بعد ان اقتربت ساعات الحسم في انتخابات رئاسة الجمهورية وتبقت ساعات قليلة علي تحديد الرئيس القادم رسميا طرح الأهرام المسائي سؤالا واحدا علي رموز الفن, والفكر والابداع هو: ماذا تريد من الرئيس الجديد. وتركزت الاجابات علي تنوعها علي مطلب اساسي هو تحرير الفكر والابداع من كل القيود. قال الموسيقار حلمي بكر إن حرية الإبداع بتهيئة الجو العام لكي يبدع الفنان في جميع المجالات سواء في الغناء أو السينما أو الكتابة, كما أن أجهزة الإعلام تعمل علي مساعدة الإبداع والمبدع في جميع المجالات وليس كموظفين, وايجاد مجال ومكان للإبداع أهم فلا تنجح ثورة إلا اذا كانت مدعمة بالفن لذلك لابد من إطلاق سراح هذه الفنون جميعا, وأخيرا لابد للفن والإبداع أن يري الحرية ونورها وايجاد جو عام لهؤلاء المبدعين. وأكد عزت العلايلي ضرورة اهتمام الرئيس المقبل بحرية الإبداع وألا يفرض قيودا عليها, لأن ذلك كان أول مطلب للثورة مشددا علي ضرورة احترام حرية الانتماء لأي تيار سياسي أو فكري وألا يكون هناك حظر علي أي تيار سياسي أو أيديولوجي. وطالب الرئيس المقبل بالاهتمام بتمويل النشاطات الفنية والثقافية سواء سينما أو تليفزيونا وألا يأتي دائما الحد من النفقات علي حساب الفن لأن من يريد أن يصنع شعبا عليه الاهتمام بالثقافة والفنون, معتبرا أن انتشار ظاهرة البلطجة في الآونة الأخيرة سببها احلال ثقافة المجتمع. وتقول نيللي كريم لابد لرئيس مصر القادم أن يكون مؤمنا بالحرية والديمقراطية قولا وفعلا, وأن يتعامل مع المثقف والفنانين كشخصية مستنيرة لها دور قيادي وحر في تحريك الرأي العام, وألا يصادر علي الآراء والأفكار والكتابات والفن بصفة عامة مهما اختلفت سياسته. وأضافت أن حرية الفكر واحترام الرأي الآخر من أهم قواعد إرساء الديمقراطية لشعب عاش سنوات طويلة محروم من التعبير عن رأيه, لأن حرية الرأي تتيح حرية الاختيار مبنيا علي حرية الرأي يكون الاختيار, وعندما يكون الاختيار الي حد كبير أقرب للصواب وبناء النهضة الحديثة التي يحلم بها كل مثقف ذاق طعم الاختناق في الزمن البائد. وقالت الفنانة لقاء سويدان: أولي طلباتي من الرئيس القادم أن يحقق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية, وهي مطالب أي شعب يطلب الحق في الحياة, وأطالب الرئيس أن يحمي كرامة المصريين وأن يكون لديه حل لمشكلات التعليم والصحة وهما الأساس لحماية حياة أي إنسان, والنهوض بمصر وأن يضع في اعتباره حرية الفن والاهتمام به وإعادة الريادة لمصر مرة أخري من حيث تطوير صناعة السينما ودعم الدراما التليفزيونية والحفاظ علي حقوق المؤلفين والملحنين والمطربين والحد من القرصنة سواء في الكاسيت أو السينما وذلك من خلال وضع نظام أمني محترم يحمي الفن في مصر. ويقول شريف منير إن الرئيس المقبل إيا كان اسمه أو انتماؤه السياسي أتمني أن يحقق لمصر الاستقرار والأمام الذي يستحق شعبها ويؤكد مدنية الدولة بحقوق المواطن حتي يطمئن كل فرد يعيش في هذا الوطن, أما بالنسبة لحرية الإبداع فهي مطلب لكل فنان ولا ترتقي أمه إلا بارتقاء ثقافتها وفنها, ويجب أن يكون مزيد من الحريات الفنية ولا يحدث تجمع للمبدعين. أما مسعد فوده نقيب المهن السينمائية فيقول تعرض الفن والفنانين لهجمات شرسه واتهامات عديدة منها ازدراء الأديان وهذا ما رفضناه وسنرفضه دائما وايا كان الرئيس المقبل سواء كان ينتمي للنظام السابق أو لأي تيار سياسي عليه أن يحقق مطالب الثورة العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية فلم يعد يستطيع أي نظام أن يمارس قمعا للحريات مرة أخري, وأتمني أن يحصل المبدعون علي حقهم في التمثيل الجيد والمشرف في اللجنة التأسيسية للدستور لأن الفنيين والمثقفين هم عقل ووجدان الوطن وعلينا أن نشارك في بنائه, أما المخرج داود عبدالسيد يقول المبدع دائما كان في حرب للحصول علي حريته وستظل هذه الحرب دائمة ولم تستطع الأنظمة المستبده أن تلحج الإبداع ولا نريد من الرئيس المقبل إلا دولة القانون التي تحترم حقوق وحريات كل فرد فيها ويقول الدكتور سيد خطاب رئيس المصنفات الفنية يؤكد أن مصر لها تاريخ عظيم ومشرف وما يحدث الآن من تقارب الأرقام والنسب بين المرشحين هو عرس ديمقراطي ولأول مرة لا نعرف من هو الرئيس المقبل. وأيا من كان وكانت انتماءاته عليه أن يكون رئيسا لكل المصريين الذين أعطوه صوتهم والذين لم يعطوه وان يقبل الاختلاف في الرأي يحقق قواعد الديمقراطية والدولة المدنية. وبالنسبة لحرية الإبداع أعتقد أن الدستور يجب أن يضم حرية الثقافة والفن والإبداع وينظم علاقتها بالمؤسسات كما كانت في الدساتير السابقة وعلي الرئيس أيضا أن يهتم بالثقافة والفن كالدول الديمقراطية التي تحترم الفنانين والمبدع المصري هو من كتب لنا حضارة7 آلاف عام علي الجدران. وقالت الفنانة سلوي خطاب ان الفن المصري لن يتغير ولا يوجد شئ يسمي بتقييد الابداع ويجب علي الرئيس القادم ان يحاول اصلاح الدراما والسينما وجعلهما يتناسبان مع ما يجري في العالم العربي بأكمله ولكن لا يقيد حريتهم لان هنا سيعتصم كل الفنانين لان الفن رسالة يجب الحفاظ عليها وتوصيلها جيدا للجمهور كما يجب ايضا تمويل صناعة السينما المصرية لانها مهددة بالانقراض في ظل تمويل الدراما باضخم انتاج ودخول كل نجوم السينما للتلفزيون كما يجب ان يكون سقف الحرية عاليا والرقابة تكون في الضرورة القصوي ولكن لا يحتمل وجودها دون اهمية او سبب لان الفن الذي تتدخل فيه الرقابة سيقيد ولن يوجد به ابداع. واضافت الناقدة والمؤلفة ماجدة موريس ان الرقابة مرفوضة تماما خاصة علي الفن والابداع لان مصر ظلت لفترات طويلة تبحث عن الديمقراطية السياسية لكن الفن كان اكثر ديمقراطية وهو احد اوجه المعارضة الحقيقية مع السياسيين وهي معارضة غير مباشرة بحكم طبيعة الفن ووظيفته. واوضحت ان اعمال المخرج الراحل يوسف شاهين مثل فيلم هي فوضي قدم فساد الامن وجهاز الشرطة, الذي لم يقدم من قبل في تاريخ السينما المصرية وبالتالي هل الرؤساء يريدون ان يصنعوا قيودا علي الفن حتي يمنعوا المخرجين والمؤلفين ان يهاجموا اي فساد ؟ وهذا السؤال يجب الاجابة عليه من الرئيس القادم لان الفن يهاجم كل الاوضاع الفاسدة وبالتالي البلد لن تنهي الاوضاع الفاسدة في حال وجود الرقابة, ولذلك يجب علي كل العاملين في الثقافة والفن ان يتحدوا كجبهة واحدة ضد اي رقابة تفرض علي حريتهم الابداعية في الكتابة والشعر والتأليف والسينما والمسرح والتلفزيون ايضا علي حجب الرأي في برامج التوك شو مضيفة ان الذين يفرضون الرقابة معللين ذلك ان الاعمال التي تعرض تهم فئة محددة من المشاهدين وتخدش حياء الصغار فهذا خطأ واذا فرض الرئيس القادم الرقابة علي الإبداع فعليه ان يعرف مقدما ان هذه الرقابة لن تجدي.