اقترب يوم العيد الوطني ومع بداية العد التنازلي للاحتفال بمرور عام علي 25 يناير حين أشعل الشباب الطاهر شرارة الثورة والصحوة التي حركت الضمير الوطني في صدور فئات شعبنا علي اختلاف طوائفهم.. ووسط تعدد الرؤي والاختلاف حول مظاهر هذا الاحتفال ترتجف القلوب ويتحرك الوجدان للالتفاف نحو هدف واحد كما يتردد في الساحة تساؤل هل نتفرق شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون أم نضمد الجراح ونتطلع للمستقبل ببرامج وخطط طموحة تعيد لهذا الوطن الوجه الحضاري المشرق ونري التنافس في دعم المسيرة في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تعتمد علي أسلوب علمي فالمواطن البسيط يتعطش لرفع مستوي حياته التي ضاق من تبعاتها التي أرهقت كاهله. تتطلع الجماهير الكادحة أن يكون الاحتفال رمزية تعبر عن حضارة وعراقة المصريين. وتوجه رسالة إلي العالم في شرقه وغربه تؤكد أننا نتجه نمو العمل الجاد وبناء المستقبل في ملحمة وطنية تتواري فيها النزعة الفردية وتختص دعوات الاختلاف فقد سئمنا من تشتت الآراء بصورة أرهقت المتابع لها. في كل الفضائيات والبرامج وللأسف الشديد نري من يطالب المجلس العسكري بسرعة تسليم السلطة لمجلس مدني وإجراء الانتخابات البرلمانية قبل موعدها المحدد في أواخر يونيو هذا العام هذا الاتجاه يثير القلق ويفتح مجالاً لنزعات قد تنحرف بمسيرة الوطن عن مسارها بعد أن قطعنا مشواراً في البرنامج الذي اتفقنا عليه في استفتاء وطني لقد أصبح لدينا برلمان تم اختيار أعضائه في انتخابات اتسمت بالنزاهة وجرت في مظلمة قضاء مصر الشامخ علي مدي التاريخ. في خضم هذه الرؤية المتعددة ينبثق صوت العقل والحكمة لدي الكثير من أبناء مصر وتنطلق الدعوات للالتفاف نحو هدف واحد وتحذر من التشرذم والاختلاف فالوطن مستهدف والقلوب يعتصرها الألم خوفاً وهلعاً مما يجري في هذا الاحتفال وتطالب بأن تكون الاحتفالات بمثابة عيد وطني تنتهي مظاهره في آخر اليوم بتآلف ومحبة يعزف خلالها الملايين نشيد الحب والانطلاق نحو البناء والنهضة الشاملة خاصة أن اقتصادنا يعاني وحكومة الإنقاذ الوطني تبذل أقصي جهد للخروج من هذه الأزمات التي تري آثارها في الشارع محطات البنزين تتكدس بالسيارات وأسطوانات البوتاجاز ولهيب الأسعار لم ينج منه أحد أعمال البلطجة وترويع الآمنين لم تتوقف قطع المواصلات الوقفات الاحتجاجية تحاصر أماكن المسئولين نذر متتالية لعلها توقظ الضمائر نحو المضي قدماً لاستكمال مسيرة المرحلة الانتقالية ونحن أشد قوة وصلابة في مواجهة المستقبل بعيون وقلوب مفتوحة ونذكر للدنيا بأسرها أننا قادرون علي قهر الصعاب وتحقيق طموحات الوطن في جميع الاتجاهات. نريد من مختلف القوي السياسية والأحزاب والائتلافات التي صعدت في الانتخابات البرلمانية برامج ومناهج للعمل وإقامة مشروعات اقتصادية واجتماعية وسياسية وتضع أمام المواطن البسيط في القري والنجوع صورة لمستقبل مشرق ودعوة للاستثمار تستهدف جذب رءوس الأموال ورجال الأعمال العرب والأجانب لإقامة مختلف المشروعات في ربوع مصر وسط أمن بدأ يعود بصورة تؤكد أن بلادنا تتمتع بالأمن والأمان نريد تحركاً علي مختلف الأصعدة لطمأنة الأفواج السياحية للتدفق علي مناطقنا الأثرية للتمتع بجو مصر ودفء أبنائها حيث يحتضنون ضيوفهم بالحفاوة والتقدير نأمل أن نري علي الساحة تنافساً حضارياً ومشروعات تلبي احتياجاتنا وتستوعب شبابنا الذي ذاق الكثير من متاعب البطالة بعيداً عن نزعات الاختلاف التي تري بوادرها فيما يطرح علي الساحة من آراء قد تؤدي إلي التراجع للوراء والوقوف محلك سر ونظل ندور في حلقة مفرغة. أعتقد أنه قد آن الأوان للإنصات لصوت العقل الذي انطلق في ساحة الأزهر معقل الحركة الوطنية والداعم لثورة 25 يناير ومثابرته الدائمة للحفاظ علي ما تحقق من مكاسب واستكمال مسيرة هذه الإنجازات فقد أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هذه الحقائق أثناء لقائه بشباب الثورة مشيراً إلي ضرورة أن يتحمل الشباب مسئوليته وأن التاريخ سوف يسجل أنهم أنقذوا مصر ولم يسلموها للفوضي التي كان يدعيها البعض وأن يكون الهم الأول لدينا جميعاً يتلخص في أن نضع برامج تفيد الشباب وتنقل مصر إلي مقدمة العالم. ولاشك أن الشباب قد عبر عن إيمانه بدور الأزهر الإيجابي وفي رسم مستقبل مصر وأن شباب الثورة والائتلافات المختلفة كل ما يشغلهم هو التزام المجلس العسكري بالجدول الزمني لتسليم السلطة للمدنيين بلا تأخير خاصة أن هناك خطوات قد تمت بالفعل علي أرض الواقع وقد أكد الشباب وعيهم الكامل بالحفاظ علي كل المكتسبات مشيرين إلي أن أخطر ما يواجه مصر هو تلك الأفكار المستوردة من الخارج تسعي لتوجيهنا إلي الاختلاف والاستمرار في هذه الدوامة بلا نهاية. الواجب الوطني يحتم علينا جميعاً ضرورة أن نستمع إلي تلك الدعوات العاقلة ولا نلتفت إلي الأصوات التي تنادي في نبرة تتسم بالحدة بضرورة إسراع المجلس العسكري في تسليم السلطة قبل موعدها وعلينا أن نكون في منتهي الحذر من تلك الدعوات المتعجلة والاتهامات التي توجه إلي هذا المجلس الذي حمي الثورة منذ بداية شرارتها الأولي ومما يثلج الصدر أن هذا الحس الوطني يتأجج في قلوب كثير من الغيورين علي مصر والحفاظ علي ثورة الشباب والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل بعيداً عن تلك الدعوات التي تقودنا إلي توسيع حدة الخلافات وتعرقل مسيرة حكومة الإنقاذ الوطني التي بدأت اتخاذ خطوات بناءة بالإضافة إلي المرحلة الجديدة التي بدأت في التعاون مع الشقيقة ليبيا خلال المباحثات التي جرت بين المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ومصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي المستقبل يحمل في مسيرته الكثير من البشريات التي تؤكد أننا علي الطريق الصحيح وأنه لا بديل عن تضافر الجهود والانصياع إلي تلك الدعوات العالقة ولا نتعجل القفز علي البرامج التي تم الاتفاق عليها من قبل. ولا يفوتني قبل انطلاق الاحتفال بالثورة يوم الأربعاء القادم أن أشير إلي هذا النداء الوطني الذي انطلق من منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري حيث أكد أن الإسراع بتسليم السلطة وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل الموعد المحدد لها يعتبر عبثاً وأن إثارة هذا النوع من الحديث يخلق نوعاً من البلبة والقلق يسبب ارتباكاً ويثير تساؤلاً حول كيف يتم إجراء انتخابات الرئاسة قبل وضع الدستور والمنطق يقول إن الدستور أولاً لكي تتضح الرؤية لوضع الدستور الجديد من خلالها يتم اختيارها من قبل مجلسي الشعب والشوري مشيراً في حديثه لجريدة الجمهورية إلي أن ما يتردد عن الخروج الآمن للمجلس العسكري كلام غريب يدل علي أن هناك جرائم ارتكبت وهذا لم يحدث ويتبقي أن يكون الخروج مشرفاً نحتفل بهم ونشكرهم علي موقفهم الوطني. حقيقة إنها كلمات تعبر عما يجيش في صدور أبناء مصر وتؤكد أننا يجب أن تتوحد جهودنا وتتفق كلماتنا حتي نستطيع أن نجني ثمار ثورة 25 يناير بكل مكتسباتها والعبور بمصر إلي شاطئ الأمان وأن يكون هدف نا جميعاً استشراف المستقبل بخطوات مدروسة جيداً بعيداً عن التفرق شيعاً الوطن يحتاج العمل بإخلاص فهل نلبي النداء؟