كان للمرأة السكندرية دور مهم عبر العصور التاريخية في مجالات عديدة, حيث أوضحت الدكتورة بهية شاهين الأستاذة بقسم الآثار بكلية الآداب جامعة الإسكندرية أن الملكة ارسيفوي الثانية تعتبر أشهر وأقوي امرأة في عام280 ق.م حيث اطلق اسمها علي مقاطعة بالفيوم تخليدا لها, حيث كانت الموجهة الحقيقية لسياسة زوجها. وكان عهد الملكة كليوباترا الاولي عام190 ق.م مملوءا بمؤامرات القصور المعروفة, كما كانت هي الوصية علي ابنها الملك, وأيضا كان لها دور مهم في القضاء علي ملامح الضعف داخل البلاد بعد موت زوجها الملك واستطاعت إدارة البلاد كوصية علي ابنها الملك الصغير حتي يتسلم الحكم. وثم جاءت كليوباترا السابعة في الحقبة ما بين51 إلي30 ق.م وكانت أشهر الملكات السكندريات علي الإطلاق, حيث اقتحمت معترك السياسة العالمية, فخرجت لتواجه روما أقوي دولة في العالم القديم, وبالفعل استطاعت ان تمتلك القائد الروماني قيصر, حينما حاول غزو الإسكندرية ومن ثم دعاها لزيارة روما كملكة رغم كراهية الرومان لها, وبذلك أصبحت من خلال نفوذها الملكي ان تجعل من نفسها إمبراطورة العالم القديم بأسره وتوالت اعمالها التي سجلها التاريخ كأسطورة في كتب التاريخ. ولم يقتصر دور المرأة السكندرية علي هذا الحد بل كان لها وجود في الدوائر العلمية حيث كانت الفيلسوفة هيباتيا من أشهر فلاسفة عصرها, وكانت تستقبل طلاب العلم من كل أنحاء العالم نظرا لشهرتها العلمية العظيمة. كما شاركت النساء في الدفاع عن الثغر وذلك في العصر الحديث عندما هاجمت القوات البريطانية في يوليو1882 مصر لاحتلالها, حيث ذكر ذلك الشيخ محمد عبده في مذكراته قائلا كان الرجال والنساء تحت مطر الكلل ونيران المدافع ينقلون الذخائر إلي بعض بقايا الطوبجية الذين كانوا يضربونها وكانوا يغنون بلعن الامير سيمور ومن أرسله. كذلك لعبت المرأة في ثورة1919 دورا مهما في التعبير عن تأييدهن للثورة حيث كانت أول مظاهرة نسائية كبيرة يوم أحد16 مارس1919 ووصل عدد المشاركات فيها300 سيدة, وفي عام1923 تم تأسيس الاتحاد النسائي في ذكري اول مظاهرة نسائية في ثورة19. ومن ناحية أخري واصلت الحركة النسائية محاولاتها طوال حقبة الاربعينيات لاستخلاص الحقوق السياسية للمرأة وبصدور دستور1956 وقانون مباشرة الحقوق السياسية تبدأ صفحة جديدة في مسيرة المرأة المصرية وإعطائها للمرة الأولي حق المشاركة في الانتخابات ترشيحا وانتخابا. توالي ظهور المرأة في المجتمع في كل المجالات وكان من أهم الامتيازات التي نالتها المرأة صدور قرار جمهوري في فبراير عام2000 بإنشاء المجلس القومي للمرأة, والذي تنتشر فروعه في كل أنحاء البلاد للنهوض بالمرأة المصرية. وفي الوقت الحاضر نجد أن هناك نخبة من سيدات الثغر لمعن في سماء مصر بشتي المجالات, فنجد الدكتورة هند حنفي خير مثال علي ذلك, فهي أول سيدة تتولي منصب رئاسة جامعة مصرية حكومية, وهي رئاسة جامعة الإسكندرية بقرار جمهوري لتولي ذلك المنصب في العام الماضي. ونجد المهندسة نادية عبده أول سيدة ترأس مرفق حكومي بتوليتها منصب رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالإسكندرية والعضو المنتدب لها. ونري أيضا بطلة مصر في رفع الاثقال نهلة رمضان التي مثلت مصر في العديد من المحافل الدولية والمحلية, وفازت بالعديد من الميداليات الذهبية, وهذا كمثال, وليس للحصر عن سيدات وفتيات سكندريات نجحن وتولين مناصب عليا ولمعن في مجالات عدة سواء إدارة أو سياسة أو فن وحتي الرياضة.