أكد السفير نغديب سوري.. سفير الهند الجديد بالقاهرة ان بلاده تحترم وتقدر الفترة الانتقالية في مصر وثورة25 يناير مشيرا إلي العلاقات الوثيقة بين القاهرة ونيودلهي منذ فترة حكم عبدالناصر ونهرو والتشاور المستمر بين البلدين في جميع المجالات والمحافل الدولية والاقليمية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال السفير في حواره مع الاهرام المسائي بأن الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدا من التعاون بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي وفيما يلي نص الحوار: * كيف تنظرون إلي الأوضاع الحالية في مصر؟ ** السفير نغديب سوري: نحن نقدر ثورة25 يناير المصرية تقديرا كبيرا وكذلك ننظر إلي ما يحدث في مصر والفترة الانتقالية بتقدير واحترام حيث هناك تحول ديمقراطي يحدث في مصر بالتعاون بين الحكومة والمواطنين أنفسهم, كما نشجع التظاهرات السلمية ونقدر ما حدث من مظاهرات خلال بداية الثورة المصرية حيث اننا شاهدنا عبر شاشات الفضائيات من رفع صور لغاندي في اشارة إلي الاعتماد علي سياسة عدم العنف في المظاهرات. * ماهي رؤيتكم لمستقبل العلاقات السياسية المصرية- الهندية خلال المرحلة المقبلة؟ ** السفير نغديب: العلاقات المصرية- الهندية متميزة للغاية وهناك تنسيق وتشاور مستمر بين البلدين في جميع المجالات وعلي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة في ظل وجود لجنة مشتركة بين البلدين بالاضافة الي العديد من الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين في العديد من المجالات. وأشار إلي أن هناك زيارات متبادلة بين البلدين علي جميع المستويات بالاضافة إلي التعاون الفني وكذلك التنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية والاقليمية مثل حركة عدم الانحياز وغيرها خاصة ان مصر والهند من مؤسسي الحركة. التبادل التجاري * ماهو حجم التبادل التجاري بين القاهرة ونيودلهي, ورؤيتكم لمستقبل الاستثمارات الهندية في مصر؟ ** السفير الهندي: أولا بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين3 مليارات حيث زادت صادرات مصر للهند خلال الفترة من ابريل الماضي وحتي يوليو الماضي لتصل إلي46% وبلغت1.6 مليار دولار بينما بلغت الصادرات الهندية لمصر خلال نفس الفترة إلي1.4 مليار دولار.. مشيرا إلي ان المغزي في هذا يكمن في انه علي الرغم من الازمة المالية العالمية إلا ان التعاون بين البلدين مستمر بل انه يتطور وينمو بصورة كبيرة. وقال السفير سوري انه يوجد في مصر نحو50 شركة هندية تعمل, منها25 مشروعا مشتركا وفروع مملوكة بالكامل لشركات هندية حيث يبلغ اجمالي استثمارات الشركات الهندية في مصر2.5 مليار دولار وتعمل في مجالات المنسوجات والملابس الجاهزة والطاقة والكيماويات بما في ذلك الكيماويات المتخصصة والمواد اللاصقة والمستحضرات الطبية وتكنولوجيا المعلومات والدهانات والبضائع الاستهلاكية والرعاية الطبية وغيرها. وأوضح انه في حين قامت بعض الشركات الاجنبية باغلاق مصانعها وأعمالها في أعقاب ثورة25 يناير لم تغادر شركة هندية واحدة مصر في هذه الأثناء بل هناك ست شركات هندية قامت بضخ استثمارات جديدة أو قامت بالتوسع في اعمالها في مصر بعد الثورة.. ولازالت المشروعات الهندية تهتم بالمجيء إلي مصر بسبب موقعها الاستراتيجي وبسبب التسهيلات التي تقدمها الحكومة وامكانية الوصول إلي الاسواق الاخري وتوافر العمالة عالية التدريب. وأوضح ان الشركات الهندية العاملة في مصر توفر نحو35 ألف فرصة عمل للمصريين وهو ما يشير إلي حجم التعاون بين البلدين واصرار الهند علي زيادة استثماراتها ودعم التعاون مع القاهرة. التعليم والثقافة * ماهي رؤيتكم للتعاون العلمي والثقافي بين القاهرة ونيودلهي ومستقبله؟ ** السفير نغديب: لدينا تعاون مثمر بين البلدين في المجال التعليمي والعلمي والثقافي أيضا فهناك أكثر من مائة مصري يذهبون إلي الهند سنويا في منح دراسية.. بالاضافة إلي التعاون الثقافي بين القاهرة ونيودلهي حيث يوجد تعاون ثقافي من خلال المهرجانات الثقافية والسينمائية والمسرحية ومشاركة الجانبين بها. وقال ان العام المقبل سيكون هناك احتفالات ضخمة بمناسبة مرور مائة عام علي السينما الهندية وستكون هناك مشاركة من القاهرة في الاحتفالات. إفريقيا والهند * ماهو الدور الذي يقوم به منتدي الثقافة الهندي- الافريقي في دعم القارة والعلاقات الثنائية بين مصر والهند أيضا؟ ** المنتدي الهندي- الافريقي مهم للغاية وله فلسفة متميزة حيث إنه ليس من شأننا ان نخبر الدول الافريقية ما يجب ان تفعله ولكننا نساعد افريقيا في المناطق التي تحتاج إلي مشاركتنا ولذا فاننا نركز علي تنمية القدرات البشرية في افريقيا حيث ستقوم بانشاء مائة معهد في القارة للتعليم في مجالات الزراعة والتعليم والمناخ وغيرها طبقا لاحتياجات الدول المختلفة.. مشيرا إلي ان بلاده ستقوم خلال5 سنوات بتوفير20 ألف منحة للاقامة للتدريب والتعليم في مجالات مختلفة. وأوضح السفير نغديب سوري انه في اطار مشروع الشبكة الاليكترونية الافريقية تم افتتاح مركز للتعليم عن بعد بجامعة الاسكندرية عام2009 يمثل مبادرة طموحة من حكومة الهند لتوفير الخدمات المعرفية والاليكترونية إلي جميع دول القارة الافريقية عبر القمر الصناعي والشبكات اللاسلكية والضوئية. وقال ان المشروع يعد نموذجا مشرفا لتعاون الجنوب- الجنوب حيث خصصت الهند قمرا صناعيا لتوفير خدمات الربط الالكتروني في افريقيا من اجل العمل علي تدعيم التعاون وتوفير خدمات الربط للتعليم عن بعد واتاحة خبرات عدد من أفضل الجامعات الهندية لسكان القارة السمراء.. بالاضافة إلي توفير خدمات التعليم عن بعد لعشرة آلاف طالب افريقي للحصول علي درجات جامعية مختلفة ودراسات عليا ودورات تنمية المهارات في مجالات مثل ادارة الاعمال وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الاعمال الدولية.