ادراكه الفطري لم يع خطورة هذه اللعبة ولكنه اراد في طفولته ان يشعل الحجرة من حوله نورا وشقاوة يبهر بها شقيقته وابن عمه.. ولكن الشعلة الصغيرة التي كانت تتراقص في يده كبرت فجأة وملأت الحجرة لهيبا حارقا تفحمت معه أجساد الأطفال الثلاثة. بداية المأساة كانت عندما أراد محمد4 سنوات وشقيقته ضحي3 سنوات وابن عمهما وجيه5 سنوات أن يلهوا أعلي سطح منزلهم بشارع خاتم المرسلين بمنشأة البكاري بكرداسة مع حلول الظلام فأمسك أحدهم بعلبة كبريت وحاول اشعال شمعة كانت موجودة داخل حجرة وعندما شاهدوا اضاءتها لم يدر الثلاثة أنهم مقدمون علي خطر كبير قد يقضي عليهم ويحرق كل شيء من حولهم في البداية بهرتهم الشعلة المضيئة فحملها أحدهم ودلف بها إلي داخل الحجرة وتبعه الآخران اغلقوا الباب علي انفسهم وأخذ يعدو داخل الحجرة والطفلان يركضان خلفه وكأنهم يطاردون ضوءها الخافت.. فجأة سقطت الشمعة من يد محمد علي بعض الأعشاب والمخلفات الموجودة بالحجرة وتحول في سرعة البرق الضوء الخافت إلي كتل عظيمة من النيران ما لبثت أن انتشرت في باقي أرجاء الحجرة.. حتي أحاطت بالصغار من كل جانب وظلوا يصرخون ويستغيثون بأفراد أسرتهم الذين أسرعوا إليهم وحاولوا ان يخترقوا ألسنة اللهب للوصول إليهم وإنقاذهم من بين السنتها المستعرة ولكن فجأة توقفت الصرخات من الصغار قبل أن تهدأ ألسنة اللهب ليتلاشي صوتهم إلي الأبد. وما أن وصل أفراد أسرتهم إليهم حتي اكتشفوا أن الأقدار قد سبقتهم وتفحمت جثثهم من لهيب الحريق بعد أن لفظوا أنفاسهم الأخيرة. الواقعة بدأت بإخطار تلقاه اللواء أحمد الناغي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة باشتعال النيران في عقار بمنطقة كرداسة يمتلكه عامل يدعي وجيه52 سنة فانتقلت قوات الدفاع المدني إلي موقع الحريق باشراف العميد مجدي عبدالعال رئيس مباحث قطاع أكتوبر حيث أمكنت السيطرة علي النيران واخماد الحريق قبل أن يمتد إلي العقارات المجاورة له. وفي المحضر الذي حررته الشرطة للواقعة دلت تحريات العقيد حسام فوزي مفتش المباحث والمقدم ضياء الدين رفعت رئيس مباحث كرداسة علي أن أسباب اندلاع النيران لهو الأطفال بالكبريت الذي سقط علي بعض الأعشاب والمخلفات التي ساعدت علي انتشار الحريق ووصوله لباقي ارجاء الحجرة وقالت أسرتهم في المحضر أمام اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث ان أطفالهم كانوا يلهون بالحجرة بمفردهم وقت انشغالهم في أعمالهم وعندما سمعوا صرخاتهم اسرعوا إليهم لإنقاذهم من بين النيران ولكنهم لم يستطيعوا فقد أمسكت النيران في الحجرة وأحرقت أجسادهم النحيلة. تولت النيابة التحقيق وقررت احالة جثث الأطفال للطب الشرعي لاعداد تقرير حول أسباب الوفاة وتم تسليمهم لذويهم لدفنهم وانتداب رجال الأدلة الجنائية لمعاينة المنزل المحترق وتحديد أسباب اندلاع النيران.