بسبب جشع أو طمع صاحبها• والنفس البشرية تجد فيها من الخير ومن الشر، وفيها من الصدق ومن الكذب، وفيها من الجشع والطمع ومن القناعة التي هي كنز لا يفني، وما أقسي أن يفعل الإنسان معروفا او جميلا ثم يقابل بإنكار أو جحود وخاصة إذا كان من أقرب الأقربين إليه أخ أو أب أو صديق، ولذا فإن من ينظر إلي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال الشعبية المتداولة يجد فيها السلوي وأن ما فعله الإنسان من خير لن يضيع وسيجد فاعل الخير نتيجة عمله، ففي المثل "افعل الخير وارمه في البحر"، وفي القرآن الكريم دعا إلي الإحسان إلي من أساء، ومن منا لا يعرف حديث الإفك وماحدث للسيدة عائشة رضي الله عنها وخاض فيها أحد أقرباء أبي بكر الصديق، فمنع عنه الصحابي الجليل ما كان يدفعه له من مال، فخاطبه القرآن بآية كريمة "ولا يأتل أولو الفضل منكم"• هذه مقدمة لابد منها لتصبير أصحاب الأفعال الطيبة حتي لا يقعوا أسري للانتقام أو الانقطاع عن الخير، وإنما الحذر واجب وقديما قالوا :"سوء الظن من حسن الفطن"، ويقول عمر بن الخطاب في مقولة معبرة "لست بالخِب والخِب لا يخدعني" والخِب هو الشخص المخادع• وهذه قصة عشتها عن قرب وليست من الخيال بل هي قصة واقعية، ولم يخطر ببال أشد المتشائمين أن تكون النتيجة كما حدثت لصاحبة القصة، وعلي يد أقرب شخص إليها، وهو أخوها الذي أحسنت إليه وأنفقت عليه لمدة تزيد علي 25 سنة وأعطته من حقها في أرض وبيت ومزرعة للدواجن حتي استطاع أن يقف علي رجليه وأن يعمل ويتاجر، وبعد ذلك استدار ليأخذ من حقها هي، فلم يكتف بما حصل عليه من تعبها وشقائها سنوات في مصر أو في الغربة، وإنما نظر إلي ما في يديها من مال ومن أرض وكأن ما تملكه يجب أن يأخذ منه والاستفادة منه بأي شكل وبأية وسيلة، ونسي الجميل وتنكر له وكان التطاول والإساءة إليها من المفردات الجديدة بعد أن كان يري فيها أمه وربما أباه لوقفتها بجانبه وقفة لا يقوم بها أخ لأخيه• لقد أحدثت هذه الواقعة وما تلتها من وقائع صدمة تمثلت في عدم التصديق بما يحدث من جانب هذا الأخ الذي لم يراع أنها أخته وأنها هي التي أنفقت عليه ومن خلالها تمكن من التجارة وتمكن من المال، ولكنها النفس البشرية في تقلباتها وفي تغيرها، وهذا هو حال الدنيا!