المتهم أحاسيسه الداخلية كانت مشوشة.. يتملكه شعور بالشك في زوجته كجذوة النار تنمو وتشتعل بداخله.. تحرقه ويحترق بها ولكنها سرعان ما تخبو لتجتاحه أحاسيس أخري تخرج به إلي هامش الحياة حيث لا يعي شيئا ولا يدرك إلا رغبة ملحة بداخله تدفعه دفعا للتخلص من زوجته وطفلتيه..!! في تلك الليلة عاد محمد إلي البيت نائها ذائغ العينين.. ترفقت به زوجته فاطمة وحاولت أن تهدئ من روعه فقد اعتادت أن تراه في مثل هذه الحالة في الآونة الأخيرة. أعدت العشاء ولكنه لم يأكل.. كان ينظر إليها نظرات مرتعشة, مترددة, تتشابك أصابع يديه في عصبية شديدة ويتفصد العرق من جبينه وكأن بركانا في صدره يوشك علي الانفجار. لم تمض دقائق حتي انتفض محمد واقفا وأمسك بالسكين التي كانت فاطمة تقطع بها الخبز أمامه وشرعها في وجه زوجته. ارتسم وجه الزوجة بالرعب وهي تري نيران الغدر تطل من عيني زوجها, حاولت أن تبتعد عن طريقه وتغلق عليه باب الغرفة حتي يهدأ ولكنه بادرها بطعنة غائرة في صدرها.. كان يصرخ في هيستيريا ويترنح ثملا ومستمتعا لأنه حقق رغبته في الانتقام أخيرا..!! لم يلتفت الرجل لصرخات الزوجة ولا توسلاتها له أن يرحمها من أجل طفلتيها شهد وملك.. إحساسه بالوعي كان قد تبخر ولا يعي غير رغبة محمومة في القتل يدفع إليها دفعا.. وقبل أن تفر فاطمة من أمامه انتزع من صدرها السكين وأحاط رقبتها بذراعه وبقلب بارد متحجرا اجتز رقبتها بنصل السكين الحاد لتتحشرج أنفاس الزوجة الأخيرة وتجحظ عيناها تجاه زوجها القاتل وكأنها تسأله عن السبب وراء قتلها. .. وسقطت الزوجة غارقة في دمائها في الوقت الذي استيقظت فيه الطفلتان شهد( عامان) وملك( ستة أشهر).. كانتا تصرخان في فزع.. وبدلا من أن يرقد قلب الأب المتجمد في صدره انهال عليهما في هيستيريا بالطعنات حتي خمدت صرخاتهما إلي الأبد..!! تحول البيت إلي مذبحة بشرية وتلطخت الأرض وجدران حجرة النوم بالدماء لتهدأ ثورة الشك القاتلة في صدر الزوج أخيرا وتخور قواه فلا يستطيع الحفاظ علي توازنه فيسقط علي الأرض إلي جوار جثة زوجته يهذي بكلمات غير مفهومة..!! بداية الواقعة كانت بلاغت تلقاه اللواء عبدالرءوف الصيرفي مدير المباحث الجنائية من أهالي قرية شيبة مركز الزقازيق يفيد بمصرع فاطمة إبراهيم سالم(28 سنة) وطفلتيها شهد وملك. علي الفور انتقل المقدم أحمد نصار رئيس مباحث المركز إلي موقع الحادث علي رأس قوة ضمت الرائدين وليد ثروت وعمرو داود حيث تبين من المعاينة وجود الزوجة والطفلتين مذبوحات وغارقات في دمائهن بغرفة النوم وإلي جوارهن الزوج الأب القاتل محمد عثمان سباك وكان عدد من الأهالي قد تجمعوا بمسرح الحادث وقرروا أن القاتل أشعل النيران في محتويات الشقة ليحرق ضحاياه ويحترق معهم إلا أنهم تمكنوا من إطفاء النيران. بمواجهة المتهم اعترف تفصيليا بجريمته فتم إخطار اللواء محمد ناصر العنتري مدين أمن الشرقية فأحاله إلي إسلام حسين رئيس نيابة مركز الزقازيق الذي باشر التحقيق مع المتهم وتبين من التحقيقات أن المتهم اعتاد تعاطي المواد المخدرة التي أطاحت بعقله وأنه سبق أن دخل أحد المستشفيات للعلاج النفسي والعصبي..!! وقرر المتهم في اعترافاته أمام النيابة أنه ارتكب جريمته لشكه في سلوك زوجته وبنوة الطفلتين له فقرر المحقق حبسه4 أيام علي ذمة التحقيقات وعرضه علي طبيب نفسي لبيان مدي قواه العقلية.