في ندوته التي عقدت خلال مؤتمر الثورة والثقافة الذي اختتم فعالياته منذ أيام, اقترح الكاتب النوبي حجاج أدول فكرة مبادرة تجعل النوبة جسرا ثقافيا بين مصر وباقي دول افريقيا لتربط دول النيل ببعضها عن طريق الثقافة اسماها ب بيت افريقيا. الأهرام المسائي إلتقي الكاتب الذي اوضح النقاط الرئيسية للمبادرة لافتا إلي انه ينادي بتلك المبادرة منذ تسعينيات القرن الماضي, وانه نشر كتابا يحوي جزءا من الفكرة وخلال نشاطه حول حقوق النوبيين, لكن ما كان يدعو إليه قوبل بالسخرية من المثقفين والرفض المستهجن من المسئولين لكن بعد ازمة المياه والمشاكل مع دول المنابع اصبح المسئولون يتحدثون بما كان يطالب به منذ عشرين عاما, وأقر وزراء الري كلهم بأهمية الدور الثقافي. واوضح أدول ان فكرة مشروع بيت افريقيا تتضمن انشاء منطقة مشعة تحوي عبق افريقيا برموزها, بحيث ان كل شعب افريقي يجد اشارة له واشادة في هذا المكان المصري, والغرض الاساسي منه هو الربط الثقافي والنفسي اولا بين شعوب القارة شمالها وجنوبها تمهيدا للربط الاقتصادي مع التركيز علي شعوب حوض النيل. اضاف أدول ان الفكرة تقوم علي فكرة افريقية سابقة نجحت بوضوح, هي منطقة أصيلة بالمغرب العربي, وغرضها الربط الثقافي بين أوروبا وافريقيا ومثلما صارت أصيلة منطقة مشعة فنا وحضارة فقد صارت أيضا متقدمة اقتصاديا, اي أصيلة حاليا قيمة مغربية مضافة في أكثر من مجال.وأكد أدول ان بيت افريقيا يحتاج أولا مجموعة من المهتمين الواعين, وبعدها تحتاج الي الدعم المعنوي من كبار المسئولين ثم يلي ذلك دعم ميزانيات متوالية حكومية ومدنية حسب المراحل التي سيتم اقرارها من علماء مصر ومفكريها. ويقترح أدول منطقتين ل بيت افريقيا الأولي مدينة أبوسنبل وهي منطقة واعدة بالعديد من المشاريع الاقتصادية المتنوعة وبرر ذلك بأنها أقرب منطقة في مصر للجنوب الافريقي مكانة وثقافة وبها الحضارة النوبية وتاريخها الأقرب مصريا الي نفوس شعوب افريقيا الجنوبية, والمكان الثاني الذي يقترحه هو جنوب مدينة أسوان. اما عن المنشآت الأساسية لفكرة بيت افريقيا فقال أدول: نحتاج الي قرية او اكثر تبني بأفكار المهندس الموهوب حسن فتحي وتكون لحد كبير مقاربة للحياة النوبية القديمة, مظهرا ومنتجة خاصة في الزراعة, ومحيط ثقافي رياضي شامل, يحوي قاعات اجتماعات مختلفة الاغراض من صالات سينما ومسرح, وتماثيل ذات صبغة افريقية, وساحتها المختلفة كل منها تحوي اشارة تجسد معلما من معالم شعوب افريقيا واسماء الساحات والشوارع بأسماء بلدان افريقيا واهم عظماء تلك الشعوب سواء أكانوا سياسيين او فنانين او اقتصاديين او رياضيين. واوضح أدول انه من الضروري التعاون مع الحكومات الافريقية التي تبدي استعدادها للمشاركة وايضا التعاون مع الهيئات المدنية المصرية خاصة الهيئات المرصودة من رجال الاعمال المصريين المهتمين بافريقيا واري ان الكثير من الافارقة سواء داخل افريقيا او خارجها من المشهورين الميسورين سوف يهتمون بفكرة بيت افريقيا خاصة بعد مرحلة ما يتبين للجميع اهميتها ودورها الثقافي الإنمائي, وفي هذه الحالة سوف يسهمون بأفكارهم ومجهوداتهم فنية وادبية وفكرية ومالية في تحقيق اهدافها النبيلة.