في جولة "صباحية" داخل مدينة السلام وبعد رحلة شاقة للوصول إلي الحي بسبب تقسيم الطريق بأمر سائقي أو "فتوات" الميكروباصات حيث تضطر لركوب 3 أو 4 ميكروباصات شاء حظي أن أصل في أول ميكروباص للجراج ثم "أخر" للقسم القديم ومن بعده كان علي الاختيار بين طريقين لبدء الجولة إما لإسكندرية أو مساكن اسبيكو وقد اخترت الأخيرة لما سمعته عن مشاكلها من أحد سكانها من قبل ليلاً وبالتالي كانت حرارة الشمس أهون كثيراً من النزول ليلاً في جولة قد لا تحمد. عقباها. وكانت البداية وسط مساكن اسبيكو وهي مجموعة كبيرة من البلوكات السكنية التي تبدو من الوهلة الأولي أنها بنيت وفقا لتخطيط أفسدته العشوائية بمرور الوقت، حيث التقيت بسمير عبدالرحمن موظف بأحد المطابع والذي بدأ حديثه مستنكرا الحال الذي وصلت إليه مدينة السلام والتحول الخطير الذي أصابها من حي راقٍ منظم إلي حد كبير إلي حي شعبي أقرب إلي العشوائية تغرق معظم شوارعه في تلال القمامة ومياه الصرف الصحي. وأضاف أن معظم سكان حي السلام يعانون من مشكلة القمامة التي تتراكم بشكل خطير بات من الصعب مواجهته في ظل فشل كل الجهود في إزالة تلال القمامة المتراكمة بسبب عدم استمرار عمليات النظافة بشكل يومي بالإضافة إلي عدم وصولها لبعض الشوارع علي الإطلاق. وتشير زوجته السيدة سونيا ربة منزل إلي مشكلة أكبر وأخطر كثيرا من القمامة علي حد وصفها وهي انفلات الوضع الأمني بالحي مثلما حدث في معظم أحياء ومناطق الجمهورية بل هي الظاهرة التي يعاني منها الحي منذ ثورة 25 يناير وهي أيضا مشكلة يعاني منها السكان منذ سنوات خاصة وأن الجو العام ملائم تماما لهذا الوضع علي حد قولها. وتضيف أن مدينة السلام شهدت الكثير من حوادث السرقة بالإكراه والإعتداءات والخطف بسبب الظلام الدامس في الشوارع وعدم إنارة الأعمدة ليلاً ويشاركها الرأي شريف عبدالعزيز موظف - والذي أكد أنه عاد منذ أشهر قليلة بعد رحلة عمل طويلة في السعودية إلي محل سكنه الذي غادره قبل أن يطرأ عليه كل هذا التغيير السيئ علي حد قوله حيث يري أن الوضع تبدل تماما عما كانت عليه مدينة السلام من قبل حيث انتشرت أكوام القمامة التي أصبح وجودها داخل الشوارع ووسط المساكن أمراً عاديا أو لا تلبث أن تختفي حتي تعلو من جديد بعد ساعات قليلة من إزالتها. ويؤكد ان مخلفات البناء "زادت الطين بلة" علي حد وصفه حيث أدت ظاهرة البناء المخالف بعد الثورة إلي تفاقم أزمة القمامة في الحي خاصة في أماكن وجود المستشفيات والمدارس الأمر الذي يؤثر سلباً علي صحة المحيطين بهذه التلال، ويري أن حي السلام بحاجة إلي خطة إصلاحية عاجلة قبل أن يتحول إلي حي عشوائي. ورداً علي هذه المشكلات يؤكد المهندس طلعت محمد رئيس حي السلام أول أن الحي قام بأكبر حملة لإزالة الأدوار المخالفة في ظل وجود عدد كبير من الأدوار المخالفة بل هناك عقارات بالكامل الأمر الذي جعل التركيز الأكبر خلال الفترة الماضية علي البناء المخالف مشيرا إلي إزالة عقار بالكامل مكون من 4 أدوار في حملة ضخمة يوم 30 يوليو. ويضيف المهندس طلعت أن حملات إزالة الاشغالات وكذلك القمامة من أسفل كوبري الدائري مستمرة بالإضافة إلي مدخل السادات خاصة وأن هناك ما يزيد علي 20 عربة تطوف الحي يوميا لإزالة أطنان القمامة المتراكمة لاسيما عند مدخل منشية السد العالي بالاضافة إلي 12 "نقلة" للقمامة في المحمودية والسادات وبلبيس. ويؤكد طلعت أن من اهم الحملات التي يقوم بها الحي هي الحملات المرورية للتعامل بحزم مع مواقف الميكروباصات المنتشرة في أنحاء السلام، بالإضافة إلي خطة الرصف ودهان بعض الحوائط والأسوار المتهالكة وكذلك حملات النظافة المكثفة حول المدارس التي تتراكم حولها تلال القمامة حرصاً علي الصحة العامة.