ودعت مصر أمس قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلي مثواه الأخير في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون بعد جنازة رسمية وشعبية مهيبة وغير مسبوقة وشارك مئات الآلاف في الموكب الجنائزي من الكاتدرائية الكبري بالعباسية وحتي مطار الماظة حيث أقلت الجثمان طائرة عسكرية إلي حيث مرقده الأخير. وبذل رجال الشرطة العسكرية جهودا جبارة للدخول بنعش البابا شنودة وسط حشود المشيعين بعد تأخر عملية الدفن60 دقيقة بسبب تدافع المشاركين في الجنازة وحرصهم علي إلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي الفقيد المصري الكبير. وفيما قرر رهبان الدير فتح مدفن البابا شنودة كمزار ديني اعتبارا من اليوم تبدأ الكنيسة القبطية الارثوذكسية اليوم تلقي عزاء الشخصيات الرسمية في وفاة البابا علي فترتين صباحية ومسائية في مقر المركز الثقافي القبطي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية فيما ينطلق غدا ثاني اجتماعات المجمع المقدس لاعتماد قائم مقام البطريرك وبحث ترتيبات فتح باب الترشيح لانتخابات البابا الجديد اعتبارا من الغد. وكان24 كاهنا باللباس الأبيض يرمزون إلي24 قسيسا مذكورين في سفر الرؤيا بالانجيل قد وقفوا بالمباخر وكان الأساقفة وكهنة الكنيسة ورهبان الدير قد انتهوا من مراسم دفن جثمان البابا شنودة, بعد أن تم وضعه في مثواه الأخير داخل الكنيسة الأثرية عقب الصلاة علي جثمانه, وقاموا برش الميرون في كل أنحاء الكنيسة, ووضعوه علي المقعد الرخامي, وتم السماح لبعض الأقباط الموجودين داخل الدير بدخول الكنيسة والتبرك به. وتم تزيين المقبرة الخاصة بقداسة البابا من الداخل والخارج وتم وضعه داخل التابوت مرتديا كامل ملابسه الكهنوتية البيضاء والمحلاة بالصلبان وكأنه زاهد ليكمل خدمته في السماء مرتديا الصليب وفي يده عصا الرعية بالاضافة إلي أيقونة السيدة مريم العذراء. من جانبه قال اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية: إن سبب تأخر اقلاع الطائرة التي حملت جثمان البابا شنودة من مطار الماظة لوادي النطرون يرجع لتأخر وصول الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة. وقال بدين داخل ساحة دير الأنبا بيشوي عقب دخول التابوت الذي يحمل جثمان البابا, إن عناصر الشرطة قامت بدورها في تأمين وصول الجثمان ومقر الدير من الداخل والخارج. من جهته قال الأنبا باخوميوس القائم بأعمال البابا إن المجمع المقدس سيجتمع لاختيار القائم بالأعمال الفترة المقبلة وذلك بموافقة المجلس العسكري باعتباره قائما بأعمال رئيس الجمهورية. وأوضح خلال حوار ببرنامج الحياة اليوم الليلة الماضية أن البابا ترك خلفه تراثا أدبيا ومقالات تمت ترجمتها بجميع اللغات.