بينما استمرت عمليات القتل من جانب قوات الأمن السوري للعشرات من المدنيين في حمص, أعربت الصين عن دعمها لقرار الجامعة العربية وروسيا بشأن الأزمة السورية. في الوقت الذي أكدت فيه فرنسا أن نظام الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته منذ زمن طويل. فقد قال نشطاء في المعارضة السورية ووسائل إعلام حكومية أمس إن عشرات المدنيين قتلوا بدم بارد في مدينة حمص لكن الجانبين ألقيا بمسئولية ما وصفاه بالمذبحة علي أطراف مختلفة. ومن ناحية أخري قال نشط من المعارضة السورية إن سيارة ملغومة انفجرت أمس وقتلت تلميذة واصابت52 في مدرسة بمدينة درعا بجنوب سوريا والتي شهدت اشتباكات في الشوارع بشكل متقطع بين أفراد الجيش السوري الحر وقوات الرئيس بشار الأسد. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء أمس إن مجموعة مسلحة هاجمت خط أنابيب لنقل المازوت من محافظة حمص إلي محافظة حماة. وتزامن الهجوم في حمص إلي جانب هجوم عسكري استهدف مدينة إدلب في شمال غرب البلاد مع مهمة سلام قام بها في مطلع الاسبوع كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة الذي غادر دمشق أول من أمس دون الاتفاق علي هدنة أو السماح بدخول المساعدات الإنسانية. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر إعلامي قوله المجموعات الإرهابية المسلحة تختطف الأهالي في بعض أحياء حمص وتقتلهم وتمثل بجثامينهم وتصورهم لوسائل إعلام لاستدعاء مواقف دولية ضد سوريا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات العائلات نزحت خلال الساعات الماضية من احياء مدينة حمص عقب انباء ترددت عن ارتكاب القوات السورية مجازر اودت بحياة العشرات في حي الزيتون وبابا سباع. وأعربت الصين عن دعمها للقرار الذي توصل إليه وزراء الخارجية العرب يوم السبت الماضي, والذي يهدف إلي حث الحكومة والمعارضة السورية علي التعاون مع الأممالمتحدة وجهود وساطة الجامعة العربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين خلال مؤتمر صحفي أمس إن القرار اظهر استعداد الدول العربية والجامعة لحل المسألة السورية عبر الطرق السياسية, مشيرا الي أن القرار له تأثير ايجابي بشأن تخفيف حدة التوترات الحالية في سوريا فضلا عن توسيع التوافق بين جميع الاطراف المعنية. وحول مقترحات كوفي أنان, المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا, قال ليو إن الصين لديها موقف ايجابي ومنفتح تجاه اي مقترحات أو اجراءات تفضي إلي تعزيز الحل السياسي بشأن المسألة السورية, مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي بما في ذلك الجامعة العربية لتعزيز الحل العادل والسلمي والملائم للمسألة السورية في توقيت مبكر. وأضاف ليو إن الصين تدعم الجهود البناءة لأنان في تعزيز الحل السلمي للازمة السورية وتأمل في أن تنسيق جميع الاطراف جهود وساطة أنان موضحا أن الصيغة المكونة من خمس نقاط التي وافق عليها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والجامعة العربية لحل الأزمة السورية يوم السبت الماضي, ترحب بها الصين ضمن جهود المجتمع الدولي لتعزيز الاتصالات والتنسيق بشأن الأزمة. وفي السياق نفسه, أكدت فرنسا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته منذ زمن طويل علي ضوء استمرار أعمال القمع والعنف ضد مواطنيه. وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية, في مؤتمر صحفي أمس ان النظام السوري فقد شرعيته من قبل المواطنين وأيضا من جانب ما سماه النخبة السورية. وأشار فاليرو إلي زيادة وتيرة الانشقاقات في صفوف الجيش السوري, موضحا أن' التماسك الظاهر في السلطة السورية هو نتيجة لسياسة الإرهاب التي يطبقها النظام والتي لا يمكن أن تستمر طويلا في قمع تطلعات الشعب إلي الحرية والكرامة. ومن جانبه, قال وزير الخارجية الألماني جويدو فيستر فيلا إنه يعتزم الاجتماع مع مبعوثي الأممالمتحدة الروسي والصيني في نيويورك في محاولة للتأثير عليهما من أجل التوصل لقرار من مجلس الأمن بشأن سوريا. وأضاف في تصريحات لصحيفة( فيلت) أمس لابد أن نثبت لروسيا أنها تقف مع الجانب الخطأ في هذا الأمر عندما تعمل بكل جهدها للحيلولة دون إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا.