حذر الدكتور جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلي للثقافة ووزير الثقافة الأسبق من صدام وشيك بين المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين صاحبة الأغلبية البرلمانية, علي غرار ما حدث عام1954 عقب ثورة23 يوليو, وعلي الاخوان والسلفيين أن يعودوا إلي رشدهم وأن يراعوا التوافق في وضع الدستور. وبشأن الانتخابات الرئاسية قال عصفور في حواره ل الأهرام المسائي: إن انتخاب حازم صلاح ابو اسماعيل سيكون كارثة علي مصر وسيعيدنا قرنين إلي الوراء.. فإلي نص الحوار * كيف يبدو لك المشهد السياسي في مصر الآن؟ ** المشهد السياسي الآن في أقصي درجات التوتر فإما أن تنفرج الأزمة ويزول التوتر والاحتقان واما أن يكون هناك صدام مؤكد بين الإخوان والمجلس العسكري مثل ما حدث عام1954, وبالنظر إلي متغيرات العصر وتراكم التجربة التاريخية فإن انتصار أحد الطرفين علي الآخر سوف يعني خسارة لمصر بمعني أن التجربة الديمقراطية سوف تضيع فرصتها إلي الأبد وتعود الدولة المستبدة مرة أخري. * وما رأيك فيما يدور من جدل حول اللجنة التأسيسية لوضع الدستور؟ ** هناك خطأ ارتكبه الاخوان, لأن ما حدث هو نوع من المغالبة وليس المشاركة.. واعتقد أن الخطأ من البداية كان في الإعلان الدستوري الذي لم يوضح صلاحيات البرلمان فيما يتعلق باللجنة التأسيسية لوضع الدستور توضيحا كاملا لأن الأصل في الدستور أن يتم وضعه بعيدا عن مجلسي الشعب والشوري لأنه أي الدستور الحكم بين السلطات الثلاث فلا يجب لأي سلطة من الثلاث أن تكون منوطة بوضع دستور يحدد صلاحياتها فلابد من توافق كل فئات الشعب مهما يكن وضعها في الشارع السياسي أو الاجتماعي حول وضع دستور يكون من انتاج الشعب وليس من انتاج فئة معينة. أضف إلي ذلك أن الانفراد بوضع الدستور لن يكون مجديا والدليل علي ذلك ما حدث عام1930 عندما أراد الملك فؤاد أن يغير دستور1923 في ظل حكومة صدقي باشا لتكون له صلاحيات أكبر ولكن الشعب بمن فيهم الإخوان وكانوا حينئذ حركة جديدة قاموا بمظاهرات ومارسوا ضغوطا كبيرة حتي أسقطوا دستور1930 وعاد دستور1923 مرة أخري.. وأقول إن أي دستور تضعه قوي تري في نفسها القوة للاستئثار به عن باقي القوي السياسية وأخص هنا الاخوان والسلفيين سوف يكون دستورا محكوما عليه بالإعدام.. فالإخوان يحاولون أن يروجوا لرئيس من بينهم فإذا نجحوا فسوف يعطونه صلاحيات أكبر في الدستور الجديد وإن فشلوا فسوف يحدون من صلاحيات الرئيس القادم غير الإخواني * وما الحل من وجهة نظرك؟ ** أري أن من مصلحة الأمة أن يعود الإخوان والسلفيون إلي رشدهم وأن يراعوا مبدأ التوافق في وضع الدستور والاستفادة من القوي الوطنية حتي لا تلجأ إلي المجلس العسكري لنصرتهم علي الاخوان حيث ان الاخوان في تحد حقيقي الان وأخشي من الصدام بين الاخوان والمجلس العسكري. * ما تقييمك لانتخابات رئاسة الجمهورية و الأسماء المطروحة كمرشحين محتملين؟ ** الأسماء المطروحة بعضها يصلح والبعض الآخر لا يصلح وانا من أشد المتحمسين للمستشار البسطويسي وحمدين صباحي وأقدر الدكتور أبو الفتوح لأنه شخصية محترمة وسوف يكسب شعبية أكثر بسبب موقف الإخوان منه وهذه الشعبية سوف تكون من العلمانيين والليبراليين غيظا في الإخوان كما أنه يلقي تأييدا من شباب الاخوان رغما عن قيادتهم.. أما عمرو موسي فأنا شخصيا أقدره ولا انكر خبرته الواسعة في السياسة والادارة أما انتخاب حازم صلاح أبو اسماعيل فسوف يكون كارثة علي مصر وتعيدنا قرنين إلي الوراء أما أحمد شفيق فأعرفه عن قرب وذلك من خلال عملي معه ولذلك لن أعطيه صوتي. * وماذا عن انسحاب منصور حسن من السباق وتردد أنباء عن ترشح عمر سليمان؟ ** شعرت بأسف شديد بعد انسحاب منصور حسن لأنه شخصية محترمة جدا ووطني مخلص أما عمر سليمان فلا أعتقد أنه سوف يرشح نفسه لانه أعقل من ذلك: