مشرحة زينهم.. اسم ينقبض قلبك لدي سماعه, هناك في شارع بيرم التونسي بحي السيدة زينب بالقاهرة يتواجد مبني المشرحة الذي تبدو عليه علامات السنين التي مرت عليه. و الذي لا تخلو باحته من المواطنين المكلومين الجالسين أو الواقفين في انتظار خروج جثث ذويهم تمهيدا لدفنها.كثر الحديث عن مشرحة زينهم التابعة لمصلحة الطب الشرعي بالقاهرة من الاهمال و تردي الأحوال و عدم مناسبة ما تتوافر فيها من أدوات لعمل الأطباء الشرعيين الذين يعملون في ظروف قاسية و يستخدمون أدوات لم يعد لها مثيل في العالم كله و لا عجب في ذلك فعلم التشريح في الغرب تطور كثيرا و لم يعد يستخدم فيه المنشار و المقص و الجفت فأشعة الليزر أصبحت هي المعتمدة و التي من خلالها يمكن تشريح الجثة دون جرحها جرحا واحدا. و قد حصلت الأهرام المسائي علي مقاطع فيديو تعكس مدي تردي الأوضاع داخل مشرحة زينهم و مدي المعاناة التي يلاقيها الأطباء الشرعيون في ممارسة أعمالهم داخلها; حيث تظهر لقطات الفيديو وجود كم هائل من القمامة داخل أحد أدوار المشرحة المجاورة لحجرات تشريح جثث الموتي فضلا عن جمع كميات هائلة من الأثاث البالي بالدور الأول من المشرحة. أما حجرة الطبيب الشرعي الذي يجري الفحص المبدئي علي الجثث الواردة إلي المشرحة فبها مكتب متهالك و مقاعد جلدية مهترئة. وفي حجرة أخري, من الحجرات المجاورة لحجرات تشريح الجثث تظهر مقاطع الفيديو تجمع أشولة من القمامة و الكراتين الفارغة و عدد من المكاتب التي يجلس عليها الموظفون, فضلا عن حجرة أخري مليئة بالأشولة التي تضم أوراق القضايا المتعلقة بالجثث التي تستقبلها المشرحة دون حفظها بأي من أشكال الحفظ و معلق علي إحدي الحواجز الزجاجية بالغرفة ورقة مكتوب عليها ممنوع دخول المحامين و التعامل معهم بالقضايا الجنائية. اما حجرات التشريح فتظهر مقاطع الفيديو في صالة تشريح2 علي سبيل المثال وجود كميات هائلة من ملابس الجثث التي تم الانتهاء من تشريحها دون التخلص منها ووجود موقد و أنبوبة غاز قال لنا العاملون هناك أنها كفيلة باضرام النيران في حجرة التشريح في أي وقت فضلا عن عدم اجراء عمليات النظافة بها بدليل وجود كميات كبيرة من خيوط العنكبوت بالشبابيك و سقف الحجرة وبالانتقال إلي صالة تشريح أخري فلم يختلف الوضع عن سابقتها حيث تجد أحد العمال يقوم باعداد إحدي الجثث للتشريح دون ارتداء الزي الطبي. وتظهر لقطات الفيديو حفظ مصلحة الطب الشرعي للأحراز و أوراق القضايا في بدروم المصلحة في شكل أشولة ملقاة فوق بعضها البعض و جنبا إلي جنب مع أشولة القمامة و علي درجات السلم. حتي أن عدد من أشولة الأحراز ملقاة علي الأرض باحدي صالات التشريح و بجانب موقد ناري و أنبوبة بوتاجاز فضلا عن اعتلاء الصدأ و اللون الأسود للمناشير التي يستخدمها الأطباء الشرعيون في نشر جماجم الجثث أثناء التشريح و هي من الأدوات التي لم تعد مستخدمة في التشريح علي مستوي العالم و عدم وجود مكيفات و الاعتماد علي المراوح فقط. والمفارقة أن المبني الذي كان مخصصا كمقر للمرحلة الأولي لانشاء مركز للعلوم الطبية و الشرعية قد تحول إلي مخزن للأثاث البالي في المشرحة. حاولنا مرارا الاتصال بالدكتور احسان كميل جورجي كبير الأطباء الشرعيين رئيس مصلحة الطب الشرعي لمواجهته بما حصلنا عليه و سؤاله عن مشروع تطوير المصلحة و المشرحة الذي كان قد صرح للأهرام المسائي أنه سينتهي خلال ثلاثة أشهر إلا أنه لم يجب علي هاتفه. فتحدثنا مع المستشار أحمد مكي وزير العدل- و الذي اعترف بالحالة التي عليها المصلحة و المشرحة إلا أنه قال أن مصلحة الطب الشرعي تمثل له علامة استفهام و أنه في سبيل دراسة وضعها ضمن الملفات التي يدرسها كوزير جديد للعدل. وفجر مفاجأة فهو لايعلم ما هي الميزانية المرصودة لمصلحة الطب الشرعي و التي تحصل عليها من وزارة العدل و أن تطوير المصلحة في الفترة المقبلة لن تقوم به الوزارة بل أن السفارة الأمريكية بالقاهرة أبدت استعداد الوزارة لتطوير المشرحة و توفير كافة الأدوات اللازمة لها منذ يومين و بالفعل أرسل د.إحسان كميل جورجي كشفا بما تحتاجه المصلحة أمس إلي السفارة للاعداد للتطوير و أنه تواصل مع رئيس المصلحة للاسراع بالانتهاء من ذلك. واختتم حديثه قائلا: هل يصدق الأمريكيون في وعودهم؟ مضيفا أنه سيتابع الأمر.