مايكل فارس فاتن الزعويلي حالة من الفوضي والترهل تسيطر علي مشرحة زينهم، ثلاجات الموتي معطلة وأطباء بلا غرف للاستراحة أو تغيير ملابسهم وعيادات بلا تجهيزات طبية وتفتقد لأبسط الإمكانيات ودورات مياه قذرة وغرف تشريح تشبه محلات الحلاقة، الأطباء الشرعيون تقدموا بمذكرة إلي وزير العدل للكشف عن حالة الإهمال التي تعانيها مشرحة زينهم وأحوالهم المتردية وما يواجهونه من قصور. وتشير المذكرة إلي أن عدد الأطباء الشرعيين 200 طبيب منهم 13 طبيباً لخدمة القاهرة والجيزة إضافة إلي ما يتحملونه من أعباء إضافية ومنها استدعاء النيابات والمحاكم لمناقشتهم في تقاريرهم، معاناة أطباء مصلحة الطب الشرعي لا تقل عن معاناة أسر المصابين والموتي وضحايا الحوادث فلا يتوفر لهم الحد الأدني من الحماية عند انتقالهم لمعاينة جثث الموتي، فكثيراً ما تعرضوا إلي هجوم أسر الضحايا وكثيراً ما وصلت تهديداتهم إلي إشهار الأسلحة في مواجهتهم. وتشير المذكرة إلي تعرض بعض الأطباء الشرعيين إلي حوادث لإطلاق النار عليهم أثناء انتقالهم للمعاينة ورغم تكرار مطالبهم القديمة بتعيين حراسة لهم إلا أن الوزارة تتجاهل مطلبهم، بالإضافة إلي تجاهل مطلبهم بتعيين حراسة علي مخزن السلاح بدار التشريح ليكتشف المسئولون في الوزارة تعرض المخزن قبل عدة سنوات لحادث سرقة للأسلحة المحرزة داخل المخزن. وأوضح الأطباء الشرعيون في مذكرتهم أنهم يواجهون الإهمال الإداري نتيجة تجاهل الوزارة لخبراتهم السابقة وعدم ضمها لمدة خدمتهم السابقة في المستشفيات الجامعية والحكومية مما دفعهم في النهاية إلي رفع دعاوي قضائية لضم خدمتهم السابقة ولا تتوقف معاناة الأطباء عند هذا الحد فمصلحة الطب الشرعي تفتقد الإمكانيات الطبية التكنولوجية الحديثة ومنها أجهزة الموجات الصوتية ورسم القلب والأشعة المقطعية إضافة إلي افتقارهم للدورات التدريبية في أوربا للاطلاع علي الطرق الحديثة في الطب الشرعي. الأطباء الشرعيون طالبوا بضمهم إلي مجلس الوزراء ومن قبل لم تهتم حكومة نظيف باقتراح النائب الإخواني عادل حامد. والذي طلب بضرورة تحديث وتطوير مشرحة زينهم ولفت في طلب الإحاطة المقدم منه إلي ضرورة تفعيل صيانة ثلاجات الموتي وزيادة عددها لتتمكن من مواجهة الكوارث التي لا تنتهي، كما طالب بإنشاء فروع للمشرحة في مختلف المحافظات حتي لا يضطر أهالي الضحايا إلي الانتقال إلي القاهرة خلف المصابين والموتي، وحفاظاً علي آدميتهم وحرمة الجثث التي تتعرض للعبث أثناء نقلها من المحافظات إلي القاهرة إضافة إلي عدم توافر السيارات المجهزة لنقل الموتي، ولا تسلم مشرحة زينهم من تجارة الأعضاء، ويقول مصدر رفض ذكر اسمة إن طلبة كليات الطب يترددون علي المشرحة ويدفعون الرشاوي للعمال ليتكمنوا من دخول المشرحة والاطلاع علي الجثث وأجهزة التشريح.