خلال شهر مارس الماضي, قدمت الشبكة الرئيسية( اذاعة البرنامج العام..هنا القاهرة) مسلسلا دراميا عن حياة العالمة المصرية سميرة موسي يرحمها الله بعنوان وغربت الشمسكان المسلسل احتفالا من الاذاعة بعيد المرأة المصرية, واعتقد ان ابننا مجدي سليمان رئيس البرنامج العام قد أحسن الاختيار فشخصية سميرة موسي العالمة الكبيرة التي حاولت بكل طاقتها وعملت بجهد كبير من أجل الوصول الي ستخدام الذرة في معالجة السرطان تعتبر صورة مشرفة للمرأة المصرية ونموذجا رائعا لفتاة مصرية اقتحمت الصعب ودخلت باقتدار مسالك ودهاليز العلوم الذرية, ومن هنا فإن اختيار هذه العالمة الكبيرة وتقديم قصة حياتها عبر الميكروفون هو اختيار صادق أهله خاصة في مناسبة عيد المرأة المصرية ولقد شاءت لي الظروف ان التقي بالعالمة الذرية سميرة موسي مرات ومرات, وكم من مرة سهرت في منزل عائلتها وكم من مرة تناولت معها ومع أسرتها الطعام خاصة علي مائدة الافطار في شهر رمضان والقصة بدأت عندما كنت طالبا بكلية الحقوق بجامعة فاروق الاول( الاسكندرية) وكان أحد زملائي في الدراسة الاستاذ الصديق أحمد حلمي وهو شقيق الاستاذة العالمة سميرة موسي, كان ذلك في منتصف اربعينيات القرن الماضي عندما كنت اجلس الي جوار الصديق احمد حلمي في مدرج الكلية في السنة الاولي الدراسية, فبحثت عن احمد حلمي في المدرج عندما انتقلت الي السنة الثانية ولكنني لم أجده الي أن وصلني منه خطاب بأنه انتقل الي كلية الحقوق بجامعة فؤاد الاول بالقاهرة خاصة وان أسرته تعيش في القاهرة, ومرت سنوات الدراسة وباعدت الايام بيني وبين هذا الصديق الي أن أصبحت مذيعا بالاذاعة وفي منتصف سنة1951 التقيت فجأة الصديق أحمد حلمي خارجا من مكتب الاستاذ حافظ عبد الوهاب رئيس قسم الموسيقي والغناء ونظرنا الي بعضنا البعض وهات يا أحضان ماذا تصنع هنا يا أخ أحمد وقال هو وماذا تصنع انت هنا فقلت له انني مذيع تحت التمرين ولم يخرج صوتي عبر الاثير وقال هو إنه يكتب أغنيات يقدمها للاذاعة لعل واحدة منها تحظي بأن تكون من الاغنيات المختارة وتقوم الاذاعة بانتاجها وتوزيعها علي الملحن والمطرب وهكذا عادت أيام الصداقة بيني وبين احمد حلمي مرة ثانية وبدأت سهراتنا في المقاهي المحيطة بمبني الاذاعة وكان ينضم الينا كاتب غنائي آخر كان صديقا لاحمد حلمي ولايزال في أول الطريق انه الكاتب الغنائي عبد الوهاب محمد يرحمه الله وماعلينا من كل ذلك ولنتحدث عن لقاءاتي مع العالمة سميرة موسي كان شهر رمضان علي الأبواب وفوجئت باحمد حلمي يدعوني علي الافطار وكان والده يملك ويدير فندقا في ميدان العتبة وكانت الاسرة تسكن في شقة في نفس العمارة التي يوجد بها الفندق, وعندما جلست في إحدي الحجرات انتظارا لمدفع الافطار اذا بالدكتورة سميرة موسي تدخل بصحبة شقيقها احمد الذي قدمها لي باعتبار انها استاذة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الاول ودار الحوار وتشعب ونحن نتناول طعام الافطار علي المائدة الرمضانية عرفت منها أنها علي وشك ان تسافر في بعثة دراسية الي أمريكا وخلال زياراتي للاستاذ احمد حلمي كنت التقيها واتحدث اليها وأذكر اننا تجمعنا اكثر من صديق لشقيق الاستاذة قبل سفرها الي امريكا بقليل نودعها متمنين لها السلامة والعودة مظفرة باذن الله واذكر أنه كان من بين الأصدقاء لأسرة الدكتورة سميرة الراحل عبد الفتاح عزام الذي أصبح بعد ذلك محافظا للجيزة ومضت الأيام واذا بجريمة إغتيال الدكتورة سميرة موسي في حادث سيارة بأمريكا تهزنا جميعا خاصة وأن كل أوراقها وابحاثها اختفت تماما ولم يعثر أحد عليها مما أكد ان وفاتها كانت مدبرة من قبل أولئك الذين لايرجون خيرا للوطن وأقيم لها سرادق عزاء حضره جميع اصدقاء شقيقها الشاعر الغنائي والمحامي احمد حلمي وكذلك اساتذتها في الجامعة ووبالمناسبة أحمد حلمي له عدد من الأغنيات المختارة التي غناها له مطربون ومطربات منهم عبد الحليم حافظ الذي غني له في مستهل مشواره الفني اغنية من تلحين حسين حنين واغنية لحنها له عبد الحليم علي كما غني له عبد اللطيف التلباني وعائشة حسن وسعاد مكاوي وكارم محمود وغنت له ايضا فايزة أحمد وغني له بليغ حمدي أغنية لوقلبي كان خالي وهي من تسجيلات الاذاعة سنة1955 كما غنت له فتحية احمد وشهر زاد وليلي جمال وأحمد سامي.