* لا وفيات بين أهالي صنصفط.. انما هي حالات تسمم واسهال وقيء.. ومجرد نزلات معوية نحمد الله ونشكره علي كل شيء... ولكن الاستخفاف بآلام الناس وأمراضهم شيء كريه وسخيف وغير آدمي... فأولو الأمر مسئولون عن المواطن وحقه الطبيعي في حياة كريمة آمنة وليس حياة بغيضة مؤلمة عاني منها الشعب المصري من زمان ولايزال للأسف.. هناك بوادر تحاول اصلاح ما أفسده الدهر ولكنها محاولات لا يشد من أزرها إدارة محاربة ولا ارادة سياسية تدفع بالأولويات إلي أرض الانجازات العاجلة.... وسلبيات الماضي مازالت تصاحب محاولات الحاضر؟؟ * الكرامة الإنسانية هي مناصفة بين مجهود الانسان وعمله وأداء حكومي مخلص له رؤية لتنمية الوطن وتحسين وتحصين حياة مواطنيها... ولكن... أداء معظم الحكومات السابقة لم يكن في حجم مصر وقامتها... والصدمة ابتلعها الشعب من زمان مرغما وليس بطلا ودهس أحلامه وآماله في تواضع مطالبه من الحكومة والرضا بقليله المتاح من خدمات ركيكة... وقابل هذه الأوضاع المهينة تسيب في الأداء من طرف المواطنين! * متي تلتزم الحكومة بحق الشعب في حياة كريمة؟ ومتي تلزمه بواجبات لايشوبها الاهمال... تعمل بوعي.. ترعي وتصون موارد البلاد وتحافظ عليها... وتدرك ضرورة ترشيد سلوكياتها حقنا لتدهور مكانتها * أكثر من4 آلاف مواطن من قرية صنصفط بالمنوفية وقرية ميت سهيل بالشرقية أصيبوا بالتسمم من مياه الشرب... وتسلل المرض إلي الأبدان الواهنة أساسا وبدا الإعياء علي الوجوه الشاحبة.. ولم تهتز شعرة في رأس مسئول.. حتي بعدما ثبت أن المياه ملوثة وخالية من مادة الكلور والمطهر... والاهمال لا يكترث بجرائمه الانسانية لأن المسئولين كتر خيرهم قرروا معالجة المصابين في المستشفيات.... وهذا يكفي؟ * وقد سبق تلك الكارثة الانسانية حادث مماثل في قرية البرادعة بقليوب.. وضرب الاهمال بكفيه متعاطفا مع الأبرياء المتسممين من صنابير المياه في بيوتهم.... وخلاص كده.. هز الرأس والاستعجاب والاستنكار... حل المشكلة؟ * أدعو الله أن تفيق الإدارة السياسية لمسئوليتها الوطنية وتتخلص من كل مسئول لا يؤدي واجبه ولا تسمح بتكرار مثل هذه المصائب!! لأن هناك تقريرا لمركز الأرض لحقوق الانسان يقول إن4500 قرية تختلط فيها مياه الشرب بالصرف الصحي والنتيجة كما جاء في مقال الزميلة جملات يونس بالجمهورية: ان20% من الشعب المصري مصاب بالفشل الكلوي وأمراض الكبد.. وأمراض أخري تعوق حياة المواطن وتعرقل مسيرة وطن ومعظمها سببه الماء الملوث ورغم ما سردته الزميله عن امتلاك مصر لأول نظام في العالم لتوصيل المياه النقية للمنازل.. عمره7 آلاف عام.. انحدار مؤسف مؤلف يقلق الجبال ويدمر معنوياتها؟!! ولكن المصري أقوي حائط صد في العالم ايضا لأعتي المشاكل وحرب اكتوبر دليل تميز الانسان المصري.. إذا أراد! نهر النيل الذي زاد تمرده حديثا زمان كان اجدادنا يشربون مياهه بكف اليد.. دون معالجة بكلور وغيره.. انه كان الأنقي من الورق السوليفان الشفاف زمان وحاليا تراخي الاهتمام بمياهه ودرجة نقائها.. فأفرزت لنا مجموعة امراض لم تكن تخطر علي بال ولا خاطر!! والأدهي ان المسئولين في القابضة لمياه الشرب لا ينكرون ان البنية التحتية لمياه الشرب منهارة ومعظم الشبكات أكلها الصدأ وأن نسبة الفاقد من مياه الشرب تتجاوز7 آلاف متر يوميا بما يعادل30% من الانتاج بسبب عيوب الشبكات والمواسير... اليس من باب أولي ترك المهم ونبدأ فورا في حل المشكلة الأهم وهي نقطة الماء.. الذي منه كل شئ حي.. كفانا ظلما للانسان المصري المضغوط بالمشاكل.. وعليها قادر بإذن الله إلا حرمانه من كوب ماء نظيف وآمن.. أنه من الأولويات التي يجب ان تتناولها حكومة د. قنديل ولا يؤجل النظر فيها ولا حتي لحظة.. إلا أكسير الحياة.. وكلما عاني المواطن سيعاني الوطن.... المواطن نشف ريقه علي ضفاف النيل.. خائف من ماء الحنفية وحتي المياه المعدنية اختفت واذا ظهرت تكون بضعف الثمن.. وثبت ان فيها اكثر من شركة لا تلتزم بالمعايير الصحية لنقاء مائها؟!! مما دعا محافظ المنوفية مؤخرا لاغلاق ثلاث شركات شهيرة.. مصيبة سببها تراخي الحكومة ووزارة الصحة خصوصا.. لابد من استدعاء الضمير المهني والوطني.. ومعالجة مشاكل الوطن بالحسم والحزم والانضباط وقبلها السرعة في تنفيذ سياسة رشيدة واعية تحترم القانون والتأكيد علي تطبيقه بعيدا عن قانون.. معلهش اللعين. النيل يدلل النهر يروينا بكبرياء مصاب بالبخل.. واذا استمر مسلسل الاهمال الأهلي والحكومي سيجئ النهر قاضبا شاطئيه يمنحنا ماء مشكوكا في مذاقه ونقائه.. بل قد نتسول من جيراننا ولو شربة ماء؟ انها ليست نظرة تشاؤمية وانما لابد أن ننتبه ولا نترك مصير مصر في أيدي الخبثاء الغرباء مثلما تركنا منابع النيل لاسرائيل للتواصل مع حكامه وقاطعناهم نحن للأسف. واذا كانت مصر الحضارة تدهور حالها من زمان لان هناك خطأ في الأداء الوظيفي في إدارة الدولة المصرية منذ ستين عاما.. وأهملنا مفردات بناء النهضة بالعلم والعمل والهمة.. والضمير وأفرز هذا الأهمال أجيالا لا تحترم قيمة العمل ولا تتمني أتقانه أو تحسينه إلا فيما ندر... انه سلوك موصوم باللامبالاة التي تحاصر المصري علي شاشات السينما والتليفزيون.. في المدارس والمقاهي.. وداخل ديوان الحكومة وخلف أسوار البيوت المصرية سلوك يجب القضاء عليه فورا لان امكاناتنا عظيمة وعطاءنا ضئيل. وأول خيط يبشر بالغد المشرق نجده في افساح الطريق لأهل الخبرة واعطاء ظهرنا لأهل الثقة. وعلي الحكومة ان تغلق صنابير التسيب التي تهدر مواردنا المائية والدليل تركها مفتوحة في الحدائق والشوارع والمباني الحكومية ليلا ونهارا وترك التالف منها بلا اصلاح.. لان المال العام عائم علي جبال من الفساد وبعيد عن الوفاء للبلد! والحكومة المتهم الأول في تلويث مياه النيل فاذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص ورقصنا علي أشواك المعاناة وشربنا المر من أعذب انهار الدنيا فمازالت المصانع تلقي بالمخلفات الصناعية في النيل.. بعدما كنا زمان نلقي في احضانه عروس النيل! والحكومات التي هي قائدة الشعوب.. قلدها الشعب وأصبح يلقي بالقمامة وحيواناته النافقة في النيل عادي في بلادي بأيدينا نحن نلطخ نقاء وأمان حياتنا.. بمثل تلك السلوكيات السلبية.. الحضارة مكانها هنا في مصرولابد ان تعود بشئ من التكاتف شعبا وحكومة لأجل خاطر عودة أم الدنيا في أزهي صورها.. التي تستحقها!! يارب.