كونان في الاهلي.. وسيسيه في الزمالك.. والبقية تأتي صفقات افريقية ليست رخيصة أو مجانية في القطبين الاهلي والزمالك ولكنها باهظة الثمن يتكبد خلالها الناديان ملايين الجنيهات في وضع اقتصادي صعب تعيشه البلاد ويعاني منه عالم الكرة. الاهلي والزمالك أصبحا بطلين لقضية خطيرة يستحقان معها الحساب بعد ان تحولا من ناديين يمارسان اقتصاديات كرة القدم لآلة تتكبد الملايين بدلا من حصدها في عالم الصفقات الافريقية.. في الماضي كان الناديان يكتشفان المواهب في القارة السمراء ويستفيدان فنيا وكذلك ماليا عند بيعهم لأندية أوروبية وخاصة في حقبة التسعينيات ولا أحد ينسي المكاسب الضخمة في الأهلي من أحمد فيلكس الغاني أو مكاسب الزمالك من ايمانويل النيجيري وكوليبالي المالي ولكن الوضع الان اختلف في الناديين وتفوقت عليهما أندية الاقاليم التي باتت هي من تكتشف الافارقة وتأتي بهم بأرقام مالية ضعيفة ثم تستغني عنهم للأهلي والزمالك أو لخارج مصر بأرقام مالية ضخمة. الاهلي دائما ما يردد انه يملك اكبر ادارة تعاقدات وتسويق في مصر ولكنها ادارة تحصل علي الرواتب الشهرية فقط ولم تأت يوما بموهبة شابة من أدغال افريقيا مثلما حدث عندما أتي طارق سليم في التسعينيات بأحمد فيلكس ليقود هجوم الاهلي مقابل50 ألف جنيه ثم يبيعه النادي ب4 ملايين جنيه. أفوام الاول.. وأوسو الثاني الاهلي فجر ملف القضية عندما تولي حسام البدري منصب المدير الفني للفريق الكروي الاول خلفا للبرتغالي مانويل جوزيه منذ أسابيع قليلة وكان أول مطالبه هو استقدام الغاني صامويل أفوام هداف فريق سموحة السكندري.. بالفعل تفاوضت ادارة الاهلي مع مسئولي سموحة لحسم الصفقة مقابل7 ملايين جنيه بالتقسيط وهو رقم ضخم للغاية لا يتناسب مع وضع اللاعب الذي أتي إلي سموحة مجانا وبعد فترة اختبار في عهد محسن صالح في صيف عام2010.. وطلب سموحة في المقابل2 مليون يورو أي ما يعادل16 مليون جنيه جري تخفيضها إلي12 مليونا ولكن لم يكن الاهلي في ظل الازمة المالية الطاحنة التي يعيشها حاليا يملك حسم الصفقة لصالحه.. وبعد خروج صامويل أفوام من الحسابات لم يحاول حسام البدري اللجوء إلي نظام الكشافة واستقدام مواهب صغيرة بل ذهب ايضا إلي سوق الافارقة في مصر ليقدم عرضا إلي إدارة مصر المقاصة للحصول علي خدمات مهاجمه الايفواري الصاعد أوسو كونان الذي نافس علي لقب هداف الدوري الممتاز في الموسم الماضي قبل الغاء الموسم ووصلت تكلفة الصفقة لحسمها لصالح الأهلي إلي6 ملايين جنيه تتوزع في عائد مالي مباشر يناله المقاصة بخلاف لاعبين سيحصل علي خدماتهما في الموسم المقبل بدون رسوم من تشكيلة الاهلي.. مالي لا وبوركيني نعم أولي صفقات نادي الزمالك في صيف عام2012 بطلها البوركيني عبد الله سيسيه هداف المصري البورسعيدي في الموسمين الماضيين والذي وقع لثلاثة مواسم لصالح النادي الجيزاوي.. ويظهر سيسيه في ميت عقبة وهو علي مشارف العقد الثالث من العمر وفي نفس الوقت ينال راتبا سنويا سيفوق ما يناله عدد كبير من اللاعبين بتقاضيه500 ألف دولار أي ما يعادل3 ملايين جنيه في الموسم. ولم يكن عبد الله سيسيه ينال أكثر من مليون وربع المليون جنيه سنويا في المصري قبل انتقاله للزمالك.. والغريب ان الزمالك ضمه بعد الاستغناء المجاني عن لاعب اخر هللوا له عندما ضموه في الموسم الماضي وقالوا انه الكشاف.. وهو كريم الحسن قلب الدفاع والذي تخصص في الجلوس علي دكة البدلاء. والطريف ان الزمالك كان في طريقه لضم لاعب إفريقي آخر من المصري البورسعيدي هو الياسو قلب الدفاع وعرضوا مليوني جنيه سنويا ولكنه رفض وطلب زيادة المقابل المالي السنوي إلي3 ملايين جنيه لتنهار الصفقة ويرفض اللاعب الانتقال إلي الزمالك بعد تجاهل مطالبه بالمساواة مع زميله البوركيني عبد الله سيسيه. حكاية البدري ليس غريبا أن يتخصص الأهلي في عهد حسام البدري في البحث عن أفارقة ممن يلعبون في مصر وما ترتب عليه من سداد أرقام مالية ضخمة في ظل فشل البدري في ولايته الأولي بين عامي2010,2009 في اكتشاف مواهب من خارج مصر.. ففي الفترة التي قاد فيها البدري تدريب الأهلي تم التعاقد مع صفقات مضروبة مثل فرانسيس دورفوركي المهاجم الليبيري الجنسية الذي وقع دون الخضوع لاختبارات فنية بداعي انه لاعب كبير وقدمه البدري علي انه هداف منتخب ليبيريا بالاضافة إلي خوض فترات احتراف ناجحة في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وكذلك الجزائري أمير سعيود لاعب الوسط المهاجم من أكاديمية الفتي العربي.. ووقع الأهلي في صيف عام2009 أيضا المغربي عبد السلام بن جلون ولكن تم إلغاء الصفقة دون تفعيلها للخلافات المالية.. وبالاضافة إلي الثلاثي فرانسيس وسعيود وبن جلون استقدم البدري للأهلي في صيف عام2010 لاعبا عربيا هو اللبناني محمد غدار رأس الحربة.. وفشل الرباعي مع الفريق و منهم من تم فسخ عقده مثل جلون وفرانسيس وغدار بينما جرت اعارة سعيود3 مرات لأندية كويتية وجزائرية ومصرية في3 أعوام فقط وللبدري تجربة درامية في ولايته الأولي حاول تبرئة نفسه منها عقب استقالته أواخر عام2010 عندما أكد انه لم يكن موجودا في مصر عندما أحضر أحد الوكلاء المهاجم الكاميروني أوتوبونج للاختبار في الأهلي ولم يقنع جهازه المعاون ليفاجأ الجميع بأتوبونج يصول ويجول مع الاتحاد السكندري في موسم2011/2010 وينافس علي لقب الهداف بل ويدر علي خزينة النادي السكندري850 ألف دولار في صيف عام2011 دفعها الهلال السوداني للحصول علي خدماته بعد منافسة شرسة مع الأهلي الذي قدم700 ألف دولار لضمه بناء علي طلب مانويل جوزيه في العام الماضي وتعرض البدري لانتقادات لاذعة بسبب الاخفاق في تقييم قدرات وامكانيات أوتوبونج جيدا وحرمان الأهلي من إبرام صفقة سوبر مع لاعب أفريقي بدون مقابل. سياسات فاشلة سياسة التفاوض في القطبين الاهلي والزمالك في الاعوام الأخيرة كانت تمنح الاولوية في استقدام لاعبين أفارقة ممن يتألقون في الملاعب المصرية ويقدمون عروضا مالية ضخمة بدلا من الذهاب الي القارة السمراء ومحاولة اكتشاف لاعبين أفارقة برخص التراب.. واذا لم يتوافر هذا النوع من التعاقدات يلجأون الي الاندية التي يلتقونها في البطولات القارية وتحديدا دوري أبطال أفريقيا ويبرمون تعاقدات بأرقام مالية ضخمة وسيطر هذا النوع علي سياسة الناديين في الألفية الثالثة بصورة لافتة للانظار.. فالاهلي علي سبيل المثال حاول لعامين كاملين ضم النيجيري جون أوتاكا هداف الاسماعيلي مقابل مليون دولار بين عامي200.2000 ورفض الاسماعيلي ليلقي بشباكه علي فريق بتروأتليتكو الانجولي الذي هزم الاهلي باربعة اهداف لهدفين في القاهرة وضم منه3 لاعبين بدأوا بالثنائي جيلبرتو سيبستاو وافلينولوبيز في يناير2002 مقابل مليون و150 ألف دولار ثم فلافيو أمادو في صيف عام2005 والطريف ان كلا من جيلبرتو وافلينو رحلا عن الاهلي مجانا.. بينما حقق مكسبا ماليا من صفقة بيع فلافيو أمادو إلي الشباب السعودي في صيف عام2009.. كما التقي الاهلي نظيره الصفاقسي التونسي في الصدام الشهير بينهما في نهائي دوري أبطال أفريقيا عام2006 وبعدها استقدم التونسي أنيس بوجلبان لاعب الوسط المدافع وهو علي مشارف العقد الثالث ليلعب عامين كبد فيهما خزينة النادي أكثر من2 مليون جنيه ثم رحل.. وأما الزمالك فلم يختلف الحال بالنسبة له في تلك السنوات ولجأ إلي نفس سياسة التعاقدات في ادارة ملف اللاعبين الاجانب وأخر اسم في هذه القضية هو الكاميروني اليكسس موندومو لاعب الوسط المدافع الوافد إلي الزمالك في يناير الماضي مقابل500 ألف دولار قادما من الافريقي التونسي في صفقة تمت بعد أن شاهد الزمالك اللاعب الكاميروني يتألق برفقة الافريقي في مباراتين مع الزمالك في دور ال32 لدوري أبطال أفريقيا عام2011 وأصبح اليكسس موندومو مطلبا زملكاويا حاولوا التعاقد معه في صيف العام الماضي وفشلت المفاوضات لارتباط الإفريقي بمنافسات الكونفيدرالية ثم نجحوا في إبرام الصفقة عندما رفض اللاعب الكاميروني تمديد عقده في الافريقي.. وضم الزمالك أيضا لاعبا تونسيا إلي صفوفه بعد أن تألق أمام غريمه التقليدي الاهلي وهو المدافع وسام العابدي من الصفاقسي التونسي في يناير عام2007.. ولعب للزمالك عامين كاملين لم يحقق فيهما النجاح بالتزامن مع تجربة مواطنه أنيس بوجلبان في الاهلي خلال نفس الفترة.. حتي تركه الزمالك الي الترجي التونسي في أواخر عام2008 مثلما ترك الاهلي بوجلبان في نفس التوقيت... ولطالما خاض الاهلي والزمالك منافسة شرسة علي لاعبين أفارقة محترفين في مصر وتسببا في إشعال بورصة الانتقالات مثلما يحدث تماما مع اللاعبين المحليين.. وشهد صيف عام2011 تنافسا بين الناديين علي الغاني كوابينا يارو مهاجم الانتاج الحربي ولم يوفقا في الحصول علي خدمات اللاعب ودخلا في صراع شرس لاستخدام الكاميروني أوتوبونج هداف الاتحاد السكندري قبل نهاية موسم2011/2010 وعرض الاهلي700 ألف دولار مقابل600 ألف دولار للزمالك حتي رحل اللاعب الي صفوف الهلال السوداني..وتنافس الناديان مؤخرا علي لاعب أفريقي ولكنه محترف في الدوري السوداني وهو الزيمبابوي ادوارد وسادومبا هداف الهلال السوداني ولكنهما فشلا في استقدامه..والطريف ان الاهلي والزمالك حاولا ضم سادومبا في يناير2009 خلال فترة الانتقالات الشتوية بعد أن تألق سادومبا بقميص فريق ديناموز ضد الاهلي والزمالك في دور المجموعات بدوري أبطال افريقيا نسخة عام2008. فضيحة أكوتي بعد فضية الغاني اكوتي مانساه لاعب الوسط المدافع بطلا لأكبر فضائح الظاهرة في القطبين وتحديدا الاهلي الذي لم يجد مسئولوه من يحاسبهم في الجمعية العمومية قبل جهات التحقيق علي إهدار المال العام في صفقة اللاعب.. لم يكن اكوتي مانساه اكثر من لاعب وسط مدافع مغمور يرتدي قميص المصري البورسعيدي, في عامي2005,2004 حتي طلبه البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للاهلي في صيف2005 وألقي الزمالك بكل ثقله من أجل ضمه ليدور صراع شرس للحصول علي خدمات اللاعب وحسمه الاهلي لصالحه بعد أن دفع مليون دولار لادارة المصري أي مايعادل5 ملايين و500ألف جنيه في ذلك التوقيت لإتمام الصفقة..بخلاف حصة اللاعب والتي وصلت الي مليونين و500ألف جنيه.,.وأبرم عقدا للاعب ل4مواسم..لم يقض منها اكوتي سوي موسم ونصف الموسم حيث اصيب اللاعب في بداية رحلته مع الاهلي بقطع في الرباط الصليبي غاب معه عن موسم2006/2005 ولكنه عاود الظهور في الموسم التالي ولكن عبر دكة البدلاء والمشاركة في فترات محدودة حتي فجر جوزيه قنبلة الاستغناء عن خدمات اللاعب بدون مقابل ونال أكوتي الاستغناء الخاص به رسميا في يناير2007.. ويخسر الاهلي رسميا8 ملايين جنيه والطريف ان اللاعب عرض نفسه علي الزمالك ورفضه الفرنسي هنري ميشيل المدير الفني وقتها بداعي ان اكوتي أختار اللعب للاهلي في صيف عام2005.. ليعود اكوتي الي المصري مرة أخري ويتألق بصفوفه في موسمين متتاليين ليطلبه هذه المرة الزمالك في صيف عام2010 ولكن اللاعب الغاني طلب عقدا خياليا يصل الي700 ألف دولار سنويا ولم يزد الزمالك علي500 ألف دولار لتفسد الصفقة. نكسة أبو كونيه أكبر خسارة مالية عرفها نادي الزمالك في الاعوام الثلاثة الاخيرة كان بطلها الايفواري ابو كونيه مهاجم فريق طلائع الجيش في الوقت الحالي..أبو كونيه لعب في بداية وجوده بالملاعب المصرية مع الانتاج الحربي وتألق بشدة مع الاخير وساهم في صعوده الي الدوري الممتاز في صيف2009 وبرز في أول مواسم الانتاج في عالم الاضواء2010/2009 ليصبح وهو في الثامنة والعشرين من العمر مطلوبا بشدة في الزمالك من جانب حسام حسن المدير الفني في ذلك الوقت وتكبد الزمالك500 ألف دولار أي مايوازي3 ملايين جنيه لاستقدام اللاعب الي صفوفه اعتبارا من موسم2011/2010 بخلاف ماحصل عليه أبو كونيه في هذا الموسم.. ولم يقدم اللاعب الايفواري المنتظر منه وجلس علي دكة البدلاء فترات طويلة ليتم الاستغناء عن خدماته لمصلحة طلائع الجيش مقابل100 ألف دولار في صيف عام2011 بخسارة تصل الي400 ألف دولار..وتسببت هذه الصفقة في إحداث أزمة صخمة لمجلس الادارة المعين برئاسة المستشار جلال ابراهيم واتهامه بعدم اجادة ادارة ملف تسويق اللاعبين المستغني عن خدماتهم وتكبد النادي لخسائر مالية ضخمة..