أوضحت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية الصادرة أمس أن إصدار المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي أوامر إلي الحرس الثوري الإيراني بشن هجمات ضد أهداف غربية هو رد علي دعم الدول الأوروبية لمطالب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتركه الحكم. وأفادت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني - وفقا لمسئولين بأجهزة استخباراتية غربية، أن خامنئي قد أصدر أوامره تلك إلي فيلق القدس (قوة النخبة في الحرس الثوري الإيراني) عقب اجتماع طارئ انعقد بطهران لمناقشة تقرير خاص حول تداعيات سقوط نظام الأسد علي إيران. وأوضح المسئولون أن هذا التقرير، أكد أن مصالح إيران بالمنطقة تتعرض للخطر في الآونة الأخيرة نتيجة لحزمة العقوبات الغربية المفروضة علي طهران بسبب برنامجها النووي ومواصلة الغرب تقديم الدعم لمجموعات المعارضة السورية في محاولة لإسقاط نظام الأسد. وأكدوا أنه شدد علي عدم وقوف إيران موقف المتفرج حيال التهديدات التي تحدق بأمنها القومي، محذرين من أن الدعم المتواصل الذي يقدمه الغرب للمعارضة السورية قد وضع تحالف المقاومة الإيراني في مأزق شديد من شأنه الإخلال بعلاقة إيران بحزب الله اللبناني. كما ذكرت الصحيفة البريطانية أن خامنئي أمر قاسم سليماني قائد فيلق القدس - بناء علي ما جاء بهذا التقرير - بتكثيف شن هجمات ضد أهداف غربية بجميع دول العالم، مشيرة إلي دعم طهران المتواصل للنظام السوري في محاولاته لقمع التظاهرات السلمية فضلا عن تداول أنباء تفيد بإرسال مجموعات معارضة إيرانية لعدد من ضباط وخبراء الحرس الثوري إلي دمشق لدعم قوات الأسد. وفي موسكو نشرت صحيفة كومرسانت الروسية أمس تصريحات لمسئول بوزارة الخارجية لم تذكر اسمه قال فيها ان موسكو تعتقد أن سوريا لا تعتزم استخدام الأسلحة الكيماوية وانها قادرة علي تأمينها. فيما أكدت الخارجية الروسية في بيان لها أن موسكو تبذل قصاري جهدها من أجل وضع حل للأزمة السورية المستمرة منذ ما يقرب من العام ونصف. وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها أمس - تعقيبا علي ما ورد علي لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "فيكتوريا نولاند" من أن الحكومة الروسية تعرف ما يجب عمله لحل الأزمة السورية - "نعم نعلم جيدا ما علينا فعله لحل الأزمة السورية" ، ونرفض أي اتهامات توجه إلينا بإحباط جهود مجلس الأمن لحل الأزمة السورية. وفي أنقرة أفادت إحصائيات رسمية صادرة عن الحكومة التركية أمس بأن عدد اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود إلي تركيا خلال ال24 ساعة الماضية بلغ ألفا و425 شخصا. وذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية (تي آر تي) أن هذا العدد تضمن 6 عسكريين منشقين عن الجيش النظامي السوري منهم 4 برتبة عقيد و2 بدرجة رقيب، حيث عبر اللاجئون إلي بلدة (ريحانلي) بمدينة (هطاي) التركية الواقعة علي الحدود السورية. وأشارت الإذاعة إلي أنه تم إيواء العسكريين السوريين المنشقين وعائلاتهم في مخيم (أبايدين) فيمايمتد إيواء باقي الوافدين في مخيمات بأماكن مختلفة بالمنطقة. ميدانيا أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سقوط 161 قتيلا أمس بنيران قوات النظام السوري في حصيلة أولية بمختلف مدن البلاد. كما ذكر نشطاء في المعارضة السورية أن الجيش النظامي أطلق قذائف علي جنوبدمشق أمس كما أطلقت طائرات هليكوبتر الصواريخ ونيران المدافع الرشاشة خلال هجوم لإحكام قبضة الرئيس بشار الأسد علي العاصمة. وقال سكان إن الجيش السوري نشر أمس دبابات علي طريق دائري يحيط بدمشق وقصف أحياء جنوبية ينشط فيها مقاتلو المعارضة وذلك في أعنف قصف للعاصمة منذ أعاد الجيش تأكيد سيطرته عليها الشهر الماضي. وأضافوا أن ثمانية أشخاص علي الأقل قتلوا في القصف الذي صاحبه قصف جوي واستهدف كفر سوسة وداريا والقدم ونهر عائشة. وقالت مواطنة من سكان كفر سوسة "دمشق كلها تهتز بأصوات القصف" وذكرت ان مدفعية الجيش المتمركزة علي جبلي قاسيون والسرايا المطلين علي دمشق فتحت نيرانها علي العاصمة. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سيارة مفخخة انفجرت أمس في حي دمر وأسفر انفجارها عن مقتل 3 شبان كانوا يستقلونها في حين سيطر مقاتلون معارضون علي مقر للأمن في شرق البلاد بينما واصلت القوات النظامية قصفها لمناطق عدة، وكان نحو 250 سوريا قتلوا أمس الأول بسوريا معظمهم في بلدة معضمية الشام بريف دمشق ودرعا وحلب ودير الزور، في واحدة من أسوأ موجات العنف منذ بدء الثورة بينما أعلن الجيش الحر أنه حقق مكاسب ميدانية كبيرة في محافظتي حلب ودير الزور. وفي بغداد أعلن مسئول عراقي وقائد لمقاتلي المعارضة السوريين أن القوات النظامية السورية اشتبكت مع مقاتلي المعارضة أمس للسيطرة علي قاعدة عسكرية ومطار قرب بلدة البوكمال الشرقية علي الحدود العراقية. وفي نيودلهي أجرت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة مباحثات أمس مع رانجان ماثاي وكيل وزارة الخارجية الهندية وشيفشانكار مينون مستشار الأمن القومي حول عدد من القضايا من بينها الوضع في سوريا وإيران وأفريقيا وحفظ السلام وإصلاح مجلس الأمن الدولي. وفي بكين شنت وسائل الإعلام الصينية الرسمية هجوما حادا علي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب التحذير الذي أطلقه من أن الولاياتالمتحدة ستتدخل عسكريا في سوريا إذا أقدم النظام السوري علي استخدام، أو حتى تحريك، السلاح الكيميائي. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس أن الإعلام الصيني وصف تصريحات أوباما بأنها "خطيرة وغير مسئولة"، مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة تبحث عن ذريعة تقنن بها التدخل العسكري في سوريا.