لم يصدق الأب نفسه وهو في طريقه إلي مطار القاهرة أنه سوف يري ابنه بعد فراق دام ثلاثة عشر عاما وما إن رآه في صالة الوصول حتي هرول إليهواحتضنه بقوة ليسقطا علي الأرض من شدة الفرح والبكاء. كلمات مفعمة بالشوق وآلام الفراق تبادلها الابن القادم من سوريا باحثا عن ابيه الذي لايعرفه ونجحت الأجهزة الأمنية بالمطار في لم شمله عليه, ليشاهد المسافرون مشهدا اقرب إلي الأفلام السينمائية. عندما فوجئ النقيب محمد الشلقاني بجوازات مبني الركاب رقم3 بمطار القاهرة الدولي بشاب ضمن ركاب الطائرة المصرية القادمة من دمشق اثناء انهاء إجراءات وصول ركابها يتقدم بوثيقة سفر صادرة من السفارة المصرية في دمشق وبعرض الأمر علي العميد مجدي السمان تم الاتصال بمصلحة الاحوال المدنية ولكن لم يستدل علي أي بيانات عن الشاب ويدعي ياسين فرج الله محمد علي الشيمي وتبين بمناقشة الشاب(18 عاما) أنه لايعرف شكل ابيه أو حتي ملامحه سوي ان والدته السورية وتدعي منيرة محمود الخطيب اخبرته بأنه اباه مصري ويقيم بالجيزة بابو النمرس, وبعرض الأمر علي اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية لشرطة ميناء القاهرة الجوي قرر تشكيل فريق بحث والاتصال بقسم شرطة القسم التابع لوالد الشاب بعد ان قام باستدعاء شيخ البلد وعدد من الخفراء العاملين بالقرية حيث توصلوا للوالد وتم استدعاؤه للمطار. وامام اللواء صلاح زيادة مدير أمن المطار وضباط العلاقات العامة برئاسة العميد احمد صالح, قال الشاب: انه واجه صعوبات بالغة حيث رفضت الحكومة السورية منح الشاب اي مستندات مثل جواز سفر أو بطاقة هوية سورية خاصة ان امه سورية وان اباه قد غادر سوريا نهائيا مرحلا منها بعد ان تزوج امه وانجب منها ولدا وثلاث بنات جميلة(17 عاما) وفاطمة(16 عاما) وصابرين(15 عاما) ولديه في مصر غيرهم7 ابناء3 اولاد و3 بنات من زوجتين مصريتين احداهما طلقت منه. وبناء علي شهادة الميلاد التي يحملها وتثبت ان اباه مصري اعترف امام السلطات السورية انه مصري وليس امامه إلا ان يقتل أو يسجن أو يتم تسفيره فرأت السلطات تسفيره حيث قامت بترحيله لباب المرور مع العرب والأجانب وبعدها لمصلحة الهجرة والجوازات ثم للسفارة المصرية في دمشق التي استخرجت له وثيقة سفر مدون عليها عودة لارض الوطن حتي عاد لأرض الوطن. وداخل مكتب مدير أمن المطار التقي الأب والأبن حيث تعانقا وارتمي الابن في حضن ابيه وجمع شمل الاب مع الابن, وقال الشاب انه واجه صعوبات كبيرة حيث تواجه سوريا تصفية جسدية للثوار والمتظاهرين وانتشرت تجارة الاعضاء البشرية في سوريا بعد قتل الابرياء. واضاف الشاب انه ينوي استخراج بطاقة رقم قومي مصرية بناء علي جنسيته المصرية وجواز سفر مصري, حيث ينوي السفر لليمن والعمل بهاء ثم يعود لامه وشقيقاته ولامانع من الاقامة في مصر حتي تقيم البنات مع ابيهن. وقال الأب انه لم يتكن من العودة لسوريا التي عاش بها10 سنوات بسبب تردي احواله المادية وتزوج السيدة السورية وانجب منها ولدا وثلاث بنات ولم يري ابناءه منذ عام1999 حيث قامت السلطات السورية بترحيله للاقامة غير المشروعة.