عزبة الشيخ سويفي قرية للأموات فقط شعار رفعه اهالي العزبة للتذكير بحالهم المأساوي الذي لا يرتقي لأي معيشة آدمية, حيث يعيش الأهالي وسط المقابر ويلهو الأطفال علي اسطح الجبانات حتي إن أهالي العزبة التي تتبع الوحدة المحلية لقرية الفيما بمركز الفتح بأسيوط قد اتخذوا من مولد الشيخ سويفي ابن القرية الذي يقام كل يوم خميس موردا رئيسيا لمعيشتهم, حيث ينتظرون أصحاب القرابين والقربات ترحما علي موتاهم لتوزيعها علي أهالي القرية التي يعمل أغلب أبنائها في مهنة دفن الموتي اللحادين والتي لا يعرفون غيرها بعد أن تناستهم جميع اجهزة الدولة علي مدار العهود السابقة منذ انشاء العزبة والبعض الآخر يعمل في مهنة الزراعة حتي أصبح حال أهلها لا يسر عدوا ولا حبيبا. ويقول سليمان محمود من أهالي العزبة إن الأهالي يعيشون حياة الأموات فلا توجد أي خدمات بالعزبة التي تقع في قلب الصحراء فهي محرومة من أقل الحقوق البشرية في العيش والحياة الآدمية فالأهالي يعيشون علي قرابين زائري القبور ومعظمهم يعملون في مهنة دفن الموتي اللحادين أما البعض الآخر فيعمل في مهنة الزراعة التي باتت تكبد المزارعين خسائر فادحة. ويضيف جمال علي من أهالي القرية أن أطفال العزبة محرمون من أبسط حقوقهم في التعليم, حيث لا توجد بالعزبة مدرسة ويسيرون عدة كيلومترات حتي يذهبوا إلي أقرب مدرسة بقرية الفيما وهو ما يعقد العملية التعليمية, حيث يخشي عدد كبير من الأهالي علي أبنائهم, هذا بالإضافة إلي الأحوال الاقتصادية الصعبة التي لا تتحمل تكبد الأسرة مصاريف التنقل والتعليم, هذا فضلا عن تسرب الفتيات من التعليم بسب بعد المدارس عن القرية وخشية أولياء الأمور علي بناتهم في الريف وهي طبيعة يصعب تغييرها عند اهالي القري. ويوضح سيد عادل من أهالي القرية أن مشكلة المياه من المشكلات العضال التي يعانيها الأهالي, حيث لا نعلم ما مصدر المياه التي تصل إلي منازلنا والتي لا تصلح تماما للاستخدام الآدمي ويبدو أن المسئولين كان هدفهم من توصيل المياه إلي العزبة هم الأموات وليس الأحياء حيث إن لون المياه داكن وبه شوائب ورائحته كريهة للغاية ومع ذلك نضطر إلي شربه بدلا من الموت عطشا في قلب المقابر. وشاركه في الرأي حمدي عبد الحميد من أهالي القرية قائلا إن مشكلة الصرف الصحي أيضا من المشكلات الملحة بالعزبة, حيث يقوم الأهالي بتصريف المياه في طرنشات أسفل المنازل ولا نعلم أين تتسرب هذه الكميات والتي ربما تقوم مواتير سحب المياه بسحبها مرة أخري وتضخها في منازلنا علي أنها مياه شرب وربما تتسرب أسفل المقابر وتحدث الكارثة بانهيار المقابر والمنازل المقامة بالعزبة. وفي محاولة لمعرفة رد الدكتور يحيي كشك محافظ اسيوط رفض التعليق علي تلك المأساة التي يعيشها أهالي العزبة.