نقدم في هذا المقال قراءة تحليلية لبرامج مرشحي الرئاسة من حيث مكونات البرنامج ومحاوره ومن حيث الصياغة والقابلية للقياس وبداية يمكن تعريف البرنامج الانتخابيmanfesto بأنه بيان مكتوب يعبر عن نوايا المرشح ودوافعة وآرائه وأهدافه أي أنه وثيقة تحمل إقرارا عاما موجها لجمهور الناخبين يتضمن رؤية المرشح ومنهجية تحقيق هذه الرؤية من خلال خطط ومشروعات وآليات وأهداف قابلة للقياس وطبقا لهذا المفهوم سيكون تقويمنا لبرامج المرشحين وكذلك من حيث توافقها مع المعايير التسعة للحكم الرشيد الصادرة عن الأممالمتحدة. وباستعراض مانسميها برامج مرشحين تجاوزا, يمكن القول: أنها في مجملها لاتتوافق مع معايير صياغة واخراج البرنامج الانتخابي, فهي أقرب الي بيانات في صورة أمان وطموحات غير مدروسة وبالتالي غير واقعية. من ذلك رفع القدرات البشرية والوصول بها الي أعلي مستويات المهنية والاحتراف ونجد كذلك تطوير الزراعة وتغيير التركيب المحصولي وكذلك بناء اقتصاد صناعي قوي وهنا نجد أهدافا عامة غير محددة وغير قابلة للقياس ولاترتبط بزمن معين, ولم تدعم بآليات وبرامج لتحقيقها, وفي برنامج أحد المرشحين ورد مايلي نسعي لبناء نموذج بديل للتنمية, قائم علي الاستثمار في البشر, وتطوير قدراتهم الابداعية, عن طريق اجراءات فعالة لتوزيع الثروة والدخول لصالح المنتجين الحقيقي وهذا نجد قمة التعميم القائم علي شعارات وأمان كما أن هناك خلطا بين الهدف ووسائل تحقيق الهدف, وفي برنامج مرشح آخر وردت عبارات مثل تعمير حدود الدولة ورفع المستوي الطبي في القري والمراكز وكذلك تقوية المعلم كما جاء في برنامج أحد المرشحين تنمية موارد القطاع الزراعي وهذه أيضا عبارات عامة يعوزها التحديد والقياس وآليات التنفيذ وهناك عدد من المرشحين يتحدثون فقط عن ملامح برامجهم الانتخابية من خلال عرض نقاط وتعهدات عامة. ولكن التقويم المنصف يجعلنا نشير لبعض الصياغات الايجابية الجزئية في بعض برامج المرشحين, ومن ذلك تخفيض نسبة الفقراء الي اجمالي السكان بنسبة02% بانتهاء ولاية الرئيس في6102( عمرو موسي), زيادة دخل مصر من قناة السويس من6 مليارات الي04 مليار خلال4 سنوات( حمدين صباحي) رفع نسبة مخصصات البحث العلمي الي5% من موازنة الدولة( خالد علي) القضاء علي البطالة خلال4 سنوات( عبد الله الأشعل) ورغم أن كل برامج المرشحين غير مكتملة حيث أتت في صورة شعارات وطموحات انتخابية تغازل مشاعر الناخبين, فان التقويم الموضوعي وبدون دعاية يحتم علينا أن نقرر أن الأقرب لمعايير البرنامج الانتخابي المقبول في الفكر المعاصر هو الخاص بعبد المنعم أبو الفتوح الذي جاء في84 صفحة في ستة محاور تتضمن مباديء حاكمة ثم أهدافا كثيرة محددة وقابلة للقياس(زيادة الانتاج الزراعي بمليوني طن, توفير6 مليارات متر مكعب من مياه الري, وزيادة ميزانية التعليم بنسبة52% و11 مشروعا قوميا معدة من قبل خبراء( محاربة الفقر, دمج القطاعات المهمشة, طاقة الرياح, وتنمية محور قناة السويس). ومن حيث مدي توافق برامج المرشحين مع معايير الحكم الرشيد يمكن القول بأن هناك توافقا جزئيا صريحا أو ضمنيا فغالبية البرامج اجمعت علي مكافحة الفساد, وسيادة القانون والعدالة والمساواة, ولكن أيضا في برنامج أبو الفتوح نجد تأكيدا علي معايير المشاركة وتمكين المرأة والشباب, والاستجابة لمطالب المواطنين والمساءلة والتوافق المجتمعي والرؤية الاستراتيجية. وهكذا نخلص الي أن كثيرا من برامج المرشحين أعدت علي عجل وبدون دراسة ولكن من خبرات وانطباعات شخصية وهذا مايفسر خروجها بصورة عامة وهلامية, ونأمل في الانتخابات المقبلة أن تقترب البرامج من المعايير المقبولة احتراما للناخبين وكسبا لثقتهم.