استنكر مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بشدة الانقلاب الذي قام به جنود متمردون في مالي غاضبون من فشل الحكومة في القضاء علي تمرد انفصالي في شمال البلاد. وقال بيان صادر عن مكتب الأمين العام إن بان يدعو كل المسئولين للامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلي زيادة العنف ومزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد وإلي اعادة الحكم الدستوري فورا في مالي. وقال مساعد الأمين العام لين باسكو للصحفيين بعد أن قدم تقريرا إلي مجلس الأمن لا شيء نافع يمكن أن يتمخض عن الاطاحة برئيس منتخب قبل شهر أو ستة أسابيع من الموعد المفترض لاجراء انتخابات جديدة وعن وضع اثنين من المرشحين... في ثكنة عسكرية واحتجازهما. وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة مارك ليال جرانت الذي يتولي رئاسة مجلس الأمن الدورية لهذا الشهر إنه ترددت معلومات بأنه تم احتجاز وزراء في حكومة مالي. ودعا مجلس الامن المؤلف من15 عضوا الجنود المتمردين إلي ضمان سلامة الرئيس أمادو توماني توري وأمنه والعودة الي ثكناتهم. وطالب المجلس بالافراج عن المسئولين الماليين الذين تم اعتقالهم. ولم يعرف مكان الرئيس توري. وقال المجلس إنه حث علي التحلي بأقصي قدر من ضبط النفس ودعا إلي الاستعادة الفورية للنظام الدستوري والحكومة المنتخبة انتخابا ديمقراطيا. كما أعلن الاتحاد الإفريقي أمس أنه جمد عضوية مالي. وقال بول لولو رئيس مجلس السلم والأمن بالاتحاد الافريقي قرر المجلس ضرورة تعليق مشاركة مالي في جميع أنشطته لحين استعادة النظام الدستوري فعليا ودون إبطاء. وقال الاتحاد إنه علم أن الرئيس توري بخير. وصرح جون بينج رئيس مفوضية الاتحاد للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الأمن والسلم علمنا ان الرئيس بخير في حماية عدد من الموالين له. في غضون ذلك, صرحت مصادر إن متمردي الطوارق في شمال دولة مالي زحفوا صوب الجنوب لاحتلال المواقع التي جلت عنها القوات الحكومية. وفي الوقت نفسه يسعي جنود متمردون في العاصمة البعيدة الي إتمام انقلابهم باعتقال الرئيس. وقال ضابط من حكومة مالي في بلدة كيدال الشمالية إن المتمردين احتلوا الثكنة العسكرية في أنيفيس التي تبعد100 كيلومتر إلي الجنوب الغربي بعد انسحاب القوات الحكومية. وقال مصدر في تيمبكتو وهي بلدة رئيسية اخري في الشمال لرويترز طالبا ألا ينشر اسمه الجيش انسحب الي جاو. ولم تعد هناك أي قيادة عسكرية. وهم( المتمردون) سيسيطرون علي البلدات في الشمال. وأكد الناطق باسم الأممالمتحدة آدريان إدواردز أن الاقتتال الدائر في مالي بين المتمردين الطوارق والقوات الحكومية تسبب في تهجير حوالي130 ألف شخص, منذ بدء المواجهات في منتصف يناير الماضي. ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) أمس, عن إدواردز قوله: إنه يقدر عدد المهجرين في داخل مالي بحوالي60 ألف شخص, فيما هرب حوالي69 ألفا إلي الدول المجاورة. ووجه المسئول الأممي نداء طالب فيه بإرسال المواد الأساسية الي المهجرين بشكل عاجل, لافتا إلي أنهم ليس لديهم أي شيء, مشيرا إلي أنهم بحاجة ماسة الي المواد الأساسية, ولاسيما الخيام والطعام والماء والدواء وانهم يتواجدون في منطقة تعاني أصلا من شح في الغذاء. كما أعلنت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان والحريات السياسية أن ثلاثة أشخاص علي الأقل قتلوا برصاص طائش خلال التمرد الذي أدي إلي الانقلاب العسكري في مالي. وأوضحت المنظمة في بيان أصدرته أمس أوردته هيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) أن ثلاثة أشخاص قتلوا برصاص طائش أطلقه جنود في باماكو, ونقلت جثثهم إلي مستشفي في العاصمة المالية, وأصيب28 آخرون خلال الانقلاب وتعرضوا لسوء المعاملة.