في زيارة خاطفة لبعض صحف مؤسساتنا الحكومية, وكذا نقابة الصحفيين, شعرت أن أصغر وأحدث صحفي يسيطر عليه شعور بالعظمة والرغبة, ليس في تطوير ذاته وصحيفته. والمشاركة في النهوض بها, وتنميتها, ودفعها للأمام, خاصة أن الثورة المصرية لا تخص ميدان التحرير وحده, وناسه فقط, وإنما يجب أن تمتد إلي أجهزة الإعلام لتنهض وتتحرر من قيود وأعباء عقود من التبعية للسلطة, ولن يتم ذلك إلا بجهد ومبادرة من الجماعة الصحفية ذاتها, للأسف شعرت أن الجميع باستثناءات طفيفة جدا تتملكه رغبة صريحة في القفز علي كرسي رئاسة التحرير دون مبررات واضحة, الطموح مطلوب لكن بشرط أن يستند إلي معايير ومبررات تعززه, بدلا من تحول المحررين إلي نسخ مكررة من أضعف شخصية في رائعة حسين كمال, شيء من الخوف, حين خرج إلي الشارع/ صالة التحرير مرددا: أنا عتريس.. أنا بلوي سودة.. انتوا مش خايفين مني ولا إيه؟, أنا رئيس التحرير والعتبة وإمبابة وبولاق كمان! * لعن الله الكراسي, منذ قيام الثورة والكل عينه عليها ويري نفسه أحق بها, من أول كرسي الرئاسة والحكومة والوزارة, وحتي مجرد كرسي في عربة السيدات بمترو الأنفاق! * في يومين فقط تقدم48 صحفيا بأوراقهم للشوري للترشح لرئاسة تحرير الصحف القومية.. أكيد بعد أسبوع عددهم سيزيد علي عدد قراء هذه الصحف! * بعد محاولة ابتلاع الصحف حاليا من خارج الجماعة الصحفية, أعداد المرشحين لرئاسة التحرير ترتفع باستمرار, تري بعد فشلهم في الحصول علي بركة المنصب, هل يؤسسون أحزابا سياسية أيضا! * حين أري مانشيتات الصحف في مصر الآن.. أشعر أن الثورة قامت في بلد غير البلد, وبشعب غير الشعب, حيث تكتب الصحف كلمات ليست كالكلمات علي رأي الأخت مازدا الرومي! من واقع ما قرأته في الصحف المصرية علي مدي الأسابيع الماضية, أدركت أن العمل الصحفي والإعلامي في مصر, تحول إلي عمل لا يقدر علي فكه سوي الخالة نوسة ومساعدها جاميكا! * ماذا تعرض فضائيات مصر كل يوم من السابعة مساء إلي منتصف الليل؟ وهل يحدث مثله في أي بلد في العالم؟ كم مصر في مصر الآن؟ * هكذا رددت يسرا: آه يابت يا موزة.. راح أهزك هزة.. خسارة علي ثورة مصر التي لم تصل بعد إلي محطة الفن, وخسارة حين يكون كاتب النص هو نفسه بائع الخص! * ربع ساعة فقط أمام التليفزيون, ومثلها مع بعض الصحف, بعدها يمكنك معرفة سر مستنقع الشائعات, وماسورة الأكاذيب التي طفحت في المحروسة.. وكله بزعم حب مصر! * عندك مثلا الإخوة قمل الدولة في فضائيات ملك اليمين وملك اليسار, مبدعو ومخرجو هيئة الأمر بالشمروخ والنهي عن البوستر, يغنون حاليا: إشاعات إشاعات إشاعات.. بيقولوا فيه( ستات) بتخطف في العصابات! * لو قام باحث سيكولوجي جاد بقياس حال المصريين قبل وبعد التعرض لوسائل إعلام بلدنا هذه الأيام.. مؤكد سيرفع نتائج بحثه للمحكمة الجنائية الدولية. * بحسب خبراء في البيئة وعلوم النفاق, أعداد الحرباء في مصر تضاعفت منذ تسلم الرئيس السلطة قبل أيام إلي الضعفين, يا أهل الإعلام ليس مطلوبا فرعنة الريس مرسي ولا تأليهه! * رمضان علي الأبواب, كل عام وأنتم بخير.. يجب علينا جميعا عربا ومسلمين أن نقف علي مسافة واحدة من شهر رمضان الكريم.. نصوم معا.. ونفطر معا.. القذافي مات خلاص! [email protected]