نفسي اتوب.. وأرجع مراتي.. وأكل لقمتي بالحلال. واعيش في أمان الله بعيدا عن مطاردات الحكومة.. وخناقات البلطجية.. بهذه الكلمات البسيطة التي ربما تكون خرجت من قلبه بصدق لخص ايمن عبدالعزيز مشحوت كل أمنياته في الحياة بعدما قرر التوبة إلي الله عقب خروجه من السجن الذي قضي فيه نصف سنوات عمره التي قاربت علي الاربعين ما بين احكام تراوحت بين3 و5 سنوات في قضايا سرقة ومخدرات وحبس احتياطي علي ذمة مجموعة أخري من القضايا. ايمن الذي عاش في منطقة ترب اليهود بالبساتين ولد لأب فقير وام ربة منزل كان كل همها في الحياة ان تربيه وشقيقتيه وشقيقيه علي أفضل ما يكون عقب وفاة والده إلا انه تسرب من الدراسة مبكرا ومعها بدأ حياة الشقاوة ورغم محاولات شقيقه الأكبر الذي كان يمتلك سيارة ربع نقل تكفل لهم ايراداتها حياة كريمة خاصة وانهم اصحاب ملك حيث كانوا يمتلكون منزلا بالمنطقة يعني( مستورين) بلغة ولاد البلد ويقول ايمن وهو يروي للاهرام المسائي قصته بعد خروجي من المدرسة ارادت امي ان اتعلم صنعة زي أي عيل ما بينفعش في المدرسة لكن مع الاسف اتلميت علي شلة بايظة علموني شرب السجاير ولف البانجو والحشيش وفي النهاية ملوا دماغي وخلوني اشترك معاهم في عملية سرقة عروق خشب من أحد مواقع شركة المقاولون العرب ومن خيبتي الثقيلة خدت عربية أخويا من وراه علشان نحمل عليها المسروقات وانقبض علينا بيها وخدت أول حكم سجن في حياتي وكان5 سنين وتسببت كمان في إن أخويا يدخل معايا السجن لانه صاحب العربية ومش كده وبس ده كمان صادروا العربية.. واضطرت امي انها تبيع البيت اللي كان أوينا علشان تصرف علي القضية وفجأة بقينا علي البلاطة ويضيف ايمن وبعد ما دخلت السجن أمي اتجوزت وجابت أخويا الصغير ربنا يحميه هو اللي متكفل بيها دلوقتي وبيصرف عليها ويضيف بعدما خرجت من السجن كان علي حكم بالمراقبة5 سنين ومالقيتش قدامي الا اني ابيع المخدرات علشان اصرف علي نفسي لان المراقبة من الساعة6 مساء وحتي6 صباحا طب ازاي هشتغل فبعت مخدرات وانقبض علي ودخلت السجن تاني لمدة3 سنين واستطرد وبعد خروجي قلت انا لازم اتجوز بقي ويبقالي بيت وعيال واشتغل عليهم زي كل الناس لكن برضه ملقيتش قدامي غير المخدرات ولما انسجنت للمرة الثالثة مراتي طلبت مني الطلاق وقالتلي انت الي زيك مينفعش يئني واحدة في بيته لانك مالكش مستقبل.. ويضيف ايمن مشحوت المسجل خطر متنوع يومها قررت التوبة وأني ابقي شخص محترم واشتغل شغلانة شريفة واكل لقمتي بالحلال.. ويصمت برهة ويتنهد تنهيدة طويلة تحمل من الأسي ما يكفي لان تتعاطف مع شخص وقد حطت عليه البلايا والمصائب بأكثر مما يحتمل وهو ليس كذلك, ثم يستطرد: خاصة لما عرفت إن زوجتي كانت حاملا لكنها اجهضت نفسها حتي لا تأتي بطفل أبوه في السجن وكمان قررت انها تتطلق منه.. وعن المشكلة التي تحول بينه وبين تحقيق التوبة النصوح والعيش بالحلال يقول أيمن39 سنة عقب خروجي من السجن تقدمت في19 فبراير الماضي بطلب للهيئة العامة للطرق والكباري لاستئجار باكيتين أسفل كوبري البساتين لإقامة جراج للسيارات أعربت خلاله عن استعدادي لدفع جميع الرسوم ولكن وقبل أن يتم البت في طلبي وعندما علم بعض البلطجية الذين يسيطرون علي المكان بالأمر أبلغوا عني الشرطة واتهموني ببيع البانجو وتم تقديمي للنيابة ولكن ربنا عالم انني كنت مظلوما والحمد لله حصلت علي البراءة لان ربنا مابيحبش الظلم.. وبعد الافراج عني من الحبس الاحتياطي تقدمت بطلب جديد في16 يوليو الماضي ولكن هذه المرة للحصول علي3 باكيات للغرض نفسه ويضيف أيمن ولكني فوجئت بمسئولي الهيئة يخبروني بأن هذه الباكيات سيقام عليها مزاد علما بأن هناك عددا من البلطجية يضعون يدهم عليها ويستغلونها كجراج يدر عليهم ربحا وفيرا دون أن يدفعوا مليما واحدا للدولة كرسوم استغلال أو أي شيء!! ويضيف تقدمت بتظلم لرئيس الجمهورية في14 أغسطس الحالي ولم يتم فعل أي شيء حتي الآن.. وسألناه لماذا لم يتقدم بطلب لإدارة الرعاية اللاحقة للمسجونين لتوفير فرصة عمل له فقال بالفعل تقدمت عن طريق الادارة بطلب لحي البساتين في14 أغسطس الجاري برقم1984 للحصول علي ترخيص بإقامة كشك وانتظر الموافقة علي أحر من الجمر لإقامة المشروع الذي أحلم به ليعينني علي العيش بالحلال وحتي يتسني لي إعادة زوجتي إلي عصمتي والتي اشترطت علي توفير عمل شريف والتكسب من الحلال حتي تعود إلي مرة أخري وحتي أستطيع استئجار شقة صغيرة أقيم بها بدلا من النوم تحت الكباري والذي يعرضني في أي لحظة للعودة للحرام تاني خاصة وأن زملائي يتحرشون بي كثيرا وسرت أضحوكة أمامهم لانني تبت وأرفض العودة لمرافقتهم مرة أخري في طريق الشيطان ويكفي أن أقولك انني لم أعد أدخن أي مخدرات.. ويضيف وكمان والدتي دلوقتي بقي سنها74 سنة وتعاني من عدة أمراض مزمنة وتحتاج إلي مصاريف علاج أكبر من قدرات أخي الأصغر وأسعي للمساعدة في تحمل مصاريف علاجها.