في مشهد لافت للنظر.. عقد وزيرا التجارة والصناعة والاستثمار مؤتمرا صحفيا أمس وهو الثاني خلال24 ساعة حول نتائج زيارة الرئيس مرسي للصين. وأعاد الوزيران ما ذكراه في مؤتمر صحفي مماثل عقد في مجلس الوزراء أمس الأول حول ذات النتائج, حيث أكدا أن مصر والصين علي أعتاب مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي من خلال حزمة من المشروعات الاستثمارية الجديدة في مختلف المجالات. وأوضح وزير الاستثمار أسامة صالح.. أن هذه الزيارة تعتبر أولي الخطوات نحو رسم إطار جديد للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.. والتي تتسم بتوازنها ومراعاتها للمصالح المتبادلة لتحقيق الاستفادة القصوي للطرفين.. وهذا من شأنه ارساء القواعد لعلاقات اقتصادية جديدة أكثر قوة بين البلدين. وأشار إلي أن الاستثمارات الصينية في مصر شهدت تطورا متناميا خلال السنوات الأخيرة.. حيث بلغ إجمالي الإسهامات في رءوس الأموال المصدرة للشركات ما يقرب من نصف مليار دولار وهو ما يعكس نشاط1133 شركة تشمل أنشطتها معظم محافظات مصر.. وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعات الصناعة والسياحة والانشاءات والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقال وزير الاستثمار.. إن الحكومة المصرية سعت من خلال هذه الزيارة الرسمية إلي حث الجانب الصيني علي المشاركة الفاعلة في تنفيذ خطة مصر نحو دعم الاقتصاد وتطور المجتمع.. خاصة وأن مصر تتبني نفس المبادئ التي تتبناها الصين وهي مبادئ التنمية ومكافحة الفساد. واستعرض صالح العديد من الجوانب والمشروعات المحددة التي تم عرضها والتفاوض بشأن مشاركة الجانب الصيني في إقامتها بمصر خلال المرحلة المقبلة.. لافتا إلي قيام الجانب المصري بتوجيه الدعوة للشركات الصينية للإسهام في المشروعات التنموية المهمة وكثيفة العمالة بمصر وفي مقدمتها مشروعات البنية التحتية والسياحة والتنمية العقارية والبناء والتشييد, فضلا عن مشروعات إقامة المناطق الاقتصادية الخاصة ومشروعات إدارة المخلفات الصلبة. وأعلن أن الجانب الصيني أبدي استعداده للمشاركة في مشروع شرق التفريعة.. والذي يتضمن انشاء مدينة مليونية توفر أكثر من نصف مليون فرصة عمل.. كما أبدت الصين استعدادها للمشاركة في انشاء طريق الصعيد البحر الأحمر والذي من شأنه أن يساعد علي فتح آفاق جديدة للتنمية في إقليم ومدن الصعيد. كما أعلن أسامة صالح وزير الاستثمار.. أنه تم إجراء مباحثات مع صندوق التنمية الصيني الإفريقي الذي يوجه10 مليارات دولار للاستثمار في إفريقيا, وذلك من أجل استضافة مكتب تمثيله بمصر للمشاركة في دعم الاقتصاد المصري وهو يخطو نحو هذه المرحلة الجديدة من الانطلاق والنمو عقب ثورة52 يناير. وأكد وزير الاستثمار.. أن منطقة شمال غرب خليج السويس.. ستشهد توسعا ضخما في الاستثمارات الصينية بالمنطقة خلال الفترة المقبلة, وذلك بعد أن نجحت سلسلة من المفاوضات التي تمت مع الجانب الصيني خلال الزيارة في أن تسفر عن الاتفاق علي قيام وفد صيني بزيارة القاهرة الأسبوع المقبل للبدء في إعداد العقد النهائي الخاص بمشروع شركة ايجيب تيدا.. والمسئولة عن تنفيذ أعمال البنية الأساسية للمنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس وتسويقها بين كبري المؤسسات المالية, وذلك بعد أن تم التوصل لحل جميع الخلافات القائمة والتي تحول دون المضيق في بدء العمل علي تشغيل المشروع. ومن المقرر أن تبدأ الأعمال به قبل نهاية العام الجاري.. وتضخ بموجبه شركة تيدا الصينية1,5 مليار دولار استثمارات توجه لانشاء150 مصنعا.. ومن المتوقع أن توفر40 ألف فرصة عمل. وأكد أسامة صالح وزير الاستثمار اهتمام المستثمرين الصينيين بالكثير من المشروعات التي تم استعراضها خلال الزيارة.. بما يبشر بمرحلة جديدة من النشاط الاستثماري المصري المشترك, ومن بين هذه المشروعات مشروع وادي السيلكون بمنطقة الظهير الصحراوي بشرق مدينة الإسماعيلية.. والذي اقترح الرئيس محمد مرسي علي نظيره الصيني هوجين تاو امكان مشاركة الصين في تنفيذه لاستغلال الرمال البيضاء لتكوين منطقة الصناعة التكنولوجيا. وأوضح صالح أن المشروع يتكون من10 مصانع لانتاج الخلايا الشمسية الخاصة بتوليد وانتاج طاقة كهربائية تقدر بنحو650 ميجاوات.. كما يشمل المشروع مركزا للبحوث ومصنعا لانتاج شرائح الطاقة, بالإضافة إلي مصنع آخر لتنقية السيلكا والكوارتز بدرجة نقاء99%. وأضاف.. أن المشروع يشمل أيضا مصنعا لانتاج كابلات الألياف الضوئية وآخر لمكونات دوائر الاتصال.. وسيتم تنفيذ المشروع علي مساحة50 فدانا في منطقة وادي السيلكون بالإسماعيلية.. ومن المنتظر أن يمثل المشروع دخول مصر عصر تكنولوجيا النانو في مجال السيلكون والصناعات ذات التكنولجيا العالية.. والصناعات المستقبلية بما يوفر مصادر طاقة بديلة للطاقة التقليدية ويزيد من مكانة مصر عالمية مع إتاحة المزيد من فرص العمل للشباب. وقال: إن وزارة الاستثمار تعتزم التوجه خلال المرحلة المقبلة لجميع دول العالم لإعادة رسم وتفعيل خريطة العلاقات الاستثمارية والاقتصادية لمصر مع شتي دول العالم.. بما يحقق صالح الاقتصاد الوطني ويعود بالنفع علي أبناء الشعب المصري. من جانبه أعلن المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية.. أن العلاقات الاقتصادية الصينية ستشهد نقلة نوعية كبيرة خلال المرحلة المقبلة, خاصة بعد الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس محمد مرسي إلي الصين.. والتي أثمرت عن التكنولوجيا والبتروكيماويات والطاقة الجديدة والمتجددة والنسيج والأدوية والكهرباء والسيارات وتحلية المياه.. وغيرها إلي جانب استكمال مشروع شمال غرب السويس. وأوضح.. أن الجانب الصيني أعرب عن إصراره علي استكمال هذا المشروع ليصبح بمثابة لبنة جيدة لإقامة مناطق صناعية توضع فيها صناعات مشتركة للجانبين.. مما سيتيح أكثر من40 ألف فرصة عمل جديدة. وقال الوزير.. إنه يجري حاليا الإعداد لعقد اجتماعات اللجنة التجارية المصرية الصينية المشتركة.. والتي من المقرر عقدها خلال الربع الأول من العام المقبل.