تحدث الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن المذهب الشيعي فقال إنه لن يسمح بنشره بين المسلمين السنة, وقال إنه يتابع أنشطة التشيع' فهو لا يريد أن يتحول الأمر ل'مصيدة' للشباب السني للتحول للمذهب الشيعي وتتحول بعدها إلي بؤرة. ثم مركز شيعي يعقبه قتال'. آراء الدكتور الطيب في موضوع التشيع مركبة بطريقة تنسجم مع مكانة الرجل ومكانة المؤسسة التي يقف علي رأسها, وليست من نوع الأفكار البسيطة الشعبوية الرائجة في هذه الأيام. قال فضيلة الدكتور الطيب إنه سيواصل جهود التقريب بين المذاهب, ليس لتوحيدها أو لإقناع أحد بوجهة نظر أخري, وإنما لإزالة اللبس وسوء الفهم, وقال أيضا إنه لا يمانع في أن يدرس طلاب من الشيعة العلوم الدينية في الأزهر لإتاحة الفرصة لهم للتعرف علي الإسلام السني. مزيج تقريب المذاهب والدراسة العلمية ومقاومة التشيع يعكس التركيب الذي عليه أفكار فضيلة شيخ الأزهر تجاه التشيع وتجاه الانقسام المتزايد الحدة بين الشيعة والسنة في الشرق الأوسط. التعليقات التي وردت علي شبكة الإنترنت تعقيبا علي كلام فضيلة شيخ الأزهر تشير إلي رضاء الكثيرين عنه بالإضافة إلي بعض المعترضين علي موقفه من مقاومة التشيع, إما لأنهم يعتبرون الدين مسألة شخصية لا يحق للأزهر بسلطاته التدخل فيها, أو لأنهم هم أنفسهم من الشيعة الذين يريدون التمتع بكل الحرية في الدعوة لمذهبهم بدعوي حقوق الإنسان أو مقارعة الحجة بالحجة. أما ما اشترك كل هؤلاء فيه فهو العجز عن إدراك الطبيعة المركبة لأفكار فضيلة الدكتور الطيب وادعاؤهم وجود تناقض في أفكاره المركبة متعددة الأبعاد. لا يمكن لعاقل مبصر سوي أن يري عجز مجتمعاتنا الإسلامية والعربية عن التعامل مع التنوع الديني والقومي والمذهبي, ففي كل مكان تعددت فيه الطوائف والملل نشب الصراع والتوتر الذي قد يكون أحيانا متقطعا وتحت السيطرة كما هو الحال بين المسلمين والأقباط في مصر, أو ملتهبا ودمويا كما هو الحال في العراق ولبنان والسودان. في ظروف كهذه, وحتي تستطيع مجتمعات المسلمين والعرب تحويل التعدد إلي نعمة وليس نقمة, فإن منع المزيد من التعدد يصبح واجبا وطنيا وقوميا ودينيا, لأن حفظ مصالح العباد والبلاد مقدم علي ما عداه من المقاصد. أما الحديث عن حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والرأي وكل هذه الحقوق النبيلة فهو حديث في غير محله, لأن تطبيقها في مجتمعات غير مهيأة لها يمكن له أن يأتي بنتائج عكسية.