حرمان حقيقي يعيشه أكثر من70 الف نسمة من أهالي قرية الزاوية بأسيوط حيث لم يكتف مسئولو اسيوط بالطبيعة الجغرافية الجبلية القاسية التي احاطت بقرية الزاوية التابعة لمركز اسيوط. والتي يطلق عليها اسم زاوية العباد من حيث ملاصقتها للطريق الغربي اسيوط/الغنايم علي بعد14 كيلو مترا من مركز المحافظة باسيوط وكذلك محاذاتها لمنطقة جغرافية ذات طبيعة جبلية تشتد بها الحرارة في موسم الصيف بشكل يعجز الأهالي عن وصفه حيث لم يرحم المسئولون معاناة الأهالي واضافوا لمعاناتهم معاناة جديدة تتمثل في الحرمان من الخدمات, فالأهالي يفتقرون لكوب ماء نظيف, وكذلك صرف صحي ومركز شباب يفرغ به الشباب طاقاتهم مما دفعهم للعب وسط المقابر والاغرب من ذلك حالة التجاهل التي تعيشها القرية وكأنها سقطت من حسابات المسئولين حيث لم يخطو القرية اي مسئول منذ احداث السيول في عام1992. ويقول حمدي سعيد حسن مزارع ان الطبيعة الجبلية لقرية الزاوية جعلتها اشد قسوة علي أهلها حيث ان درجة الحرارة مرتفعة للغاية خاصة خلال موسم الصيف لذا يلجأ الأهالي إلي المياه ليرووا عشطهم ويلطفوا بها من حرارة الجو الملتهبة ولكن مع مرور الايام اصيب الأهالي بما هو اسوأ من حرارة الجو الملتهبة حيث تفشت امراض الفشل الكلوي والالتهاب الكبدي الوبائي بين أهالي القرية وذلك بسبب سوء حالة المياه التي يشربها الأهالي خاصة ان مصدر تلك المياه عبارة عن خزان مياه جوفي لم يتم غسله منذ انشائه منذ عدة سنوات وتراكمت داخله الجراثيم والاتربة حتي ان المياه التي تصل للمنازل يميل لونها إلي الاصفرار وذات طعم غريب. وأكد جمال سيد عامر موظف ان مشكلات المياه والصرف الصحي ليس لها وصف حيث تؤرق جميع الأهالي والتي لها اضرار سلبية علي حياة الأهالي خاصة ان القرية محرومة من الصرف الصحي نهائيا واضطر الأهالي إلي حفر ابار اسفل منازلهم لتصريف المياه بها وهو ما يترتب عليه تكبد الأهالي لمبالغ ضخمة نظير قيامهم بتفريغ كسح المياه من تلك الآبار شهريا بسبب امتلائها وطفحها داخل المنزل وهو ما يؤدي إلي انتشار الحشرات الضارة التي تنقل الأمراض. ويضيف حسين عبدالله خليفة من أهالي القرية ان هناك العديد من المشكلات التي يواجهها اهالي القرية ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في ان القرية محرومة من المدارس سواء الابتدائية أو الاعدادية ومن ثم الثانوية حيث توجد المدارس بقرية السيول المجاورة لقريتنا ويطلق عليها الزاوية الجديدة حيث انشئت عقب السيول المدمرة في عام1992 وتم انشاء مجمع مدارس بها وهي تبعد عن قريتنا نحو4 كيلو مترات ونظرا للاحوال الاقتصادية السيئة يضطر الأطفال للسير علي الأقدام للذهاب للمدرسة ويعرضهم ذلك للموت بشكل يومي حيث تقع القرية علي الطريق الغربي اسيوط الغنايم وهو طريق سريع وغالبا ما شهد حوادث متعددة. وناشد المسئولين باسيوط وهيئة الابنية التعليمية الاسراع في انشاء مجمع مدارس داخل القرية لحماية ارواح اطفالنا خاصة ان هناك قرارا سابقا من المجلس المحلي قد صدر بتخصيص بعض الاراضي من املاك الدولة لانشاء تلك المدارس ولكن تم اهمالها ليسيطر عليها بعض الأهالي من القرية ويضيع حق الدولة ويستمر مسلسل الدماء علي الطريق. اما المعاناة الحقيقية التي يعيشها شباب القرية فتكمن في مركز الشباب حيث اشتكي عامر محمد محمود من شباب القرية من عدم وجود اي نشاط رياضي يفرغ طاقات الشباب وكل مايوجد بها هو عبارة عن مبني إداري لمركز الشباب علي مساحة60 م يضم حجرتين ومهدد بالازالة حيث تم ترميمه أكثر من مرة ويضطر الشباب والاطفال للذهاب إلي المقابر حيث المساحات الشاسعة لتفريغ طاقاتهم بلعب كرة القدم. ويوضح سيد حامد عبدالله من أهالي القرية ان القرية الجديدة ضمت في التخطيط الحديث لها انشاء المبني ووضع لافتة نقطة شرطة الزاوية وذلك منذ أكثر من10 سنوات وحتي الآن المبني فارغ تسكنه الاشباح والقرية التي يتجاوز تعدادها اكثر من70 الف نسمة يحكمها نظام العمدية الذي انتهي منذ امد بعيد لذا يجب علي المسئولين تشغيل نقطة الشرطة حتي يعود الأمن للقرية وللقري المجاورة لها.وفي تعقيبه قال اللواء السيد البرعي محافظ اسيوط انه سيقوم بارسال وحدة المتابعة الخاصة بالمحافظة للوقوف علي ارض الواقع وللحد من مشكلات القرية وسيتم ارسال رئيس مركز ومدينة اسيوط التابعة له القرية لبحث شكوي الأهالي ومناقشة الحلول السريعة لها. اضاف انه سيشكل لجنة من وحدة املاك الدولة لحصر الاراضي التابعة للدول بقرية الزاوية للاستفادة منها في تنفيذ بعض المشروعات الخدمية التي تحتاجها القرية. وفيما يخص مياه الشرب, أوضح انه سيخاطب مسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي لاخذ عينات ومطابقتها بالمواصفات القياسية والتأكد من سلامتها للاستخدام الادمي.