في تلك الليلة لم يكن مصطفي يدرك أنه سوف يتحول من مدمن أسيرا لجرعات المخدرات المدمرة الي قاتل محترف غليظ القلب, أعمل سكينه في قلب أبيه وأمه وصدريهما حتي أرادهما قتيلين غرقا في بركة من الدماء. قبل أيام كانت أم مصطفي تحاول إقناعه بأن يعدل عن طريق أصدقاء السوء الذين أوقعوه في براثن المخدرات التي تملكت عقله وأنفق عليها كل ما يملك حتي أنه بات يهذي لا يدرك وعيه في أغلب الاحيان.. وساعتها كانت ثورته علي امه مفزعة حيث تعدي عليها بالسب والضرب ولولا تدخل أبيه الذي أنقذها من بين يديه لتمكن من قتلها.. ولكنه ليلة الجريمة كان في قمة جنونه من أثر المخدر لا يدرك ما يفعل بقدر ما تحول الي دمية صماء في يد شيطان أهوج يدفع به الي أتون جريمة مروعة الضحية فيها أب وأم شقيا من أجل تربية أبنائهم ولكن لكثرة الاشقاء وكبر المسئولية علي الاب التي عجز عن تحملها فقد سيطرته علي ابنه وانفلت عياره بعد أن نهشته أنياب الأدمان وحولته الي كيان أجوف بلا عقل أو إحساس في صدره قلب من حجر كانت نهايته أن يكون قاتلا لأبيه ولأمه دون أن يدرك ما فعل حتي عندما وقف أمام ضابط المباحث الذي ألقي القبض عليه ومحقق النيابة الذي باشر التحقيق معه لم يكن في كامل وعيه.. يبدي دهشته أحيانا عندما يقال له أنه متهم بقتل أبيه وأمه ويضحك في هيسيتريا في أحيان أخري وتارة تتملكه رعدة فيصرخ ملء جوفه ويسقط متمرغاعلي الأرض وكأنه يصارع نوبة صرع حادة تكاد تقضي عليه. لم يجد المحقق سبيل لسماع اعترافات المتهم الذي كان الادمان قد تملك منه تماما فقرر حبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق علي أن يجدد له الحبس في الموعد القانوني. وكان المقدم وائل عبدالعال رئيس مباحث السلام أول قد تلقي اشارة من غرفة النجدة تفيد بنشوب مشاجرة بعقار بشارع علي أبو السعود وتبين انها بين كل من ملكة شعبان52 سنة ربة منزل وتوفيت اثر اصابتها بعدة طعنات بجميع انحاء الجسد وزوجها خير الله فرحات62 سنة مصاب بعدة طعنات أودت بحياته وبين مصطفي خير الله فرحات26 سنة بسبب معاتبة والدته له علي تغيبة المستمر عن المنزل قام علي اثرها بالتعدي عليهما بمطواة كانت بحوزته وبعد القبض عليه أمرت النيابة بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.