نزل آلاف المحتجين الي شوارع العاصمة الافغانية كابول أمس وأشعلوا النار في سيارات ورددوا هتاف الموت لامريكا في أحدث مظاهرات تجتاح العالم الاسلامي احتجاجا علي الفيلم المسيء للنبي محمد. كما استخدمت الشرطة الاندونيسية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفرقة مئات المتظاهرين الذين احتشدوا أمام السفارة الأمريكية في جاكرتا. وأطلقت الشرطة الباكستانية أعيرة نارية في الهواء لتفرقة حشد كان متجها إلي القنصلية الأمريكية في مدينة كراتشي للاحتجاج علي الفيلم. وذكر مسئول كبير من الشرطة أن20 طالبا اعتقلوا أيضا خلال المظاهرة التي نظمها حزب ديني. وأعلنت السفارات الغربية في انحاء العالم الاسلامي حالة التأهب ودعت الولاياتالمتحدة الي اليقظة بعد أيام من اعمال العنف المعادية لامريكا نتيجة لهذا الفيلم. وقال اللفتنانت جنرال فهيم قائد شرطة الانتشار السريع لرويترز في العاصمة الافغانية كابول كان هناك بين3000 و4000 متظاهر. أحرقوا بعض سيارات الشرطة لكن أمكننا تفريقهم ومنع اتساع انعدام الأمن. وتم تأمين السفارات في المنطقة الحصينة في كابول بما فيها البعثات الامريكية والبريطانية بعد اندلاع العنف قرب مجمع المساكن الحصين للعاملين الاجانب في الاحياء الشرقية المضطربة. وقال المحتج جان أغا رشتون الذي أعطي اسما مستعارا فيما يبدو لتجنب ملاحقة الشرطة سندافع عن نبينا الي ان تغطي الدماء اجسادنا. لن ندع أحدا يسيء اليه. وأضاف الأمريكيون سيدفعون الثمن مقابل هذه الاهانة. وقال محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني الليبي ان الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي قتل فيه السفير الامريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة امريكيين آخرين يوم الثلاثاء الماضي كان عملا مدبرا فيما يبدو من جانب جماعة لها أجندة أكثر منه رد فعل تلقائي علي شريط الفيديو الذي وضع علي الانترنت. ومع امتداد الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء من لندن وحتي لاهور ساد التوتر للبعثات الدبلوماسية الغربية. وحذت المانيا حذو الولاياتالمتحدة وسحبت بعض العاملين من سفارتها في السودان التي تعرضت للاقتحام. وأمرت الولاياتالمتحدة العاملين غير الاساسيين واسرهم بمغادرة السفارة بعد ان رفضت حكومة الخرطوم طلبا امريكيا بارسال جنود من مشاة البحرية لتعزيز الامن بالسفارة. كما تم سحب العاملين غير الاساسيين من تونس وحثت واشنطن المواطنين الامريكيين علي مغادرة العاصمة بعد ان استهدفت السفارة هناك. وردد نحو350 شخصا شعارات في حشد خارج السفارة الامريكية في لندن. وأحرقت مجموعة صغيرة من المحتجين علما امريكيا خارج السفارة في العاصمة التركية. وفي باكستان نظمت احتجاجات في اكثر من عشر مدن. ودعا زعيم جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية الي تنظيم احتجاجات في بيروت هذا الاسبوع. وقال السيد حسن نصر الله ان المسئولين عن الفيلم بدءا من الولاياتالمتحدة يجب ان يحاسبوا. واضاف ان كل التطورات هي من تدبير المخابرات الامريكية. وأحداث العنف هي أخطر موجة من الاحتجاجات المعادية للولايات المتحدة في العالم الاسلامي منذ بداية انتفاضات الربيع العربي في العام الماضي. وقتل تسعة اشخاص علي الاقل في الاحتجاجات التي شهدتها عدة دول يوم الجمعة. وأكد السفير الأمريكي في الكويت ماثيو تولر أن حكومة بلاده ليس لها أي علاقة بالفيلم المسيء إلي الإسلام, الذي تسبب في هذا القدر الكبير من الاحتجاج, مشددا علي رفض محتواه والرسالة التي يحاول إيصالها, قائلا: نعتبر دوافع اولئك الذين قاموا بانتاج ذلك الفيلم بغيضة, وتستحق اللوم والاستهجان.