المكان: ميدان الحيزة, الحدث: تبادل لاطلاق الرصاص بين الشرطة والباعه الجائلين اسفر عن إصابات خطرة في صفوف الأمن بينها ضابطان, خبر من جملتين لم يجد الاهتمام الكافي لانشغال الإعلام بالمعارك السياسية المفتعلة. واللهث وراء الاشتباكات الحزبية الدائرة وقد يكون هذا الخبر ليس هو الأهم في قائمة حوادث القتل المفزعة التي تطالعنا كل ساعة منذ أن حلت علينا الفوضي وغاب عنا الامن والامان, بل اهميته تكمن في انه يمثل تطورا نوعيا في ظاهرة التسليح التي انتشرت بصورة مرعبة بين المواطنين كما أشرت اليها في هذا المكان أمس. فقد عكست واقعة الجيزة خطورة بالغة وجرأة متناهية جعلت من باعة جائلين باحثين عن الرزق الحلال عصابات مسلحة تمتلك قوة ردع ضد السلطات, في صورة تؤكد خطورة الوضع الأمني وتراجع هيبة الدولة امام المد الفوضوي الذي يضرب البلاد من شمالها الي جنوبها وإعلان لا يقبل الشك عن وفاة امنية لمصر المحروسة وربما كان الغياب الكامل للدولة وجهازها الأمني في احداث الجمعة الماضي دليلا واضحا وبرهانا جليا علي انكسار السلطة فلا توجد دولة في العالم تمتلك إرادة تطبيق القانون وتبسط يدها علي الأمور وتترك مواطنيها يتقاتلون في الشوارع دون تدخل من الأمن للفصل بين المتقاتلين وتقديمهم الي المحاكمة. اقول ذلك واستحضر مشهدا آخر يؤكد غياب الدولة حينما قررت الحكومة قبل شهر نقل الباعة الجائلين إلي أسواق خاصة سميت أسواق اليوم الواحد ولم تستطع تنفيذه حتي الآن رغم تجهيز الأسواق البديلة كما أن مشهد الباعة الجائلين في ميدان رمسيس خير شاهد علي غياب سلطة الدولة بعد أن تحول الي ارض للباعة الجائلين. وفشل وزير الداخلية في تطهيره اكثر من مرة أمام اصرار البقاء وضراوة المقاومة وليس تحريضا ضد هذه الفئة من المجتمع التي دفعت بها الحاجه الي الشارع والتي كانت نتاجا لسياسات ظالمة استمرت لعقود لم تثمر الا الفساد وقهر العباد لكن لا يمكن ترك هذه الظاهرة دون حلول عملية توفر للباعة مجالا لكسب الرزق بكرامة وتحفظ للمجتمع امنه وتعيد للدولة هيبتها ودون ذلك فلا تقدم ولا تطور في هذا البلد واعتقد أن الحل في اسواق اليوم الواحد الذي يجب تفعيلها بقوة القانون اذا كان للدولة بقايا وللسلطة هيبة. [email protected] رابط دائم :