في اربعيني مازلت علي قيد الطفولة المتاخمة للمراهقة في نظرهم.. اتلقي النصائح من الشقيقات الصغيرات المتزوجات من باب تضخم الخبرات يفوق تعدد السنين. الكل يلقي بدلوه في جب حياتي المستباح.. يسعون لبيعي ببخس الاثمان لأي عابر فاجر/ هرم.. شاذ/ كناسة الرجال الأزواج.. يوئدوني بكنفه ويرتاحون من ثوراتي وهمومي إلا عمي العقيم حرصا/ خشية علي عظم المقابر.. رغم أنهن ما بين العزاء الخفي المبطن بالحسد والتصبر علي الحرمان من ذل عالم الذكورة الذي ينضح علي معالمهن المتبدلة للأسوأ بزيجات فاشلة, وإعلاء قيمة الحرية في العزوبية التي لم يدركوها إلا بفقدها بقضبان الزوج والأولاد.. في عالم ذكوري كلما صعدوا درجة في العمل والمساواة زادت سطوته عليهن ليلا.. رغم إنهن يتوسلن/ يتسولن حقوقهن الشرعية من كلمات الحب والاعجاب بدلا من القهر والاغتصاب.. بالتملك والاعتياد صرن خادمات ومربيات ومرتعا للشهوات بلا أجر مادي ولا حتي معنوي. كلما طالبت أو حزنت علي حرماني من حقي في الاحتواء والارتواء, صرت موضع حسد للغافلات.. المهملات لمملكتهن وجنتهن التي احترق شوقا لنيلها.. ليرين افعالي بها ولأهلها, سأكون له فوق ما يتمني.. فلا ينظر لغيري مهما زاغت عيناه.. فسأكون له وطنا أرويه بماء عاطفتي.. فيمنحني دستورا يشرع لي حق البقاء بداخله دائما.. فقصور القلوب المرأة, وهي قصيدة الحياة.. وكل ما أريده ان يحترمني ولا يهينني أو يهملني.. يراعي احساسي ويقدر فرط مشاعري, فبالكلمة الطيبة يأخذ كل ما يريد وفوقه عمري وبالعند لا يكاد يعرفني. يبدين امتعاضا, ويقرعاني باستهجان.. فكل من علي البر شاطر, وكل ما علي العض بالنواجذ علي عملي.. فأموال الوظيفة أهم/ أأمن من ضل حيطة بعد أب راحل أو أخ مساق.. لكني علي يقين بأن الرجل سر من أسرار السعادة الدنيوية.. من عرفت كنهه ذاقت زينة الحياة وبهجتها وأدركت نعيم السكن إلي حي من قلب وجوارح وليس إلي ميت من جدران وأسقف وأحلام يقظة ومنام مثلي.. فهو للمرأة سند, وللحياة نعمة, وللبيت عماد وللأنوثة ري, وللأوجاع ستر, وللحاجات سداد وللشدائد فارس!.. أمامهم اكبح تراقص الأجفان علي أنغام الدمعات حتي انفرد بنفسي في مساءاتي الحزينة بعدما ينام الليل, تنهشني أنياب الوحدة.. ينفجر بركان البكاء.. أزيح مخلفاتهم من الأقوال والأفعال فلا يشيخ قلبي بالكتمان, إلا انني لا اقوي علي رواسبهم وما تتركه في النفس من ندوب عميقة.. وألوذ بقناعاتي بالتوحد مع خالقي ورغبتي المستمدة ممن حولي بزيارة بيته, فمن المؤكد ان الله عز وجل يدخر لي مستقبلا أفضل لم يحن زمانه وربما آجله في جناته.. فبمرور الأيام تتساقط ورقة من أوراق اعتماد حبيب بدرجة فارس أحلام إلي رجل حان حتي صرت أتمني واستجدي رفيقا أو ونيسا موزعة بين قناعات الاكتفاء والصبر والزهد.. لا يراودني إلا الماء العطن من الرجال هربا من الماء المالح حرمة وكراهة إن يزيدني شربه إلا عطشا بحثا عن كسرات أو فتات عاطفة من باب المتعة والاحتياج أو انقيادا لعيون زائغة/ طامعة في أكثر مما تملك أو تحل له.. فكم صددت وكم نادت رغبات رعشات شوقي, فكبحت جماحها!. وأظل متوحدة/ منعزلة بين ولادتي ونشأتي القاهرية وإقامتي القروية.. اكره كل من يدعوني للتزهد والرهبنة وكأنهم يزفونني للموت رغم قلبي المفعم بالحنان والحب وهناك العديد من أموات القلوب يقيمون في الأرض فسادا.. يقدر اخواتي وأولادهن وأزواجهن حناني وتفاعلي في تربية أولادهم وحل مشاكلهم من خلال زياراتي المغلفة بالهدايا البسيطة, واستنجاد اخواتي بي في معضلتهن.. إلا أن اشد ما يؤلمني نفسيا مداعبات أزواجهن لهن امامي وانفرادهما بالحجرة لأبقي مع الليل وحدي. صرت أتلظي بالهجر مرارا حتي بت أتمنع عن فرح الوصول فرارا من سكرات الهجر المنتظر لأتفه الأسباب.. حتي حرت في تصنيفها أهو نغم الم أم لغم أمل.. ابرره بدواعي المحيطين وبعض الشواهد وامتطي حصان هواجسي وأسابق الريح في الظنون, واراني أتداعي وراء شكوك اعمال السحر من الكارهين/ المنافسين من وراء أقنعة المحبة حينما تلبس الوجوه الأقنعة الزائفة وتقبر الفضيلة في محاجر البراءة.. فلم يعد يتبقي لي إلا أن الملم جثث احلامي من علي وسادتي صباحا.. ويمر شريط حياتي سريعا في خيالي: من صغيرة تتطلع للكبار بالتقليد إلي كبيرة تتصاغر بملابس.. تتلقي عليها النقد والاستهجان أكثر من المدح.. يطربها الغزل وأن قل وتجددت اغراضه وألحانه عن عمي العيون الرجالي التي لا تري جسدي الدقيق المتناسق وقسمات وجهي الجميلة البريئة فلا تكاد معها ترصد سني الحقيقية ويغري الكثير من الخطاب صغار السن بالتودد إلي وتلك الجاذبية في نهر عيوني بلونهما الفريد الجذاب.. ولا ينظرون لسماري الأيزيسي الهادئ الباحث عن ازوريسه في شتي الأنحاء, وكثير من الوسطاء والمحبين لم تثمر فعليا إلا خطيبا فعليا رفضته بطمعه في سني في الماديات.. ومراودة زميل عمل يصغرني بعامين من بداية التحاقه للعمل, تعلقت واهمة في الارتباط به دون الإلمام بارتباطه العائلي, حتي صرت احسد كل من تتشبث بذراع رجل, أو تجر طفلا أو من تسأل نوعية جديدة من الأكل للتجديد لزوجها. فهل يوجد من يروي للماء عطشها, وسترون ما يدهشكم ويغير مفهومكم عن الزواج!.. ويا أيها الرجل الذي يسكن في المحال.. وبين يديك ستهدأ جميع ثوراتي/ انهيارتي العصبية.. أنتظرك بشوق عارم.. في غيابك البعيد تسحقني الأزمنة.. يغار الليل من الحنين إليك.. ينطفئ الفجر في اللاحضور.. وتزورني ابتسامتك بأمل في نهار سعيد.. لأنتظرك من جديد.. فمن دونك يعطش الماء وتبكي الدموع ويتلوي الألم. السيد سعيد علام مدير جمعية الأدب والفنون المسرحية رابط دائم :