جولة الاعادة علي الأقل بمجموع اصواته واصوات موسي واصوات العديد من الاقباط الذين صوتوا لحمدين صباحي, ناهيك عن الكتلة الكبيرة التي لم تنزل اما لمعرفة بعضها المسبقة بحتمية جولة الاعادة أوشك البعض الآخر في جدوي نزولهم قياسا علي انتخابات مجلس الشعب, وهي كتلة كبيرة تصب جميعها في خانته, وعليه فان استراتيجية شفيق تبدو بسيطة في معطياتها, وهي فشل استراتيجية خصومه الانتخابيين تنبأت في مقالي السابقين اقتصاد الثورة وموعد مع الرئيس بصعود مرسي وشفيق إلي جولة الاعادة, بل افرطت بالتنبؤ وقلت ان شفيق هو المرشح الاقرب للرئاسة, وقلت نصا في المقال الأول أن الشعب المصري ببساطته المركبة لن يأتي بمبتدئ إسلاميا كان او ليبراليا أو يساريا إلي سدة الحكم, بل سيصوت في اغلبه لرجال الدولة ولو انتموا للعهد البائد شكلا أو موضوعا, كما قلت نصا في المقال الثاني وفرصة شفيق هي الأكبر حسمها أو حسم جولة الاعادة في موعد مع الرئاسة لدولة مدنية وهو ليس تنبوءا بقدر ماهو فهم لطبيعة الشعب المصري وقراءة للواقع السياسي الاجتماعي قبل وبعد الثورة الذي افرز هذا المشهد الاستقطابي الذي نعيشه الآن, والذي رسخته انتخابات الجولة الأولي بشد قطبي الواقع الاجتماعي الشعبي من طرفيهما بين مؤيد للدولة الدينية ومؤيد للدولة المدنية وبينهما مجال متعدد الاطياف يفسره كل علي هواه, فمنهم من يفسره علي انه الكتلة الثورية, ومنهم من يضمه علي الإسلاميين تمحكا في الثورة, ومنهم من يضمه علي المدنيين لتهويل الفارق بين انصار المدنية وانصار التأسلم, والحقيقة والنبوءة ايضا انه مجال متعدد الأطياف ولا يزال, لكن استقطابه سوف يميل به في النهاية لترجيح الكفة المدنية.والاخوان وقد جيشوا وحشدوا كل طاقاتهم من أجل حسم الموقعة في جولتها الأولي ليسوا من الغباء بحيث انهم لم يدركوا هذا, لقد ادركوا خسارتهم المتوقعة, ولذلك فهم اكثر حدة في الهجوم, ويتبنون استراتيجية متعددة المسارات, منها ربط شفيق بمبارك, ومنها الترويج لشفيق علي أنه اعادة لانتاج النظام السابق, ومنها محاولة استقطاب من يسمون انفسهم بالقوي الوطنية أو الثورية, ومنها استخدام سيل من البلاغات ضد شفيق, ومنها ايضا الترويج لقانون العزل, واضعفها هو التهديد المبطن بالعنف في حالة فوز شفيق, وهو يتسلل في هدوء عبر مواقعهم غير المدموغة علي الوسائط الاجتماعية, يساعدهم في هذا نخب انتهازية ادركت ان موسم بهائها الثوري الزائف في اقول مستمر, وهم يروجون بالمجال الطيفي بين القطبي علي انه ملكية ثورية, يريدون ان يزايدوا بها قبل حلول موعد انتخابات الاعادة في محاولة لتمرير وثائق اذعان تجعل من الرئيس المقبل مطية لهم ولشبقهم السلطوي المغلف بقميص الثورة, في انقضاض واضح مسعور علي ارادة الشعب ووثيقته الوحيدة وهي الدستور المنتظر وهم يوظفون كل طاقاتهم الإعلامية للترويج للمقاطعة التي تصب في مصلحة الاخوان ويفاوضونهم علي تلك الوثائق المريبة أولا كطرف اضعف ويلوحون بها لشفيق عن بعد وكأنهم يملكون كنوز سليمان, في محاولة لفرض واقع توراتي النزعة والعنوان العهد ناسين انهم ليسوا آلهة ولا الرئيس المقبل بنبي, وهم يدركون تمام الادراك انها فرصتهم الأخيرة في البقاء تحت الضوء السياسي بعد ادائهم الهزيل الانتهازي المتكالب الذي انكشف امام جموع الشعب وتعري وسقطت كل اقنعته, وهم لم ينسوا بطبيعة الحال الدعوة إلي مليونية عزل تضغط علي شفيق الذي يبدو القطب الأقوي في المعادلة, وهو من جانبه يبدو أكثر هدوءا وأكثر ثقة وأكثر نعومة في خطابه وهو يدرك أنه مبدئيا قد ضمن نصف اصوات جولة الاعادة علي الأقل بمجموع اصواته واصوات موسي واصوات العديد من الاقباط الذين صوتوا لحمدين صباحي, ناهيك عن الكتلة الكبيرة التي لم تنزل اما لمعرفة بعضها المسبقة بحتمية جولة الاعادة أوشك البعض الآخر في جدوي نزولهم قياسا علي انتخابات مجلس الشعب, وهي كتلة كبيرة تصب جميعها في خانته, وعليه فان استراتيجية شفيق تبدو بسيطة في معطياتها, وهي فشل استراتيجية خصومه الانتخابيين, وفيهم الإسلاميون وفيهم ايضا الواهمون الذين لايدركون او ربما يدركون حجمهم الحقيقي الذي سوف ينكشف نهائيا بخروج ملايين المصريين للتصويت في جولة الاعادة بنسبة اظنها سوف تتجاوز نسبة تصويت الجولة الأولي ليخرسوا معها إلي الابد, وان غدا لناظره قريب, والله اعلم.