قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون, خلال قمة دول المحيط الهادي في فلاديفو ستوك مؤخرا, أنه إذا ظل الروس يرفضون خطة الولاياتالمتحدةالأمريكية وأصدقائها. فان واشنطن وحلفاءها ستعمل علي تعزيز ودعم المعارضة السورية لتسريع سقوط النظام السوري. أرادت كلينتون بهذا التصريح أن تتناسي أن قرار ضرب سوريا الأسد تم اتخاذه, وحسبما قال الكاتب الفرنسي تيري ميسان وهو الذي كشف للعالم أبعاد مؤامرة أحداث11 سبتمبر وضلوع وتورط الإدارة الأمريكية نفسها في الحدث خلال اجتماع في كامب ديفيد وبالتحديد في15 سبتمبر2001, أي بعد أحداث سبتمبر بأربعة أيام فقط, وذلك ضمن عدة دول عربية أخري وكان من بينها أفغانستان والعراق والسودان والصومال وليبيا وسوريا ثم انتهاء بإيران. ان هذا التناقض الأمريكي بين ما هو معلن وما هو مخطط له من قبل يكشف عن أن الإدارة الأمريكية تروج الشائعات هنا وهناك تمهيدا لضرب النظام السوري مثلما حدث مع العراق وأفغانستان. فمثلما روجت الآلة الإعلامية أكاذيب عن وحشية النظام في بغداد وكابول, يتعرض النظام السوري لنفس الأكاذيب, وهذا, علي حد قول ميسان, ليس دفاعا عن نظام الأسد بقدر ماهو كشف للحقائق, وأن مجموعة من المرتزقة هم الذين يقومون بتلك العمليات الإجرامية مولتهم بعض دول الخليج ودربتهم فرنسا في أنطاكيا بجنوب تركيا. ومثلما لعب الإعلام الدور الأكبر في غزو أفغانستان والعراق, جاء اليوم ليجعل من نفسه تكئة للغرب لضرب سوريا, في حين أن مايسوقه الإعلام بشأن النظام السوري هو محض افتراء وأكاذيب. وما كان لوزيرة الخارجية الأمريكية أن تدعي أن واشنطن ستضطر لدعم ما يسمي بالجيش السوري الحر, وهي في نفس الوقت تعلم أن قرار ضرب دمشق تم اتخاذه من أكثر من عقد كامل, إلا لكونها تعلم أن الإعلام يقوم بهذا الدور الرخيص وتستخدمه كغطاء, ولأن الإدارة الأمريكية أصبحت تقتات علي موارد ومقدرات الدول الأخري.