كانت قريتي الماي مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية من أوائل القري التي شهدت نشأة مشروع مسرح الجرن منذ سنوات طويلة, وأيام أن كان يرأس هيئة قصور الثقافة الراحل العظيم سعد الدين وهبة. ومن هنا أحزنني للغاية ما سمعت خلال برامج التليفزيون وقرأت في الصحف أن الهيئة في عهد سعد عبدالرحمن قد جمدت هذا النشاط بعد عدة سنوات من النشاط وتحقيق الأهداف التي من أجلها نشأت الفكرة. ومسرح الجرن هذا تعتمد فكرته علي ا ستغلال الأجران في القري كمسارح مفتوحة تقدم مسرحيات بشكل مبسط لأطفال القري, تتناول في معظمها المناه الدراسية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم, وخلال السنوات الماضية, وعلي تعاقب رؤساء الهيئة وتغيير اسمها أكثر من مرة, ظلت هذه المسارح النابعة شكلا وموضوعا من البيئة تحقق أهدافها, بل صنعت أجيالا من الممثلين من أبناء الفلاحين البسطاء شقوا طريقهم علي مسارح المحافظات ثم العاصمة بعد ذلك, ومنهم من اتجه إلي المعهد العالي للفنون المسرحية, وأيضا أصبح للمسرح منهاج واضح ورؤية فنية خاصة تخدم أحد الأهداف الأساسية التي من أجلها أنشئت هيئة الثقافة الجماهيرية التي أصبحت فيما بعد هيئة قصور الثقافة. وفجأة من4 أشهر تقريبا أصدر أشاوسة الهيئة وكبار صغار موظفيها قرارا بتجميد هذا المسرح الهادف الذي أصبح بإمكانات بسيطة عملاقا في القري, بل وتفننوا في وضع العراقيل التي من شأنها هدم أي محاولات يمكن أن تبذل لتدارك الأمر. الشيء الغريب في هذا الموضوع أن رئيس الهيئة في تعليقه علي هذا الموضوع بطريقة فردوس عبدالحميد في أنا وبابا في المشمش حينما قالت وأنا مالي هما اللي قالولي. المسألة ليست فقط تعطيل نشاط ثقافي قائم وناجح, لكنها كما تبدو تخفي وراءها أسرارا كثيرة وغريبة لن تنكشف دون تدخل مباشر وسريع من الدكتور صابر عرب وزير الثقافة من خلال إجراءاته الجريئة والجادة لإصلاح حال الثقافة في مصر.