في الوقت الذي تعاني فيه مصر أزمة التنازع علي مصادر المياه, وما حدث أخيرا من غرق للمراكب علي كورنيش النيل, إلا أن ذلك لم يؤثر علي حركة الباعة الجائلين علي كورنيش نيل المنصورة, الذين يتزاحمون لجذب الزبائن. وكذلك لجوء بعض الأسر المصرية إلي ر كوب المراكب وأخذ جولة في النيل, حيث سيظل النيل هو الملجأ الوحيد للتنزه, وملتقي الأحبة منذ القدم. وفي جولة بكورنيش المنصورة لمتابعة ما يحدث عن قرب, وكذلك معرفة رأي الناس في منظر النيل بهذا الشكل, والمراكب الموجودة علي ضفتيه, والباعة الجائلين الموجودين علي شاطئه, بعد تزايد أعداد الباعة بشكل كبير, مما جعل الكثير من المواطنين يتضررون من الخروج إلي التنزه علي ضفاف النهر. وقال أحمد عبدالله( مندوب مبيعات): إن هناك أعمالا للبلطجة علي الكورنيش, حيث لا وجود للحكومة في مثل هذه الأماكن, فالباعة الجائلون مسيطرون علي كورنيش النيل, ويفعلون ما يحلو لهم, مما يؤدي إلي تشويه منظر النيل, وكذلك هناك العديد من حالات السرقة والنصب. وأكد محمد السماك( موظف) أن ما يحدث علي كورنيش النيل يتم منذ30 سنة, لكن في الماضي كانت هناك بلدية تمنع هؤلاء الباعة من الوقوف, لكن هؤلاء الباعة مضطرون, حيث لا يوجد مصدر رزق آخر لهم, كما أنهم يقومون بإلقاء مخالفاتهم في النيل. وقالت رزان فتحي( طالبة بكلية الصيدلة): إنه لو كان لدي هؤلاء الباعة مصدر رزق آخر لن يقوموا بعد ذلك بمثل تلك السلوكيات المثيرة للاشمئزاز, من معاكسات, ومضايقات, وسرقة, وإجبار الناس علي الشراء منهم, أو الجلوس علي الكراسي التي يضعونها علي الكورنيش, وأن مثل هذه الظواهر منتشرة بشكل كبير في الحدائق العامة بالمنصورة حيث يقوم كل مقهي بوضع مجموعة من الكراسي في الحديقة التي هي ليست ملكا له بل ملكية عامة, وكأن الشارع تحول إلي عدة مقاه. وأكد زياد محمود( طالب بكلية الهندسة) أن هناك بعضا من الشباب والباعة الجائلين يفترشون كوبري طلخاالمنصورة في منظر غير حضاري بالمرة, وهم يتسولون لكن بطريقة حديثة. وأوضح عبدالرحمن مهيب( رجل أعمال) أن منظر النيل يجذب المواطنين, والناس تقوم برحلات نيلية في المراكب النيلية القليلة لدينا بالمنصورة, إلا أن المنظر العام غير حضاري, وأن هناك العديد من البلطجية في المكان, فهناك مصادر أخري للمعيشة يمكنهم البحث عن أي وظيفة أخري وترك النيل والكورنيش نظيفا كي يعود النيل إلي ما كان عليه في السابق. وأضافت سحر السيد( مدرسة) قائلة: إن المنظر غير حضاري, لكن هناك شيئا من الفطرة في المكان, وعلي الباعة البحث عن وظائف أخري لهم من أجل الحفاظ علي المنظر العام للمكان, لكنهم( ناس غلابة) ويقومون بالاسترزاق من هذا المكان, فيجب توفير فرص عمل أخري لهم حتي يتركوا هذا المكان. بينما أكد اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية أنه تم إعدا دخطة عمل لإزالة التعديات, سواء علي نهر النيل, أو علي الحدائق والمتنزهات العامة, أو علي الأراضي الزراعية, وتم تكليف رؤساء الأحياء والومدن بإعداد خطة عمل خلال الفترة المقبلة التي تشمل الأيام المائة التي حددها رئيس الجمهورية, خاصة فيما يتعلق بإزالة التعديات, وبمنظومة النظافة, وتم تقسيم تلك الفترة إلي40 يوما ثم30 يوما ثم30 يوما أخري تتم خلالها متابعة العمل, وينزل رئيس الحي أو رئيس المدينة للمتابعة الميدانية. وأضاف المعداوي أن هناك ستة من رؤساء المدن ليسوا علي مستوي من الكفاءة سيترجم ذلك بأسلوب عملي خلال الفترة المقبلة, إن لم يتم أداء التكليفات علي أكمل وجه, وسأقوم بالنزول شخصيا في أوقات مختلفة لمتابعة العمل. وأكد المعداوي أن اللامركزية في القيادة ويتم تطبيق منظومة العمل في المدن والقري علي حد سواء, وأنه تم إنشاء أربع لجان فرعية لمتابعة العمل تحت قيادة كل من السكرتير المساعد, ومدير الأمن, ووكيل وزارة الزراعة, ووكيل وزارة التموين لمتابعة الموقف الأمني والمروري, ولمتابعة التعديات.