في استعراض لأهم زوجات الرؤساء بالدول العربية تأتي ليلي الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي حيث كانت تقوم بتعيين أفراد عائلتها في مناصب الدولة الحساسة. وسعت للسيطرة علي الشركات والاستحواذ غير القانوني علي بعض الممتلكات, وسيطر باقي عائلتها علي كل القطاعات المهمة في الدولة مثل الاتصالات والبنوك والتعليم, وكانت سلطاتها تفوق سلطة الوزير الأول( رئيس الوزراء) حيث كانت تقيل الوزراء, وتعين السفراء والمدراء العاملين وفي سوريا حيث أسماء الأخرس التي حرصت منذ زواجها من بشار الأسد علي إعطاء صورة حديثة وعصرية للسيدة الأولي وساعدها في ذلك كونها امرأة شابة ومتعلمة, وتتقن عدة لغات, وصاحبة مظهر أنيق, بالإضافة لأنشطتها الاجتماعية والخيرية الواسعة في البلاد, ولكن يبدو أن هناك حقائق أخري تتعلق بمدي تدخل أسماء في الحياة السياسية في سوريا, حيث تحدثت المعارضة عن قيام زوجة الرئيس السوري بتعيين أقاربها في المناصب السياسية الكبري ومنذ اندلاع الاحتجاجات السورية اختفت أسماء عن الأنظار. وبالأردن الملكة رانيا العبد الله التي سعت منذ زواجها من الملك عبدالله لأن تكون في دائرة الضوء, وتشارك في الحياة العامة, حيث تقوم بالعديد من الأنشطة المتنوعة, وترأس العديد من المؤسسات الخاصة بالمرأة والطفل, وهو ما جعلها تتمتع بشعبية كبيرة في الخارج وتغطية أعمالها الخيرية والاجتماعية, وعندما ترافق الملك عبدالله في أي زيارة رسمية تخطف الأضواء. أما الشيخة موزة سيدة قطر الأولي فتقوم بالعديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية المتنوعة, وتحضر مؤتمرات دولية عديدة, كما تستضيف الكثير من المؤتمرات علي أرض قطر, وأسست عددا من المراكز التعليمية والجمعيات الإنسانية والخيرية في مجال رعاية الأيتام, والمسنين, والمرأة والطفل, وذوي الاحتياجات الخاصة. وقد حرصت لالا سلمي زوجة عاهل المغرب الملك محمد السادس علي لعب دور السيدة الأولي بكل نشاط, وكسرت العرف الذي دأبت عليه زوجات الملوك الذين تعاقبوا علي حكم المغرب, بظهورها أمام العامة وحضورها الاستقبالات الرسمية بصحبة الملك, وإشرافها علي العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية, الأمر الذي كان يدخل في خانة الخطوط الحمراء بالنسبة لزوجات الملوك السابقين, حيث لم يكن مسموحا لهن بالظهور في المناسبات الرسمية, أو الوقوف أمام عدسات الكاميرات, وفي فلسطين أمينة عباس( أم مازن) نادرا ما تظهر علي الشاشات ووسائل الإعلام, لتعطي صورة معاكسة لسهي عرفات التي كانت كثيرة الوجود في الحياة العامة, أما أم مازن فلا ترافق زوجها في الزيارات الخارجية, كما أنها لا تشارك كثيرا في الأنشطة الاجتماعية والمؤتمرات الدولية. وفي جواتيمالا وصل الطموح السياسي لزوجة الرئيس ساندرا توريس إلي حد أنها طلبت الطلاق منه لتتمكن من الترشح للرئاسة وبررت توريس قرارها بالطلاق بأنها تريد الاقتران بالشعب, وتقدمت توريس وزوجها وهما مؤسسا حزب الوحدة الوطنية للأمل بطلب الطلاق بالتراضي في11 مارس الماضي, بعد ثلاثة أيام من إعلان السيدة الأولي نيتها الترشح لخلافة زوجها في الرئاسة, ويحظر دستور جواتيمالا ترشيح الرئيس لولاية ثانية, ويمنع أيضا ترشح أفراد عائلته ومن بينهم زوجته. أما كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي ساركوزي فليس لديها أي طموح سياسي وقالت بالنسبة لي تبقي السياسة عالما صعبا, ولن تكون أبدا مهنتي مضيفة أنها تفضل المشاركة في الأعمال الإنسانية من خلال عملها كسفيرة للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز, وعملها في برامج محو الأمية. وفي تركيا, أمينة أردوغان زوجة رجب طيب أردوغان نموذج للزوجة التي تدعم زوجها وتسانده دون أن يكون لها أي طموح سياسي أو تدخل في الحياة السياسية, حيث تقف بجانبه وتسانده وتدعمه حتي في مواقفه السياسية التي تشاركه فيها. أما زوجة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي زينات قريشي فليس لها أي حضور في الحياة العامة حيث قام كرزاي بابعادها عن أجهزة الإعلام خوفا من الانتقاد الذي سيتلقاه من الزعماء الدينيين, وعلي الرغم من أن هذه الانتقادات أنحسرت منذ سقوط طالبان, فإن السيدة الأولي لا تزال حبيسة قصرها, حتي أن العديد من أفراد الشعب الأفغاني لا يعلمون أن رئيسهم متزوج منذ عام1999. واستعرضت فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي عدة نماذج إيجابية التي يمكن الاستهداء بها كما في جنوب افريقيا حيث ساهما زوجة الرئيس وليتم دسلير في بناء اتحاد النساء وهو يمكن أن تقوم به نفس الدور لتشابه الظروف والسيدة هيروخام زوجة جلال طالباني حيث كانت مقاتلة وعملت في الحركة الاجتماعية موضحة أن زوجة الرئيس ليس لها موقع رسمي ولكنها ضد اقصاء المرأة رغم تطرف سوزان مبارك في منصبها وتدخلها في الشئون العامة لأن اقصاء دورها استجابة لمطالب التيار الإسلامي بإخفاء دور المرأة علي أن تشارك في المهمات الاجتماعية.