اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن رعاية مصر لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وبين إسرائيل, قد أعاد تركيا للصفوف الخلفية في المشهد الإقليمي. موضحة أن الضجيج والصخب المثار حول زعامة أنقرة الإقليمية كان مبالغا فيه. وأوضحت المجلة في تحليل إخباري اوردته علي موقعها الإلكتروني أمس - أنه برغم من العلاقات الجيدة بين أنقرة وحماس فضلا عن الشعبية الاقليمية المتزايدة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان, غير أن مصر ورئيسها المنتخب محمد مرسي كانت هي من تصدر قلب الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل لصياغة وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل وإنهاء العدوان الاسرائيلي علي قطاع غزة. وأشارت المجلة إلي أن زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لقطاع غزة خلال العدوان الاسرائيلي الأخير جاءت متأخرة مقارنة, وجاءت بعد مرور خمسة أيام من إيفاد الرئيس المصري محمد مرسي رئيس وزرائه هشام قنديل إلي غزة لابداء تعاطف ووقوف بلاده إلي جانب الشعب الفلسطيني. وأضافت:لقد كان من البديهي أن يتوقع المراقبون استعادة مصر لريادتها الإقليمية في أعقاب الاطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك,إلا إنه لم يتوقع أحد أن تستعيد مصر ريادتها بهذا القدر من السرعة والحزم وعلي حساب مساعي أنقرة لتزعم المشهد الإقليمي في المنطقة. ولفتت المجلة إلي أن تركيا عمدت إلي تحسين علاقاتها مع كل من حركة حماس وسوريا وإيران وليبيا ودول الخليج العربي واحتضان اللغة والمبادئ العربية المناهضة لاسرائيل علي حساب علاقاتها مع تل أبيب بهدف تكريس تزعمها للعالمين:العربي والاسلامي,لكنها غفلت العمل علي إحداث فروق كبيرة تضمن لها التميز والخصوصية عن سائر القوي الإقليمية. وأوضحت المجلة أنه لدي كل من مصر والاردن وقطر وحتي المملكة العربية السعودية, علي سبيل المثال,سجل طويل في مواجهة إسرائيل سواء من خلال حروب خاضوها أو من خلال حالة الغضب والسخط الشعبي المتأصلة في هذه البلدان حيال إسرائيل. من ناحيتها, أعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة برئاسة إسماعيل هنية, تلقيها اتصالا هاتفيا من مسئولين مصريين يفيد بأنه: في إطار متابعة إتفاق التهدئة, فقد تم السماح للصيادين في غزة بالدخول إلي مسافة6 أميال بحرية للصيد بدلا من ثلاثة أميال. وحسب بيان لحكومة غزة تلقي مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة نسخته, فإن الجانب المصري سيعقد اجتماعا مع الجانب الإسرائيلي غدا لبحث المسائل المتعلقة بالاتفاق بما في ذلك المناطق الحدودية. ووجه رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية الشكر إلي الحكومة المصرية علي هذه الجهود, قائلا إنه قد يوفد مبعوثين إلي القاهرة لتقديم التفاصيل والمعلومات اللازمة لمصر. وتحظر زوراق الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة في بحر غزة علي الصيادين الإبحار أكثر من ثلاثة أميال بما يخالف اتفاق أوسلو, كما تقوم باعتقال أي صياد وتصادر قاربه إذا تجاوز ذلك. كما دعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في نسختها الصادرة أمس الولاياتالمتحدة إلي إعادة تقييم سياساتها حيال الملف الفلسطيني,معتبرة انها قد تخاذلت عن تحقيق ما يطمح إليه الشعبان:الفلسطيني والإسرائيلي سواء بإقامة دولة فلسطينية مستقلة أو ضمان أمن مستدام لاسرائيل. واعتبرت الصحيفة- في مقال افتتاحي أوردته علي موقعها علي شبكة الإنترنت أن فشل النهج الأمريكي في تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي,إنما يعكس سياسات واشنطن الخاطئة حيال منطقة الشرق الأوسط ككل, والتي تحتكم إلي افتراض مغلوط بأن القبضة الأمريكية المحكمة في المنطقة-من خلال دعم إسرائيل و الحكومات الإقليمية أخري-كفيلة بأن تكبت المظالم والمطالب الشرعية لشعوب المنطقة. وأشارت الصحيفة الأمريكية- في تعليق أوردته علي موقعها الإلكتروني أمس إلي أنه بالرغم من أن الفصائل الفلسطينية فتح وحماس هما المتحكمتان في توظيف استراتيجيات الردع ضد إسرائيل, إلا أن كلا منهما تمكنت في سبيلها من إعادة وضع ملف القضية الفلسطينية مرة أخري علي جدول الأعمال الدولي. استخراج رفات عرفات بمراسم عسكرية بعد غد أعلن توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات انه سيجري استخراج رفات عرفات للتأكد مما اذا كان قتل. وتوفي عرفات في مستشفي عسكري بباريس في نوفمبر عام2004 بعد شهر من نقله الي هناك في حالة صحية متدهورة من مقره المدمر في رام الله. ولم يتم تشريح الجثة ولم يتضح سبب الوفاة. وقال الطيراوي ان استخراج رفات عرفات ضرورة مؤلمة لأن عرفات يرمز لسعي الفلسطينيين لاقامة دولة عبر عقود من الحرب والسلام مع اسرائيل وللتأكد من الشكوك التي تثأر منذ فترة طويلة بأنه قتل بالسم. واضاف للصحفيين في رام الله لن نغلق هذا الملف وسنبقي نحقق في هذا الموضوع الي ان نصل الي القاتل وعندما نصل الي النهاية سيكون هذا امام كل شعبنا الفلسطيني. وتحيط منذ فترة طويلة مزاعم بشأن وفاة عرفات. لكن الاطباء الفرنسيين الذين عالجوه في ايامه الاخيرة قالوا انه لا يمكنهم التحقق من سبب وفاته. وقال المعهد السويسري للفيزياء الاشعاعية في لوزان انه اكتشف مستويات مرتفعة من عنصر بولونيوم-210 المشع في ملابس عرفات التي قدمتها زوجته سها والتي تطالب باستخراج رفات زوجها. ويقول المعهد ان ثماني سنوات هي الحد الاقصي لاكتشاف اي اثار المادة المشعة القاتلة.