ها قد أعلنت اللجنه العليا للانتخابات الرئاسيه أسماء المستبعدين من الترشح للرئاسه وعلي رأسهم عمر سليمان, حازم أبو اسماعيل, خيرت الشاطر, وظهر من هذا أن ممارسه اللعبة السياسية والتوازنات تتم بمنتهي الذكاء والإحكام. ولنتناول الامر بالتحليل المنطقي فقد مثل ترشح عمر سليمان في اللحظات الاخيره, بعد فاصل من المناورات المخابراتيه من تصريحات بعدم ترشحه, صدمة وهياجا وانزعاجا وإحساسا محبطا بتسلل وعودة نظام مبارك برءوسه وأركانه حيث كان المتوقع محاكمته مع رئيسه وآخرين غيره بتهم واضحة أقلها التستر علي قتل المتظاهرين في موقعة الجمل, وتصدير الغاز لإسرائيل بخطاب شخصي منه, وبحكم المسئوليه السياسيه كرئيس للمخابرات. لقد أحدث استبعاده نوعا من الارتياح, ويبقي علي القوي السياسيه والقانونيه ان تحرك ضده كل قضايا الفساد والتعذيب والعمالة لإسرائيل حتي يأخذ مكانه الطبيعي, وهو السجن بجوار أقرانه, ويأتي السيد حازم أبو اسماعيل في الدرجه الثانيه من حيث إثارة اللغط حول ترشيحه, حيث تبني من بداية حملته قضية تطبيق أحكام الشريعه, كما تبني خطابا تصادميا مع المجلس العسكري اما قضية الترشح للرئاسه بالنسبه له فقد انتهت قانونيا, ولم تعد لديه فرصه, ويبقي أن يهدأ اتباعه لأنها قد تكون ذريعه لجرهم لأعمال عنف, واتهامهم بتعطيل المسار الانتخابي, وقد تتدخل في ذلك الأجهزة السرية الداخليه والخارجيه. أما المهندس خيرت الشاطر فقد كان ترشحه مفاجأه أربكت المشهد السياسي لتصريح الإخوان بأنهم لن يرشحوا أحدا للرئاسه, ثم ساقوا مبررات للتراجع قد تتفق او تختلف معها, لكن المهم انهم الآن مصرون علي أن يكون لهم مرشح حتي بعد استبعاد الشاطر وهو الدكتور محمد مرسي. وما يهمنا الان هو كيف سيكون المشهد في الفترة القادمه المرشحون الان اصحاب التوجه الاسلامي الدكاتره مرسي, ابو الفتوح, العوا, خفاجي, والناصري حمدين صباحي, وعمرو موسي, وشفيق, وعلي الاسلاميين التوافق علي مرشح لكي يستطيع منافسة موسي, وان كان أبو الفتوح في رأيي الأوفر حظا لاجتذابه كثيرا من الاسلاميين والليبراليين في حاله تنازل د. مرسي وهو أمر صعب لموقف الإخوان من أبي الفتوح, وخشيتهم من عدم التناغم معه, وخوفهم من أفكاره التي تنادي بخروج الجماعة بتشكيلاتها وتمويلها إلي العلن, وقد كان من الممكن تدارك هذه الأمور بالتوافق الإسلامي العام وباتفاقات لتجاوز هذه الخلافات, خاصة ان الدكتور مرسي لا يمثل نفس وضعية المهندس الشاطر والذي كان من الممكن أن تتوافق عليه القوي الاسلاميه! باحث في الشئون الاسلامية [email protected]