حالة من الاستياء الشديد بدأت تسيطر علي الكثيرين داخل نادي الزمالك بسبب تصرفات لجنة الكرة التي شكلها مجلس الإدارة في الفترة الأخيرة برئاسة حمادة إمام بعد التدهور الشديد الذي تعرض له الفريق في دوري الأندية الإفريقية أبطال الدوري. بتعرضه للخسارة في أول أربع مباريات قبل أن ينجح في التعادل مع تشيلسي الغاني والأهلي وهو الذي أعاد الثقة مرة أخري للفريق قبل بدء الموسم الجديد بقيادة البرازيلي جورفان فييرا. ولم ينجح الاستقرار النسبي الذي عرفه الزمالك في الفترة الأخيرة عقب التعادل مع الأهلي1-1 والعرض الجيد الذي قدمه اللاعبون في إقناع لجنة الكرة في التوقف عن ملاحقة المدير الفني البرازيلي والضغط عليه لتمرير قراراتها التي يرفضها بشكل كبير في محاولة منه للحفاظ علي الانسجام الذي يشهده الجهاز الفني في الوقت الحالي. ووصلت ضغوط لجنة الكرة بالزمالك علي البرازيلي جورفان فييرا الموجود حاليا في الإمارات ومن المقرر أن يعود غدا الإثنين لمواصلة مهامه مع الفريق لحد مساومته علي منصب المدرب العام الذي يرفض الاستعانة بأحد من خارج الجهاز فيه بعد استقالة إسماعيل يوسف ويتمسك بإبقاء الوضع كما هو في ظل اعتماده الكبير علي أخصائي اللياقة البدنية الذي صعده بالفعل للمنصب لثقته المطلقة فيه. وفي تطور جديد لأزمة المدرب العام وإصرار لجنة الكرة علي تعيين وجه جديد في المنصب إما أشرف قاسم أو عبد الرحيم محمد فإنها قررت تخييره بين أمرين فيما يشبه المساومة إما القبول بمنصب مدير للكرة في الجهاز أو صرف النظر عنه مقابل الموافقة علي تعيين مدرب عام جديد خلفا لإسماعيل يوسف وهو ما يرفضه الرجل بشكل كبير لإصراره علي أن تكون دائرة معاونيه صغيرة ومغلقة حرصا علي مصالح الفريق. والمثير أن لجنة الكرة بدأت تمارس الكثير من الضغوط علي المدير الفني لتمرير قراراتها رغما عن أنفه رغم أنها ستكلف النادي مبالغ مالية ضخمة علي اعتبار أن المدرب العام الجديد لن يتقاضي أقل من60 ألف جنيه في الشهر في الوقت الذي وصل فيه النادي لحالة من الإفلاس الكبير بات يعجز معها عن توفير نفقات السيارات التي تنقل فرق الناشئين للتدريب في الملاعب التي استأجرها خارج النادي لعدم صلاحية ملاعبه الفرعية. ولا تتوقف إجتهادات لجنة الكرة عند هذا الحد بل أنها أصبحت تمثل صداعا مبكرا جدا للمدير الفني جورفان فييرا بعدماباتت تثير له الكثير من المشكلات وتضع له عقبات كبيرة آخرها إصرارها علي التدخل لحل أزمة المهاجم البنيني رزاق ضاربة بتوصيات المدرب عرض الحائط بعدما رحب بعرضه للبيع ورحيله علي اعتبار أنه لم يحترم الجهاز الفني ولا اللاعبين لتخليه عنه قبل لقاء الأهلي ورفضه الإنتظام في التدريبات للمشاركة في المباراة. وفي الوقت الذي يسعي فيه الجهاز الفني للزمالك بقيادة البرازيلي جورفان فييرا لإعادة الإنضباط للفريق وإجبار لاعبيه علي الإلتزام في التدريبات فإن لجنة الكرة تتصرف بشكل عشوائي وتصر علي التدخل في كل شئون الفريق بعيدا عن المدير الفني بدليل تكليف عبد الله جورج سعد ونصر عزام بحل مشكلة البنيني رزاق المالية في الوقت الذي لا يملك النادي أية سيولة مالية لسداد القسط الأخير من راتبه السنوي بالإضافة إلي أن المدير الفني طالب قبل سفره بأن يعطي مجلس الإدارة أولوياته لحل الأزمات المالية للاعبين الذي انضبطوا في الفترة الماضية ولم يتخلوا عن الفريق مثل المهاجم البنيني رزاق. وكل المؤشرات تؤكد أن هناك صداما قادما لا محالة بين لجنة الكرة والجهاز الفني للزمالك بقيادة البرازيلي فييرا في ظل اعتراضه الشديد علي الكثير من قرارتها سواء التي تمت بدون استطلاع رأيه أو التي تصر علي تنفيذها ضد رغباته وقناعاته الخاصة في الفريق مما اعتبره استفزازا لا مبرر له ومحاولة لهدم الاستقرار النسبي الذي بدأ يعيشه الفريق بعد التعادل مع الأهلي الذي أسكت الكثير من الأصوات التي طالبت برحيله خاصة وأنه منذ توليه المهمة رسميا لم يتلق أية خسارة ونجح في التعادل مرتين في دوري أبطال الأندية الإفريقية وإيقاف نزيف الخسائر. ولم تتوقف لجنة الكرة عند حد التدخل في شئون الفريق الأول لكرة القدم خاصة الفنية وإنما إتخذت قرارا غاية في الكوميديا استقبله مدربو الكرة بالكثير من السخرية يتعلق بتكوين فريق أمل للزمالك من الموهوبين الناشئين في وقت يعاني فيه كل فرق الناشئين من إهمال غير عادي للحد أن المغتربين لا يجدون الطعام وباتت الأماكن المخصصة لهم غير آدمية حتي رواتبهم التي تعينهم علي أعباء المعيشة اليومية توقفت منذ شهور طويلة بدليل أن غالبيتهم لم يجد ثمن المواصلات لزيارة أسرهم في عيد الفطر مما دفع الدكتور محمود سعد للتدخل. والمشكلة الأهم التي جعلت الإعلان عن تشكيل فريق للأمل أشبه بنكتة تثير السخرية أن الزمالك لا يمتلك الآن ملاعب صالحة للتدريب علي الإطلاق وكل فرقه تتدرب خارج النادي باستثناء الفريق الأول لكرة القدم الذي يؤدي مرانه بملعب حلمي زامورا السييء اصلا لعدم وجود موارد لصيانة ارضيته فأين يتدرب فريق الأمل وكيف يتم الاعتناء به في ظل حالة اللامبالاة التي تسيطر علي مجلس الإدارة الحالي بقيادة ممدوح عباس الذي يعجز عن توفير ملابس لفريق الكرة الطائرة للمشاركة في كأس العالم للأندية التي بات يفكر في الانسحاب منها مما سيعد اسبه بنقطة سوداء في تاريخ النادي.