انتفضت القوي والحركات الثورية غضبا ضد هيمنة التيار الإسلامي ممثلا في جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور داخل البرلمان علي نسبة ال50 بالمائة من عضوية لجنة وضع الدستور مؤكدة أن الإخوان غلبوا مصلحة الجماعة علي مصلحة الوطن واتبعوا نفس أساليب الحزب الوطني المنحل في السيطرة علي جميع المناصب والتحكم في كل الأمور السياسية في الدولة منفردين وإقصاء متعمد لكل من هو خارج الجماعة وهذا ما اتضح جليا في قائمة أسماء اللجنة التأسيسية التي استحوذ التيار الإسلامي فيها علي70 بالمائة من داخل البرلمان. ودعا ائتلاف شباب الثورة واتحاد شباب الثورة وحركتا6 أبريل وكفاية وتحالف القوي الثورية والجبهة الحرة للتغيير السلمي جميع طوائف الشعب للخروج يوم الجمعة المقبل في مليونية جديدة بميادين مصر لرفض تشكيل اللجنة التأسيسية وفرض الوصاية الإسلامية علي الشعب تحت عنوان الدستور للجميع والتظاهر يوم الأربعاء المقبل أمام مجلس الشعب خلال أول اجتماع للجنة التأسيسية لوضع الدستور. وشدد اتحاد شباب الثورة علي أن دستور ما بعد الثورة يجب أن يكون معبرا عن كل طوائف المجتمع السياسية والأيديولوجية وأن يتمتع بمشاركة شعبية ومتطلعا إلي المستقبل لكي يكون دستورا قويا يتسم بالاستمرارية ومعبرا عن الأجيال القادمة ويليق بوضع ومكانة مصر ويجعلها دولة قوية كما يتمناها شباب وشيوخ ونساء مصر. كما طالب اتحاد شباب الثورة الشرفاء ممن تم اختيارهم في قائمة الإخوان للجمعية التأسيسية بالانسحاب من هذه القائمة دون تأخير والحفاظ علي مبادئ وأهداف الثورة التي انحرف عنها البعض ومن أهم الشخصيات التي يدعوها الاتحاد للانسحاب أحمد حرارة لأنه ممثل عن شباب ومصابي الثورة. وأكد محمد السعيد عضو المكتب التنفيذي لم يعد الأمر يحتمل عندما نري الثورة التي ضحي من أجلها الكثير من شباب مصر تسرق تارة علي يد المجلس العسكري وأخري علي يد الإخوان ونحن نقف مكتوفي الأيدي ننظر إلي أين سيأخذنا الطرفان. وأضاف أن قائمة الإخوان لم تحتو علي أسماء وطنية بارزة كان من المفترض أن تكون في اللجنة التأسيسية وأن الإخوان لم يراعوا حتي تمثيل علماء مصر الحاصلين علي جائزة نوبل مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور محمد البرادعي الذي من المفترض أن يكونوا إضافة إلي اللجنة التأسيسية. ومن جانبه قال طارق الخولي المتحدث الإعلامي لحركة6 أبريل إن قيام فصيل بعينه بوضع الدستور أو اختيار من يضعه يوضح أن هناك اتجاها لوضع دستور لا يمثل إلا أفكار هذا الفصيل وتوجهاته ومصالحه بما يتنافي مع المبادئ والأهداف التي قامت من أجلها ثورة شعب مصر لذا وجب تصحيح هذا المسار برفض فكرة ال50% في تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور. وأكد الخولي أن شباب6 أبريل والحركات الشبابية والقوي السياسية والثورية تدعو الشعب المصري للوقوف معها ضد هذا الانفراد المتعنت خلال المظاهرة التي ستنظمها تلك القوي بعد غد أمام مجلس الشعب أثناء انعقاد جلسة البرلمان. في غضون ذلك وصفت الجبهة الحرة للتغيير السلمي حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين, بالسعي إلي إلهاء القوي السياسية عن معركة الدستور من خلال افتعال أزمة مع الحكومة والمجلس العسكري, هي في حقيقتها ليست أزمة وإنما مناورة سياسية بين المجلس والإخوان. وبدوره ثمن المجلس الوطني المصري موقف أعضاء مجلس الشعب الذين انسحبوا من المشاركة ضمن الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وسحبوا طلبات ترشحهم لعضويتها وكذلك الذين انسحبوا من عملية التصويت. وقال المجلس في بيان له إن تشكيل لجنة صياغة الدستور بالشكل الحالي ينبئ بأنه سيكون دستور تياري الهوي, مذهبي العمل, طائفي المقاصد, مدني العنوان, ديني المضامين, داعيا جميع القوي الوطنية لوقفة غدا الساعة الثانية عشرة ظهرا أمام مقر مجلس الدولة تنديدا واعتراضا علي قرار مجلسي الشعب والشوري الذي انتهك الإعلان الدستوري. كما دعت جبهة دستور لكل المصريين جموع الشعب إلي الاحتشاد أمام مجلس الدولة صباح غد لدعم المدعين في القضية المرفوعة لإبطال قرار اللجنة المشتركة من مجلسي الشعب والشوري الخاص بتشكيل اللجنة التأسيسية المعنية بوضع مشروع الدستور الجديد.