القناعة كنز لايفني.. انها احساس جميل وحياة متصالحة مع النفس ومع الآخرين؟!! إن نعمة وجود الرضا في الوجدان تعطي للأنسان فرصة رائعة لحياة لاتعرف انكسارا للقلب ولا لهفة عيون ترغب ولاتقدر علي أمتلاك ما يغريها ويعذبها مثل الظمآن الذي يري السراب ماء؟!! * ان لله حكمة في توزيع الأرزاق... وعلينا بالمرضي بما قسم لنا وأن نجتهد في أكتساب الخبرات المتاحة ونفعل من أمكاناتنا بالسلوك السوي السليم بعيدا عن نهب المنافع وتجاهل مصالح الآخرين!! عملا بالقول فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. * قد نري بعض أهلينا البسطاء في قمة السعادة بمالديهم ويفرحون بلقمة هنية علي شط النيل.. حتي لو كانت عيشا ودقة مع كوب شاي طالما كانت وسط لمة وقعدة حلوة مع الأقارب والأحباب.. ومن ناحية أخري هناك من أعطاهم الله الكثير.. هم.. أثرياء معنويا وماديا تشع السعادة من عيونهم طالما هم علي الصراط المستقيم في حياتهم.. يمدون يد العون لهؤلاء الأقل حظا في الثروة عن طيب خاطر ورضا.. علي عكس أثرياء آخرين كلمة الرضا لامحل لها في قاموس حياتهم ولذلك هم لايشبعون ولايساعدون أحدا أو محتاجا!! ان الجشع والطمع في المزيد والحرص علي مايمتلكون مع أنه مانقص مال من صدقةولكنهم لايفقهون؟!! ولهذا فهؤلاء الأثرياء لايشعرون بروعة السلام الاجتماعي الذي هو حجر الأساس لبناء المجتمع المثالي والوطن الأكثر أمانا!! * مصر الحضارة.. كان مواطنوها يتمتعون بسمات حضارية متميزة.. من أهمها أمتلاك كنوز الرضا والبركة في القليل واقتناص لحظات السعادة والفرحة بأبسط الاشياء والمسميات وهو ماجعلنا دائما نقول مصر فيها حاجة حلوة؟! * كانت اخلاقيات وسلوكيات المصريين سوية وكانت مجالات تحسين أوضاعهم الأقتصادية لاتتجاوز المألوف ولاتخترق المعقول ولاتقفز علي الممنوع؟!!! كما يحدث الآن. * فالآن.. الكل يرغب في تحسين أوضاعه بسرعة وبأي وسيلة كانت.. حتي لو لم تكن من حقه؟! * تلونت الحقائق بمذاهب وصولية غير بريئة علي الاطلاق.. انفجرت المطالب الفئوية.. منها ماهو علي حق وآخر يريد نهب حقوق لايستحقها؟!!, أختلط الحابل بالنابل مثال علي ذلك صدمني أحد الأصدقاء قائلا أن راتبي لايتعدي أثني عشر ألف جنيه شهريا ومديري يتعدي الثلاثين ألفا كيف؟ لن أسكت؟ سأكافح سأحارب سأتظلم؟! هو في الثلاثين ورئيسه في الستين؟ أي منطق هذا؟! * الشباب الآن يريد أن يتساوي مع الأكبر سنا ومركزا؟؟ أن القفز علي كراسي الآخرين.. والتطلع إلي جيوبهم.. للأستيلاء علي مايمكن.. والجري وراء الفلوس هي آفة مصر الآن... رفقا بمصر, فالذي يتطلع لمستوي أحسن عليه أن يعمل أكثر ولايجور علي حق ليس له؟! * في مقال للأستاذ محمد العزبي عنوانه رجال الأعمال في مصر نقلا عن النيويورك تايمز يقول كفي تدليلا لكبار الاثرياء كتبه الثري وارين باثيت الذي يدعو فيه أن يشارك الأثرياء في مساعدة الفقراء وأبناء الطبقة الوسطي... عن طريق دعوة حق هناك كنا نتمني أن يقوم بها أثرياؤنا هنا؟ حتي يسود السلام الأجتماعي بلادنا وهم أي الأثرياء أول المستفيدين من سيادة هذا المبدأ!! أنها روعة المشاركة التي حثنا عليها الاسلام والمسيحية بالزكاة والمشاركة الواجبة * إن الثورة علي الأوضاع الأجتماعية حق وضرورة ولكن لكل شيء وقته!! وهذا ليس وقته أن الأم مصر يتنازع عليها الأشقاء... وهي واهنة متعبة أتركوها تتعافي وتفيق من كبوتها وسوف يعم الخير الجميع باذن الله.. و,لن تشفي مصر إلا بأيدي أبنائها وليس بالغرباء الذين هم مثل الغربان يريدون خطف خزائن خيراتها للجشع والطمع المادي أو السياسي الذي آراه يطوف الميادين رغبة في الأستيلاء الذي آراه في كعكة مصالح قد تسمم الرغبة الملحة في الأنطلاق في وجدان الشعب وتكدر تفاؤله الذي كان!! * ان بناء مصر الحديثة بدأ في عهد محمد علي عام1805 وكانت الوثبة الجبارة لمصر في أقل من ثلاثين عاما لتكون ندا للدول الكبري.. ومنارة للعلم لأن النوايا اذا صاحبتها الرغبة الأكيدة في النجاح.. ستحقق هدفها بسرعة الصاروخ ان شاء الله ولكن ان تصارعت المصالح وتوحشت النوايا لايمكن أن تقوم مصر.. والشعب يريد لها أن تقوم فهل من قائد عاقل يعمل علي إعادة مفهوم مبدأ القناعة كنز لايفني.. وأن الفناء يكمن ويسيطر علي العقول التي تملأها الأطماع الذاتية والمصالح الفئوية؟!! وكما قال: د. أحمد عكاشة ان المرض النفسي هو التمركز حول الذات والصحة النفسية مفتاحها التمركز حول الآخر.. ولنتمركز حول مصر؟ * العدل: عنوان المصالح مع كل فئات الشعب وهذا دور وسائل الاعلام لمراقبة الأداء السياسي في كل أنحاء البلاد.. ولو أنها هي ذاتها لاتنقسم في مضمون رسالتها بأرفع القيم في دنيا الأسوياء وهي قيمة العدل!! وكما جاء في سورة النساء واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل........يارب