير بعد غد للقوي الليبرالية في التحرير والقوي الاسلامية في عابدين, ودعوات أخري للعصيان, والإضراب, وتحركات في الجامعات, والمنظمات, واعتداءات علي شخصيات سياسية. هكذا تحولت مصر إلي سيرك كبير, اللاعبون فيه كلهم متهمون, مذنبون, مجرمون في حق الشعب الذي يتطلع إلي الاستقرار ولقمة العيش. وتأتي الشهادة التي أدلي بها المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام المقال في الوقت الضائع علي طريقة اضرب كرسي في الكلوب لتضيف إلي المشهد العبثي بعدا آخر فقد اتهم النائب العام وزارة الداخلية بأنها لم تقدم أي متهم في أحداث قتل الثوار في محمد محمود, وامبابة, وماسبيرو, وكنيسة القديسين, واخفاء أدلة الاتهام في هذه القضايا. والسؤال, اذا كان السيد النائب العام المقال يملك هذه الأدلة التي تؤكد أن هناك تقصيرا وقصورا, وتواطؤا في قضايا قتل الثوار والأقباط فلماذا صمت عليها حتي الآن؟! ياسادة اتقوا الله في مصر.. لاتلعبوا بالنار... كفي البلاد ماجري, ما أحوج مصر الآن إلي صوت العقل, إلي القول المسئول وإلي حوار العقلاء, لا تصرفات الجهلاء! [email protected] رابط دائم :