أجري محمد عمرو وزير الخارجية سلسلة مشاورات مكثفة في كوريا الجنوبية حيث التقي جو هولي وزير التعليم في كوريا الجنوبية لبحث إمكانية استفادة مصر من الخبرة الكورية في مجال إصلاح التعليم والبحث العلمي. كما التقي باهك جايوان, وزير المالية في كوريا الجنوبية والذي أكد ثقة بلاده في قدرة مصر علي التقدم لتكون إحدي الاقتصادات البازغة في العالم نظرا لما تتمتع به من مؤهلات بشرية واقتصادية كبيرة, كما التقي وزير خارجية كوريا. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير محمد عمرو قد اقترح علي وزير التعليم الكوري تعزيز التعاون التعليمي الفني والتكنولوجي بين البلدين من خلال انشاء مركز كوري للتدريب المهني في مصر, بما يرتقي بمستوي خريجي التعليم المتوسط ويفتح أمامهم المزيد من فرص العمل داخل مصر وخارجها, كما حث الوزير الجانب الكوري علي دراسة انشاء جامعة كورية في مصر بالتركيز علي مجالي التكنولوجيا والهندسة, بما يعطي خريجيها ميزة نسبية في مجال العمل, سواء في مشروعات وبرامج التنمية في البلاد أو في الشركات الكورية الجنوبية التي توجد في السوق المصرية بقوة. وأكد محمد عمرو أهمية التعليم لبناء مصر الحديثة, مشيرا الي أن مصر تخلفت عن ركب الحضارة عندما أهملت التعليم لسنوات طويلة, وهو وضع لا يمكن السماح باستمراره, فلن تتقدم مصر نحو ما تستحقه من مكانة دون إرساء نظام تعليمي قوي. وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية أعرب عن استعداد مصر لاستقبال وفد كوري لبحث التعاون في مجال إصلاح التعليم, خاصة المتوسط والثانوي الفني, وكذلك لبحث إنشاء مركز التدريب الفني والجامعة الكورية, وهو ما رحب به وزير التعليم الكوري الجنوبي, مؤكدا حرص بلاده علي دعم مصر وتعزيز التعاون معها في جميع المجالات. وذكر المتحدث أن الوزير محمد عمرو قد حرص علي لقاء وزير التعليم الكوري في إطار مساعي وزارة الخارجية لدعم الخطط التنموية للبلاد عبر نقل الخبرات الأجنبية في جميع المجالات التنموية, وكذلك للسمعة الدولية الكبيرة التي يتمتع بها نظام التعليم في كوريا الجنوبية, وسعي الكثير من دول العالم, بما في ذلك الدول المتقدمة ذاتها, للاستفادة منه لإصلاح نظمها التعليمية, مشيرا الي وجود100 طالب مصري يدرسون حاليا في كوريا للحصول علي درجة الدكتوراة, وكذلك وجود العديد من المهندسين المصريين العاملين في الشركات الكورية بالفعل. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عمرو قد ناقش مع وزير المالية الكوري الجنوبي الأوضاع الاقتصادية في مصر, مؤكدا متانة أسس الاقتصاد المصري وأن ما تمر به مصر حاليا لا يعدو أن يكون أزمة سيولة مؤقتة ستتجاوزها البلاد قريبا, ودعا الي مضاعفة الاستثمارات الكورية في مصر, مشيرا الي النجاح الكبير الذي تلقاه أنشطة الشركات الكورية في السوق المصرية, وكذلك ما يتمتع به التصدير انطلاقا من مصر من مزايا تفضيلية واعفاءات جمركية كبيرة. وقد أعرب وزير المالية الكوري عن رغبة بلاده في تبكير موعد عقد اللجنة المشتركة بين وزيري مالية البلدين, بحيث تعقد خلال الأشهر المقبلة بدلا من عقدها العام المقبل كما كان مقررا, وهو الأمر الذي رحب به تماما الوزير محمد عمرو مؤكدا تطلع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع كوريا, مشيرا الي أن انعقاد اللجنة, وما سينتج عنها من اتفاقات ثنائية, سيكون بمثابة تأكيد واضح لثقة كوريا الجنوبية في الاقتصاد المصري.